بورصة الأوراق المالية عاودت هبوطها بنهاية تعاملات الخميس الماضي بالرغم من الصعود الملحوظ الذي بدأته مطلع الأسبوع. أرجع الخبراء تأثر البورصة بالأحداث العالمية علاوة علي سيطرة حالة من الرعب والخوف والترقب علي تعاملات أغلب المستثمرين مع استمرار عمليات جني الأرباح طوال أيام الأسبوع الأمر الذي اجبر معظم الأسهم القيادية والنشطة للاغلاق عند مستويات متدنية للغاية بنهاية تعاملات الأسبوع. أغلق المؤشر الرئيس للبورصة "كاس 30" منخفضا بنسبة 0.48% عند مستوِ 10212 نقطة بعد عجزه في الاستقرار فوق مستوي 10500 نقطة باعتبارها مستوي الدعم الاستراتيجي للمؤشر. علي صعيد آخر اتجهت تعاملات المستثمرين الاجانب الي الشراء القوي والملحوظ في الاسهم المصرية لاسيما النشطة والقيادية أغلب أيام الأسبوع لتسجل تعاملاتهم نسبا مرتفعة نسبيا إلا أنهم اتجهوا إلي البيع بنهاية الأسبوع بغرض جني الأرباح وهو ما دفع السوق نحو الهبوط. علي العكس أقبل المستثمرون المصريون علي الشراء بكثافة مع نهاية الأسبوع مستغلين في ذلك وصول الاسعار إلي مستويات جاذبة للشراء وهو ما اعتبره الخبراء دليلا واضحا علي ارتفاع درجة الثقافة الاستثمارية والمهارة لدي معظم المتعاملين بسوق الأوراق المالية. سجلت مشترياتهم بنهاية الأسبوع نحو 124.480 مليون جنيه في الوقت الذي مازال المستثمرون العرب يواصلون سياسة البيع التي بدأوها منذ بداية العام الحالي. رأي الخبراء والمحللون ان عمليات جني الارباح أثرت بشكل كبير علي مجريات التعامل الاسبوع الماضي مؤكدين ان التراجع الحالي للبورصة مؤقت بسبب تأثر شهادات الايداع الدولية ببورصة لندن بمجريات الاحداث الاقتصادية الامريكية وما ألقته من تأثيرات سلبية علي أغلب البورصات الأوروبية والعربية. توقعوا ان تسيطر حالة من التحركات العرضية والاستقرار النسبي علي تعاملات الاسبوع الحالي. أشاروا إلي أن عودة الصعود بالنسبة للاسهم مرهونة بظهور قوي شرائية من شأنها دفع الأسهم الي النشاط. مازال صعوديا قال الدكتور عصام الملا العضو المنتدب للمجموعة السعودية المصرية القابضة لتداول الأوراق المالية ان البورصة تأثرت بشكل كبير الاسبوع الماضي بمجريات الأحداث العالمية خاصة بالسوق الامريكية مشيرا إلي ان الاتجاه العام لسوق الاوراق المالية المصري مازال صعوديا ومن المنتظر ان يؤدي بقوة الفترة المقبلة إلا ان التباطؤ الذي يشهده الاقتصاد الأمريكي حاليا بسبب أزمة الرهن العقاري علاوة علي وصول مؤشر الخدمات في السوق الأمريكي الي مستويات متدنية للغاية عند 42% لم يحققها منذ أكثر من 7 سنوات كان له تأثيره السلبي علي أغلب أسواق العالم. أشار إلي أن المستويات الحالية للأسهم تكاد تكون مغرية للشراء ومن ثم بمثابة فرصة جيدة لإعادة تكوين المحافظ بالنسبة للمستمثرين علاوة علي أن صعود الاسهم القيادية في الوقت الحالي أصبح مرهونا بظهور قوة شرائية الاسبوع الحالي. استبعد ان تكون هناك أية تأثيرات سلبية علي أداء البورصة أو الاقتصاد بشكل عام مشيرا إلي أن جميع المؤشرات والدلائل تؤكد ان البورصة والاقتصاد تسير في الاتجاه الصحيح ولا يوجد هناك ما يدعو الي القلق والتوتر