أعلنت الجزائر أنها ستبدأ أكبر خطة مائية في تاريخها، ستقوم في خطوطها العريضة علي تحلية مياه البحر وضخ 2.8 مليار متر مكعب سنويا، وتهدف السياسة الجزائريةالجديدة في مجال الماء بحسب المسئولين الجزائريين إلي انقاذ مواطنيهم نهائيا من شبح العطش الحاد، عن طريق توفير طاقة ضخ تصل إلي حدود 2.8 مليار متر مكعب سنويا. وأكد وزير الموارد المائية الجزائري عبدالمالك سلال ان سلطات بلاده قررت تفعيل مخطط "مائي" واسع لإقامة تجمعات سكانية تستوعب 300 ألف نسمة، وتمتد من جنوب البلاد حتي منطقة الهضاب العليا، علي أن تتوسع هذه التجمعات ليقطنها أربعة ملايين ساكن بحلول عام 2040. وتجد المسألة خلفية لها في تركيز ازيد من 80% من سكان الجزائر البالغ عددهم 34 مليون نسمة، في المدن الكبري شمال البلاد، مما أورث اكتظاظا مفرطا وافرز اختلالات اجتماعية واقتصادية بالجملة، ابرزها ازمة مياه استفحل مداها خلال السنوات السبع الاخيرة، ميزها انخفاض مخزون هذا العنصر الحيوي إلي 45.65% علي المستوي المحلي. ويتعلق الامر استنادا إلي شروحات مسئولين حكوميين، بتطوير مجال استغلال المياه الجوفية في الجزائر، حيث تراهن السلطات علي الاستغلال العقلاني للمياه الجوفية بصحرائها، التي يقدر مخزونها بحوالي 40 ألف مليار متر مكعب، فضلا عن حماية هذه الثروة من التلوث، تم إعلان مشروعين كبيرين للتطهير علي مستوي محافظتي ورقلة والوادي للوقاية من صعود المياه بسبب الاستخراج المفرط من قبل السكان. من جهته، أعلن الوزير الجزائري عبدالمالك سلال عن شروع بلاده في انجاز أكبر محطة لتحلية المياه علي مستوي منطقة "البحر الابيض المتوسط،" بعد استكمال السلطات هناك لاخر التدابير الضرورية، وستكون هذه المحطة بمنطقة مرسي الحجاج التابعة لمحافظة تلمسان "800 كلم غرب" بحيث ستصل طاقة ضخ هذا الفريد، إلي نصف مليون متر مكعب يوميا، بالتزامن، سيتم استئناف انجاز مشروع انجاز سد الشلف الذي عرفت اشغاله تأخرا كبيرا، ومن المقرر تسليم السد بنهاية العام القادم، ومن شأن هذه المشاريع ضمان المواطن من حصوله علي المياه الصالحة للشرب يوميا، وتقضي بالتالي علي مشكل نقص المياه الشروب. وأفاد المسئول الجزائري بأن السلطات تسعي ايضا إلي اقتناء 13 محطة عملاقة لتحلية مياه البحر، وذلك في مخطط يطمح لتجاوز شح المياه الذي تعانيه البلاد غداة شبه جفاف استمر لعدة سنوات، وكشف متحدث باسم وزارة الموارد المائية ان الحكومة بدأت انجاز أول محطة لتحلية مياه البحر بمحافظة وهران، وهي محطة تنجزها المجموعة البترولية "سوناطراك" المملوكة للحكومة، ويرتقب وصول طاقتها الانتاجية إلي حدود 90 ألف متر مكعب يوميا، في انتظار تسلّم مشروع السد الاكبر بالجزائر "بني هارون" عام 2009 تربو سعته علي 960 مليون متر مكعب، وستستفيد منه 6 ولايات شرقية.