واصل الدولار أمس تراجعه بسوق الصرف ليفقد نحو ربع قرش مسجلاً 5.63 جنيه للشراء، 5.64 جنيه للبيع مقابل 5.63.25 جنيه للشراء، 5.4.6.5 جنيه للبيع. وواكب هذا التراجع استمرار حركة التخلص من العملة الأمريكية لليوم الثالث علي التوالي، وإن بدت بشكل أقل حدة عن ذي قبل. واقتصرت طلبات شراء الدولار علي المستوردين والعملاء الذين يحتاجون العملة الأمريكية بشكل ضروري في حين توقف المضاربون والراغبون في تخزين الدولار عن الشراء، كما بدأت حركة البيع تتراجع قليلاً مع سيطرة حالة الترقب علي المضاربين الذين لا يزال بداخلهم الأمل في أن تعاود العملة الأمريكية الصعود مرة أخري بعد استيعاب تدخل البنك المركزي العنيف في السوق. وأكد السيد محمود عبدالكريم نائب رئيس شعبة شركات الصرافة ورئيس شركة دار المال للصرافة أن السوق بدأ يستقر وعادت الحركة لطبيعتها بعد موجة الطلب علي الدولار غير المبررة التي استمرت يومي الجمعة والسبت الماضيين، حيث سجل الدولار نحو 5.63 جنيه للشراء، 5.64 جنيه للبيع. وقال عبدالكريم إن تدخل البنك المركزي كان ضروريا مع زيادة الطلبات علي شراء العملة الأمريكية وانخفاض المعروض النقدي من الدولار بالسوق، وكذلك عدم توافره بالبنوك، مشيراً إلي أن انخفاض سعر الدولار بشكل فجائي وبمقدار 10 قروش دفعة واحدة أربك السوق وزعزع الثقة لدي العملاء في مواصلة الدولار لارتفاعه، وجعل حالة الترقب تسيطر عليهم، وينتظرون أن يرتفع السعر ثانية بنفس المقدار، وأشار إلي أنه كان ينبغي أن يتم تخفيض السعر بشكل تدريجي مثلما ارتفع بشكل صعودي. وردا علي سؤال حول إمكانية التنبؤ بمستقبل سعر الدولار قال عبدالكريم إنه أمر بالغ الصعوبة في ظل ارتباط سعر العملات بالصرافات بأسعار البنوك لأن البنك وحده صاحب الحق في تحديد السعر وأن الصرافات مجرد متلق، الأمر الذي افقد شركات الصرافة الميزة النسبية التي كانت تتمتع بها وعرض عدداً كبيراً منها لخسائر من جراء انخفاض السعر بشكل مفاجئ الأحد الماضي. ورغم ذلك أكد السيد محمود عبدالكريم أن الارتباط بين الصرافات والبنوك له مزايا مثلما به مساوئ لأن الرقابة ضرورية من المركزي في ظل وجود 10% فقط من الشركات التي يمكن وصفها بالالتزام، و90% غير ملتزمة ولكن الأصل في السوق أن يكون حرا بلا قيود يخضع لقوي العرض والطلب. ويضيف أن ارتباط الصرافات بالبنوك عرض عددا كبيرا من الشركات الملتزمة للخسائر لأنها فوجئت بالبنك يرفض توفير الدولارات التي تحتاجها الأمر الذي جعلها تخضع لابتزاز ومساومة شركات أخري باعت لها بسعر مضاعف. وفي رأي أن أخطر شيء في السوق هو ألا يجد العميل الدولار مشيراً إلي أنه عندما كان الدولار متوافر بالبنوك لم تمتنع الشركات عن تلبية طلبات العملاء أو تقوم برفع السعر، ولذلك نحن لسنا ضد الارتباط بين البنوك والصرافات ولكن لابد من وجود ميزة نسبية للشركات بحيث تستطيع تجنب الخسائر. وأشار إلي أن أغلب العملات الأخري اتخذت اتجاه هبوطي بعد تراجع الدولار لأن سعرها يحدد وفقا لمعادلة بين سعرها عالميا أمام الدولار وسعر الدولار محليا، حيث سجل اليورو نحو 7.30 جنيه للشراء، 7.33 جنيه للبيع، وبلغ سعر الجنيه الاسترليني نحو 7.85 جنيه للشراء، 7.95 جنيه للبيع. وأوضح حاتم الجندي رئيس شركة القدس للصرافة أن سعر الدولار تراجع قليلا أمس ليصل إلي 5.63 جنيه للشراء، 5.64 جنيه للبيع مع استمرار حالة التخلص من العملة الأمريكية وكذلك تراجعت الطلبات علي شراء الدولار واقتصرت علي المستوردين، لأن العملاء المضاربين الذين يفضلون تخزين الدولار شعروا بأنهم خسروا فينتظرون علي أمل أن يعاود السعر الارتفاع خاصة أنهم قاموا بالشراء بسعر 5.71 جنيه. وأضاف حاتم الجندي أن بعض المستوردين يتوقعون ارتفاع الدولار مرة ثانية ولذلك يقومون بالشراء لتجنب حدوث أي تقلبات في السعر تضر بمصالحهم. وأشار الجندي إلي أن خسائر الشركات تباينت حسب السعر الذي وضعته كل شركة لأن هناك صرافات وضعت سعر مرتفع للشراء يعادل سعر البيع في شركات أخري يوم السبت والجمعة الماضيين الأمر الذي عرضها لخسائر كبيرة مع انخفاض السعر الأحد الماضي. وأوضح الجندي أن العملات الأجنبية الأخري تراجعت في أعقاب انخفاض الدولار حيث سجل اليورو نحو 7.30 جنيه للشراء، 7.33 جنيه للبيع دون تغيير يذكر علي الرغم من صعوده عالميا أمام الدولار إلي 1.30 دولار وذلك لأن انخفاض الدولار حد من صعود اليورو كما تراجع الاسترليني إلي 7.85 جنيه للشراء، 7.95 جنيه للبيع.