ما هو تأثير المرض علي الصناعة المصرية خاصة الصناعات كثيفة العمالة التي يمكن ان ينتشر بها المرض بسهولة وبسرعة كبيرة؟ يوضح شفيق بغدادي وكيل اتحاد الصناعات ان الصناعة في مصر قائمة علي أساس جيد ومتين ودخول المرض إلي مصر لن يؤثر علي الصناعة نظرا لأن الصناعات المنظمة جميعها تعتمد علي التهوية المنضبطة وبعضها مكيف ومن ثم لا يوجد أدني خوف أو قلق علي العمالة المصرية أو مستقبل الصناعة. ويشير بغدادي إلي ان احتمالات تأثر الصناعة سلبيا بالمرض ضعيفة للغاية ولا تتعدي ال10% ولكن علي اسوأ الاحتمالات إذا ظهر المرض في التجمعات الصناعية فهناك نظام كامل تم وضعه علي أيدي لجان ومسئولين متخصصين عن إدارة الأزمة وهناك توعية تامة وترتيبات معينة مدرب عليها أفراد مسئولين قادرين علي التعامل مع المرض وهذا ما تم تطبيقه بالفعل في منطقة 6 اكتوبر. ويؤكد بغدادي ان الأمر لن يصل إطلاقا إلي غلق المصانع خوفا علي العمالة لأن الاقتصاد المصري قادر علي تخطي الأزمة بأقل الخسائر. ويري ايهاب المسيري نائب رئيس اتحاد الصناعات ان تأثير مرض انفلونزا الخنازير لن يقتصر علي الصناعات فقط بل يشمل القطاعات كلها "زراعة وصناعة وتجارة" موضحا انه إذا استدعي الأمر فسيتم غلق المصانع ووقف الصناعة مثلما حدث بالجامعة الأمريكية عند ظهور حالات اصابة في بعض طلابها وهو اجراء سيتم مع المصانع التي تظهر بها أي حالة اصابة بالمرض موضحا ان هذا القرار لابد ان يكون الزاميا وليس اختياريا لصاحب المصنع نظرا لأن الدولة أكثر وعيا ومعرفة بمدي خطورة المرض وبالتالي فإن قرار غلق المصانع لن يصدر إلا إذا دخل المرض مرحلة الخطر ويشير المسيري إلي ان مرحلة غلق المصانع تعني بداية مرحلة انهيار الصناعة داخل مصر وتشريد آلاف العمال وهو ما يعني ان الخسارة ستصل إلي 100%. ويطالب المسيري بوضع خطة عاجلة للصناع للتعامل مع المرض ومع الازمات الاقتصادية التي قد يخلفها مع العمل علي زيادة حملات التوعية والارشادات التي تجنب الاصابة بالمرض. ويشير د.شريف الجبلي عضو اتحاد الصناعات ورئيس جمعية مستثمري السادات ورئيس الغرفة الكيماوية ان المرض مازال حتي الآن محدودا ويتم التعامل معه مثل أي مرض آخر ولكن إذا أصبح وباء فسيؤثر علي الاقتصاد المصري بكل قطاعاته صناعة وتجارة وهذا يعني زيادة المخاوف علي الاقتصاد المصري من جراء تفشي المرض وتحوله إلي وباء عالمي. وينصح الجبلي باتباع الاجراءات التي وضعتها وزارة الصحة للتعامل مع المرض ابتداء من غسل الأيدي وصولا الي منع القبلات وانتهاء بوضع الكمامات علي الانف في أماكن التجمعات. ويقترح الجبلي وضع الكمامات اثناء العمل داخل المصانع كبديل ايجابي لغلق المصانع ووقف الصناعة وتدهور الاقتصاد. ويؤكد د.خالد عبدالعظيم نائب مدير عام اتحاد الصناعات الأسبق ان القطاع الصناعي حتي اليوم لم يشهد أي تأثر سلبي جراء انتشار الوباء الحالي خاصة أن الحالات المصابة التي تم اكتشافها مازالت اعدادها محدودة وبالتالي فإنه لا يوجد حتي أي أثر نفسي منها علي العمالة بداخل المصانع. ويشير إلي أن هناك مسئولية تقع حاليا علي أصحاب المصانع بالتعاون مع وزارة الصحة لمنع انتشار المرض بين العمالة وذلك من خلال ايجاد آلية للفحص الدوري علي العمال ويجب علي أطباء وزارة الصحة القيام بمسح للمصانع وفي نفس الوقت علي أصحاب المصانع الإبلاغ الفوري حال وجود اشتباه لأي أعراض بداخل المنشأة. ويضيف عبدالعظيم قائلا: هناك أيضا حاجة لتوعية أصحاب المنشآت ببعض الإجراءات والمعايير اللازم اتباعها في أماكن التجمعات مثل توسيع دخول وخروج العمال لمنع التكدسات في وقت واحد بحيث يتم الدخول والخروج علي دفعات وإذا كان عدد العمال في عنبر أكبر من الطاقة الاستيعابية فيجب نقل العمالة لمساحة أكبر إذا كانت متاحة، وإلزام العمالة بارتداء "الكمامات" والاهتمام بالتعقيم ورش المبيدات والنظافة العامة في مكان العمل. وتأمين أساليب التهوية وتجديد الهواء من خلال وجود وحدات شفط وطرد بالعنابر مشيرا إلي أن اتباع هذه الإجراءات ضرورة للحفاظ علي الاستثمارات البشرية التي تتواجد بالمصانع المختلفة والتي لا يمكن لأي مستثمر أن يعوضها بسهولة نظرا لأن العامل صاحب الخبرة أصبح عملة نادرة. وعن حركة البيع والتسويق بالمصانع فإنه يؤكد انها مازالت مستمرة بشكل جيد ولم يحدث لها أي تأثير بتداعيات الأزمة الحالية.