يجري ديمتري ميدفيديف رئيس روسيا الاتحادية مباحثات مهمة مع الرئيس حسني مبارك خلال زيارته الأولي لمصر يومي 23 و 24 يونيو الجاري. تتناول المباحثات سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلي بحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وانعكاساتها علي منطقتي الشرق الأوسط وشرق أوروبا. وصرح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية بأن الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي ميدفيديف ستمثل نقلة نوعية مهمة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ ستشهد قيام الرئيسين بالتوقيع علي اتفاقية للارتقاء بالعلاقات الثنائية المشتركة إلي مستوي الشراكة الاستراتيجية، بما يضمن عقد قمم دورية منتظمة بين القيادتين السياسيتين وزيادة التنسيق والتشاور الثنائي علي مختلف المستويات، وتطوير التعاون في العديد من المجالات الاستراتيجية. وأضاف وزير الخارجية أن مباحثات الرئيسين سوف تشمل تبادل الرؤي حول تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة في ضوء عضوية روسيا بمجلس الأمن والرباعية الدولية، وعلاقاتها الخاصة والمتميزة بجميع الأطراف الفاعلة في المنطقة، ودور مصر المحوري والمهم في المنطقة، وجهودها الحثيثة في تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والتوصل إلي حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي. وأضاف أبو الغيط أن الزيارة ستشهد التوقيع علي عدة اتفاقيات ثنائية بهدف تعزيز العلاقات بينهما في مختلف المجالات، وتطويرها لتشمل مجالات جديدة لم يطرقاها من قبل بهدف الاستثمار الأمثل لطاقات البلدين وإمكاناتهما الاقتصادية والبشرية والعلمية، وأوضح أنه من المقرر أن يشهد الرئيس مبارك وضيفه الكبير مراسم التوقيع علي خمس اتفاقيات للتعاون في مجال حماية البيئة، والتعاون الإعلامي، ومكافحة المخدرات، والعدل، والتعاون بين الهيئة القومية الوثائق والأرشيف الوطني الروسي، والإذاعة والتليفزيون. وأشار وزير الخارجية كذلك إلي ما شهدته العلاقات الثنائية من طفرة كبيرة خلال السنوات الماضية، عكستها الزيادة الواضحة في حجم التبادل التجاري السلعي بين البلدين خلال العام الماضي، بالإضافة إلي تزايد أعداد السائحين الروس الوافدين إلي مصر خلال الأعوام القليلة الماضية لتصل إلي 8.1 مليون عام ،2008 لتجيء مصر علي رأس قائمة المقاصد السياحية التي يزورها السائحون الروس علي مستوي العالم. وعلي صعيد الاستثمارات المتبادلة، أوضح أبو الغيط أنه علي الرغم من محدودية الاستثمارات الروسية الحالية في مصر التي تقدر بنحو 963 مليون جنيه إلا أن هناك آفاقا واعدة لزيادة تلك الاستثمارات وتنويع مجالاتها، وهو ما سيكون محل بحث خلال المباحثات الرئاسية، حيث يأمل الجانبان تفعيل البروتوكول الخاص بإنشاء منطقة صناعية روسية خاصة في منطقة برج العرب، وكذا بحث التعاون في مجال الطاقة خاصة في ظل وجود آفاق واعدة للتعاون بين مصر وروسيا في هذا المجال الحيوي.