استبشر رجال الأعمال والمستثمرون الذين أصابتهم تداعيات الأزمة الاقتصادية في مقتل بمنطقة طابا بالإجراءات التي تم اتخاذها مؤخرا والتي تتمثل في إعادة تشغيل خط القاهرة - طابا من خلال رحلتي طيران بين القاهرة وطابا أسبوعيا تتحمل تكلفتها أربع جهات هي هيئة تنشيط السياحة وشركة مصر اكسبريس للطيران ومحافظة جنوبسيناء وكبار مستثمري السياحة بجنوبسيناء خاصة أن هذه المنطقة تعرضت لأحداث كثيرة أثرت بالسلب علي حركة السياحة والاستثمار بها، وكان مصدر تفاؤلهم أن تشغيل هذ الخط سيؤدي إلي تغير كبير في النمط السياحي الذي تم تطبيقه منذ فترة طويلة في هذه المنطقة والتي كانت تعتمد أساسا علي السائحين القادمين من جهة الشرق وبالتحديد عرب 48 وبعض الفئات الإسرائيلية، لكن مع تشغيل الخط قد يعني ذلك من وجهة نظر المستثمرين إعادة إحياء ليس فقط منطقة طابا ووضعها علي الأجندة السياحية المصرية بصورة أساسية وقوية ولكن قد يكون هذه الاجراء بمثابة عودة الروح وتشجيع جانب كبير من الاستثمارات بهذه المنطقة والتي كانت كما وصفها أحد رجال الأعمال في نزعها الأخير. في البداية ينفي المهندس ماجد الجمل رئيس جمعية مستثمري طابا للتنمية السياحية تماما ما يردده البعض حول استمرار طابا في الاعتماد علي نوعية معينة من السائحين وتحديدا عرب 48 وبعض الإسرائيليين، مؤكدا أن هذا العهد قد ولي تماما منذ عام 2005 نتيجة لبدء تشغيل الطيران الشارتر مع العديد من الدول الأوروبية وأصبح لطابا أسواق رئيسية ونوعية جديدة من السائحين خصوصا من دول أوروبا الشرقية مثل أسواق أوكرانيا وروسيا وبولندا وأيضا من دول أوروبا الغربية مثل أسواق انجلترا وفرنسا وإيطاليا. كما ينفي الجمل ما يتردد حول زيادة سائحي المعسكرات أو المخيمات بمدينة طابا خلال الفترة الحالية مؤكدا أن عددهم قليل للغاية ولكنهم لا علاقة لهم بالفنادق الموجودة بالمنطقة. نسبة الإشغال ويشير إلي أن هذه الأسواق تمثل حاليا 85% من الحركة السياحية الوافدة لطابا بالإضافة إلي نسبة 5% من السائحين المصريين وخصوصا في الاجازات والأعياد ونسبة من 5% إلي 7% من عرب 48 ويأتون أيضا في الاجازات والنسبة الباقية التي تتراوح من 3% إلي 5% سياحة مختلفة وهم الذين يقصدون ثلاثة بلاد كرحلة إقليمية أو برنامج متكامل يبدأ من العقبة ثم طابا ثم الأراضي المقدسة "القدس"، لافتا إلي أن نسبة اشتغالات عرب 48 في وقت الاجازات والمناسبات الرسمية قد يصل إلي 30%، الآن المتوسط خلال العام كله لا يتجاوز 5% فقط ويضيف الجمل أن الفئات المستهدفة بالنسبة لنا خلال المرحلة المقبلة هي زيادة نسبة السياحة الوافدة من دول أوروبا وخصوصا من السوقين الإيطالي والألماني بالإضافة إلي زيادة نسبة السياحة الداخلية وخاصة بعد اعادة تشغيل خط الطيران الداخلي بين القاهرة وطابا حيث توجد حاليا عدة مميزات بل إغراءات للسياحة الداخلية أهمها قرب المسافة بين طابا والقاهرة بالمقارنة بشرم الشيخ ووجود وسائل المواصلات بصفة مستمرة وكذلك انخفاض سعر تذكرة الطيران بالإضافة للسعر المناسب للبرامج السياحية بطابا والتي تتناسب مع فئات عديدة من المجتمع، أيضا سيتم تكثيف الترويج في السوق العربي لجذبه إلي منطقة طابا خلال الفترة المقبلة حيث يتم الاتفاق حاليا علي زيادة أعداد السائحين الوافدين من الأردن وبعض الدول العربية الأخري. فوائد عديدة ويلفت رئيس جمعية مستثمري طابا للتنمية السياحية إلي أن تشغيل خط طيران القاهرة طابا سيعود بفوائد عديدة علي منطقة طابا أهمها إعادة احياء المشروعات الاستثمارية التي مازالت تحت الإنشاء والتي توقفت لفترة طويلة نتيجة للأحداث التي مرت بها المنطقة حيث سيشجع الخط المستثمرين والبنوك علي ضخ استثمارات جديدة لاستكمال المشروعات المتوقفة منذ فترة طويلة بعد توفير المناخ والبيئة الجيدة لهؤلاء المستثمرين، بالإضافة إلي انه سيرفع نسبة السياحة الداخلية خلال الفترة المقبلة ويعرف المواطن ببلده وخصوصا هذه المنطقة الرائعة التي سيتذكرها الجميع في جميع الأزمان، أيضا سيسهم هذا الخط في زيادة الحركة الوافدة للقاهرة حيث يجذب فئة جديدة من السائحين الذين كانوا يكتفون بزيارة طابا فقط بسبب عدم وجود خط طيران داخلي بين طابا والقاهرة غم أنهم يتمنون زيارتها وهو ما سيسهم في زيادة معدل انفاق هذه النوعية من السائحين لأن برنامج زيارة القاهرة سيكون خارج "الباكديج".