إيمان بيبرس رئيسة جمعية تنمية ونهوض المرأة وعضو لجنة السياسات أصبحت شخصية مثيرة للجدل وخاصة بعد توليها منصب المدير الاقليمي لمنظمة أشوكا والتي تتبني فكرا جديدا للعمل الاجتماعي ولإدعاء البعض ان هذه المنظمة ممولة من الأمريكان قامت بيبرس بالعديد من الانتهاكات مجاملة للحزب الوطني والذي تخلي عن ترشيحها في انتخابات مجلس الشعب وفي حوارها فتحت النار علي الحزب وعلي اداء لجنة السياسات ودور جمعيتها التنموي خاصة في منشية ناصر.. * هناك جدل حول طبيعة عملك الاجتماعي وعن نشاط جمعية تنمية ونهوض المرأة التي ترأستها فهل يمكن إلقاء الضوء علي طبيعة عملك؟ ** بدأت عملي الاجتماعي وأنا طالبة في الجامعة وأسست جمعية تنمية ونهوض المرأة والتي تم اشهارها عام 1987 وهي أول جمعية تنموية نسوية تقتحم مناطق مثل منشية ناصر المعروفة بارتفاع معدل الفقر وتدني مستويات المعيشة وتقوم الجمعية بالعمل مع النساء اللاتي يعلن اسرهن وتقدم لهن قروضا بدون ضمانات. كما انني اخذت الدكتوراه عن المرأة المهمشة واصبحت الجمعية تعمل في 16 منطقة من المناطق الاكثر فقرا في مصر ولدينا 35 الف امرأة تستفيد من مساعدات الجمعية والتي امتد عملها الي المحافظات وتتبني الجمعية الآن قضية نساء بلا مأوي وتعمل علي ايجاد مأوي للسيدات المشردات. الإعلان بشفافية * ما مصادر تمويل الجمعية وهل تحصل علي تبرعات من مؤسسات امريكية كما يقال؟ ** الجمعية تعلن بشفافية عن مصادر تمويلها واوجه الصرف ولم يسبق لها الحصول علي تمويل من الحكومة الامريكية أو أية مؤسسة أمريكية وللعلم فنحن نقوم بنشر وسائل تمويل الجمعية في كل مطبوعاتنا ونعلن أسماء الجهات التي تساند الجمعية بالمنح والتبرعات مثل الاتحاد الأوروبي والصندوق العالمي للمرأة والصندوق العالمي للطفل وبرنامج مبادلة الديون الايطالية ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وغيرها. * أنت المديرة الاقليمية لمنظمة اشوكا.. فما طبيعة عمل هذه المنظمة وماذا تفعل في مصر وهل فعلا ممولة من اليهود أو الأمريكان كما يقال؟ ** أشوكا منظمة دولية تعمل في الهند وأمريكا اللاتينية وأوروبا وليس لها أية علاقة بالتمويل اليهودي او الامريكي والمنظمة لها مكاتب في 62 دولة وميزانيتها حوالي 20 مليون دولار سنويا وتأتي من تبرعات رجال الأعمال والمنظمات الدولية وليس لها علاقة بأية حكومة وقد بدأت أشوكا في مصر منذ عام 2004 وتقوم بنشر فكرة المبدع الاجتماعي ودعمه بالمال والجهد. * ماذا تقصدين بالمبدع الاجتماعي؟ ** هو الشخص المهموم بقضايا تنموية واجتماعية في بلده ويسعي لايجاد حلول ابتكارية لمشكلات مجتمعيه. * أنت عضو في أمانة سياسات بالحزب الوطني وفي نفس الوقت تقومين بدور اجتماعي فكيف ترين تواجد الاحزاب في الشارع المصري بما فيهم "الوطني"؟ ** بصراحة لايوجد اي حزب بما فيهم الحزب الوطني استطاع ان يرتبط بالشارع المصري وان كان يحسب للحزب الوطني انه اكثر الاحزاب تطورا واستجابة للمتغيرات. ويكفي ان الحزب الوطني اصبح لديه الآن سياسة اقتصادية واضحة وان كان الحزب مازال يفتقد لقاعدة جماهيرية ومع ذلك هو أفضل الاحزاب. * ما مدي صحة ما يقال عن تنامي نفوذ أمانة السياسات بالحزب الوطني واختيار اعضائها عن طريق "الشللية"؟ ** اعتقد ان دور امانة السياسات ليس بالقوة التي تم تصويرها من جانب بعض الصحف المعارضة وأنا لست من شلة احد ولكن يمكن تفسير ذلك بان المسئول عادة ما يختار الاشخاص الذين يثق بهم من نفس تياره الفكري وخلفيته الثقافية والذين يري انهم يمكن ان يساعدوا الحزب في الانتقال الي القرن الحادي والعشرين. * بصراحة هل صدمتي عندما احجم الحزب الوطني عن ترشيحك في انتخابات مجلس الشعب الاخيرة؟ ** انا دخلت الحزب الوطني عام 2004 لانني رأيت أنه أفضل الأحزاب وأن جمال مبارك كأمين لسياسات الحزب يحاول عمل تغيير فعلي رغم أنه مظلوم لأنه ابن الرئيس. واستطاع بالفعل تحقيق تغيرات علي مستوي الاقتصاد الكلي ولكن تبقي المشكلة أن الحزب الوطني مثل كل الأحزاب ليس لديه أرضية في الشارع المصري. وأنا لا أعرف لماذا أحجموا عن ترشيحي ربما كان لهم معايير في الانتقاء لا تنطبق علي وربما هم أنفسهم لم يحددوا معايير للاختيار، والنتيجة التي أفرزها مجلس الشعب الأخير كانت الدليل علي أنهم لم يعرفوا المعايير التي اختاروا علي أساسها المرشحين. * يقال إنك تماديتي في اظهار ولائك للحزب الوطني وقمتي بحملة دعائية لتأييد تعديل المادة 76 من الدستور وتأييد الرئيس مبارك في الترشيح لفترة رئاسية جديدة.. وتردد اسمك في أحداث العنف ضد الصحفيات يوم 25 مايو، فما المقابل الذي جنيتيه؟ ** أولا أنا أقدم الخدمات للناس منذ أكثر من عشرين عاما ولا علاقة لذلك بترشيحي في المجلس، ورغم خبرتي الطويلة فقد كنت ساذجة عندما ظننت أن الناس تبحث عمن يمثلها تمثيلا حقيقيا وتنتخب من يخدمها. وللأسف قام المنافسون لي علي مقعد البرلمان عن دائرة مصر القديمة بترويج الشائعات ضدي وللعلم أنا يوم 25 مايو كنت في السعودية. * لماذا لم ترشحي نفسك كمستقلة؟ ** أتصور أنني لو كنت رشحت نفسي كمستقلة كنت سأفوز باكتساح، ولكن دخولي المجلس كمستقلة لايساعدني علي تقديم خدمات للناس، فالنواب المستقلون لا يستجاب لهم، أما ما يفعله معظم النواب من التحول للحزب الوطني بعد النجاح كمستقلين يعتبر ضد أبسط قواعد الانتماء، وعموما أنا لا أحب أن أعمل بالسياسة إلا إذا اقتصرت الحصانة لنواب البرلمان علي أن تكون حصانة داخل المجلس فقط كما تفعل برلمانات انجلترا وأمريكا أما نحن فنقلد برلمان فرنسا وبذلك تكون الحصانة الكاملة هي الغاية التي يسعي وراءها الغالبية ممن يرشحون أنفسهم لمجلس الشعب ليحققوا المكاسب من هذه الحصانة. * رغم كل ما قلناه عن العمل الاجتماعي مازال الناس يفتقدون لروح العمل الاجتماعي ولا يلمسون أثره. ** أولا أحب أن أوضح أن العمل الاجتماعي ليس بديلا لدور الدولة وليس علي المتطوع سواء كان جهة أو فردا إلا أن يقوم بما يقدر عليه، ومن ناحية أخري هناك فئة جديدة من شباب رجال الأعمال لديهم رؤية جديدة للعمل الاجتماعي التنموي ومع ذلك انزلي لمنشية ناصر وسترين أثر جمعيتنا علي حياة الناس هناك.