يعاد الآن في روسيا تقييم زعيمهم جوزيف ستالين وستالين يذكر في الغرب بالذات وفي روسيا بأنه الزعيم الذي أعدم وقتل عشرين مليونا من مواطنيه في مجاعات وقتل الفلاحين في أوكرانيا والسياسيين والبولشفيك وفي محاكمات صورية عام 1930 بتهمة الانقلاب علي النظام كما أعدم الضباط البولنديين ومات كثير من الروس في معسكرات العمل. وتفسير ذلك كله يرجع في رأي معارضي ستالين إلي شخصيته. الآن صدركتاب جديد عنوانه "روسيا الحديثة 1945 2006" يدرس في المدارس العليا ويوزع علي المدرسين للاهتداء به عندما يشرحون للطلاب تاريخ البلاد وتاريخ الزعيم.. المؤلف نائب رئيس جماعة فكر في من الكرملين. وهذا الكتاب يقارن ستالين بالزعيم الالماني بسمارك الذي وحد ألمانيا بالحديد والنار أما ستالين ففرض نظامه وقوته بالقسوة البالغة وأنه لا يرحم وفي محاكمات عام 1930 كان الهدف القضاء علي معظم الطبقة الحاكمة. وهذا الكتاب يشيد بدور ستالين في الدفاع عن البلاد في الحرب العالمية الثانية وأنه بني الدفاع والصناعة وأعاد إلي روسيا ممتلكاتها القديمة بل أضاف إليها. ويري الكتاب أن ستالين أعاد عهد بطرس العظيم. ومما يذكر أنه جري استفتاء في روسيا في فبراير 2006 عن دور ستالين في التاريخ وهل هو ايجابي أم سلبي فقال 47 % من السكان أنه ايجابي وقال 29 % فقط أنه سلبي. واعتبر كثيرون أنه من أعظم القادة الناجحين في الاتحاد السوفيتي وأنه قام بثورة اقتصادية وثقافية ضخمة وأنه أقام أفضل نظام تعليمي في العالم وأن روسيا مضت جنبا إلي جنب مع الدول الكبري في العلم .. والنقد الذي يوجه إلي ستالين أنه حقق هذا كله بالاستغلال القاسي العنيف للشعب وأن البلاد تعرضت إلي موجات من العنف والقهر وأن طبقات اجتماعية كاملة أبيدت وبالذات من أغنياء الفلاحين ورجال الدين والمثقفين القدامي وأن جموعاً كبيرة من الناس المخلصين للسلطة الحاكمة تعرضوا لقوانين قاسية ظالمة. العبرة من هذا كله أن حكم ستالين تعرض لتفسيرات كثيرة وأنهم في روسيا الآن يتحدثون عن انجازاته بعد أن تعرض طويلا لانتقادات حادة منذ عهد خروشوف!