نعم.. كلما كانت الأنشطة ذات طبيعة خاصة كنا في حاجة إلي نوعية خاصة من الإدارة لتلك الأنشطة وليست إدارة المعرفة كنشاط من أنماط عملية الإدارة التقليدية ولكنها إدارة تحتاج إلي منهج مختلف ومهارات خاصة وأدوات مغايرة وتواجه بمجموعة من التحديات الخاصة يلزم مواجهتها بما يناسبها من حلول وابتكارات واستعرضنا في هذا الإطار عدة تحديات هي: * بناء مجتمعات المعرفة. * تحديد المسئوليات عن إدارة المعرفة. * تحديد انشطة إدارة المعرفة. * وضع خرائط المعرفة. * تحديد آليات إدارة المعرفة. والتحدي السادس الذي نتوقف عنده هنا هو التحدي الخاص بتحديد عوامل الفشل في إدارة المعرفة علي ضوء الخبرة المستقاة في هذا المجال وعلي ضوء المعارف البحثية والعلمية المستقرة في هذا السياق.. نعم يلزم أولا تحديد لماذا تفشل الشركات والمنظمات في إدارة المعرفة؟ وذلك حتي نتجنب تلك الأسباب وهذا يمثل أسلوب الوقاية.. ثم يلزم ثانيا تحديد عوامل النجاح أو لماذا تنجح الشركات والمنظمات في إدارة المعرفة. ولعلنا هنا نستطيع استنادا للخبرة المستقاة والقواعد العلمية المستقرة في مجال إدارة المعرفة أن نلجأ إلي ما حدده كل من FAHEY ?PRUSAK اللذين حددا عددا من الأخطاء يمكن أن تشكل أسباب الفشل في برنامج إدارة المعرفة وهي علي النحو التالي: أولا: الخلط في المفاهيم أو الفشل في التمييز بين البيانات والمعلومات والمعرفة وعدم القدرة علي تطوير التعريف وعدم القدرة علي التحديد العملي للمعرفة. ثانيا: تجاهل الأهداف أو تجاهل أن الهدف الرئيسي لإدارة المعرفة يتمثل في ابتكار السياق المشترك من خلال الحوار والتصور المطلق للمعرفة علي اعتبار أنها موجودة خارج عقول الأفراد في حين أن أغلب المعرفة ضمنية وكامنة في عقول الأفراد. ثالثا: الاعتماد علي المخزن وليس المصنع ويعني ذلك الاعتماد علي المعرفة المخزونة في قواعد المعرفة وعدم الاهتمام بالتدفق المعرفي والبحث عن المعرفة الجديدة. رابعا: الاستغراق في الماضي والحاضر بدلا من التفكير والتركيز علي المستقبل والفشل في إداراك أهمية التجريب. خامسا: عزل المعرفة عن استعمالاتها. سادسا: احلال الاتصال الالكتروني بديلا للتفاعل البشري (الحوار المباشر وجها لوجه). سابعا: الفشل في تقوية صيغ التفكير والاستنتاجات العقلانية ووضع الفروض والافتراضات وآليات اخبار صحة الفروض والابقاء علي منهج التفكير كفريضة وليس فضيلة. ثامنا: إهمال المقاييس غير المباشرة للمعرفة والاهتمام ففقط بتطوير المقاييس المباشرة ويعني ذلك الاهتمام بالكم علي حساب الكيف. وللحديث بقية بمشيئة الله نتعرف فيه علي عوامل النجاح بعد أن عرضنا لعوامل الفشل في إدارة المعرفة.