خاصة من قبل المتعاملين وهو ما يظهر بوضوح في تعاملاتهم. توقع أن تسيطر حالة من الاستقرار النسبي علي التعاملات خلال تعاملات الاسبوع الحالي. مستوي الدعم اشار أحمد حنفي خبير التحليل الفني وعضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين إلي ان السوق بدأ تعاملاته مطلع الاسبوع الماضي بتفاؤل شديد بعد تحقيق المؤشر لمستويات متقدمة بعد هبوطه 1666 نقطة خلال شهر يناير الي 10500 نقطة لكنه لم يستطع الصمود فوق هذا المستوي ليهبط نهاية الاسبوع خلال تعاملات يومي الاربعاء والخميس ليصل الي 10212 نقطة الامر الذي ادي الي شعور كثير من المستثمرين قصيري الأجل ومتوسطي الاجل بحالة من الخوف لاستمرار موجة جني الارباح التي قد تؤدي الي كسر مستوي 10000 نقطة المستوي الذي يطلق عليه مستوي الدعم الاستراتيجي للمؤشر. تظهر مستويات المقاومة عند 10500 نقطة كمستوي مقاومة أول و10700 نقطة كمستوي ومقاومة ثان. كما تظهر مستويات الدعم عند 10000 نقطة كمستوي دعم أول و9875 نقطة كمستوي دعم ثان. أشار إلي ان هناك العديد من الاسهم استطاعت ان تحقق تقدما كبيرا خلال تعاملات الاسبوع الماضي لكن سرعان ما انطفأ بريق التقدم مع موجة جني الارباح التي استحوذت علي تعاملات نهاية الأسبوع لتقفل معظم الاسهم عند مستويات متدنية من الاسعار علي سبيل المثال سهم شركة الاسكندرية للزيوت المعدنية واوراسكوم تليكوم والتعمير والاستشارات الهندسية وطلعت مصطفي والمصرية للمنتجعات السياحية وراية القابضة والبنك التجاري الدولي. توقع استمرار موجة الهبوط إلا إذا ظهرت قوة شرائية خلال الاسبوع ولكن هناك بعض الاسهم التي وجدت قوة شرائية خلال الاسبوع لتعود لمستويات اسعارها خلال هذا الاسبوع مثل سهم شركة الزيوت المستخلصة والنيل لحليج الاقطان ومصر لصناعة الكيماويات والقاهرة للاسكان ويتوقع التحرك في الاتجاه العرضي خلال الاسبوع. اكد محمود شعبان رئيس مجلس إدارة شركة الجذور لتداول الأوراق المالية ان السوق تأثر بشكل كبير بتراجع الاقتصاد الامريكي وهبوط البورصة الامريكية بنهاية تعاملات الاسبوع الماضي خاصة يومي الاربعاء والخميس وهو ما أجبر المستثمرين الاجانب علي البيع في الاسهم المصرية بشكل كبير. أشار إلي انه كان من الطبيعي أن تتأثر البورصة بهذه الاحداث خاصة بعد تأثر شهادات الايداع الدولية للشركات المصرية المقيدة ببورصة لندن وهو ما ألقي بظلاله السلبية علي تحركات الاسهم القيادية في البورصة المصرية ودفع المؤشر الرئيسي للبورصة كاس 30 الي التراجع بنهاية الخميس علي اعتبار ان الاسهم المقيدة ببورصة لندن ذات وزن نسبي ثقيل في المؤشر الرئيسي للبورصة. اكد ان الهبوط وقتي ومحدود ومنتظر ان تعاود البورصة نشاطها لاسيما خلال الفترة القليلة المقبلة خاصة في ضوء المؤشرات الاقتصادية الجيدة طالب المتعاملين بعدم المبالغة في ردود أفعالهم وضرورة التحلي بالفهم والدراية والخبرة عند اتخاذ القرارات الاستثمارية والابتعاد عن العشوائية والتخبط. توقع ان تسيطر التحركات العرضية علي اتجاهات الاسهم في الاسبوع الحالي يصاحبها بعض الاستقرار والهدوء إذا ما ظهرت قوة شرائية تدعم من الصعود.