اللعب غذاء الروح.. هذا هو شعار شركة ليجو الدانماركية أكبر شركة أوروبية لألعاب الأطفال الذي تشرح به فلسفتها في التعليم والتربية من خلال الألعاب.. وشركة ليجو التي تبلغ الاَن السبعين عاما من عمرها اسمها بالدانماركية يعني "العب جيدا". وقد ازدهرت شركة ليجو بسبب هذه الفلسفة إلي جانب جهودها بالطبع لتعظيم الأرباح. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن ليجو أصبحت ثروة قومية للدانمارك وماركة من أقوي الماركات العالمية في صناعة لعب الأطفال حيث تباع مكعباتها الملونة حاليا في 130 دولة وصار نصيب كل فرد علي الكرة الأرضية الاَن من مبيعاتها من هذه المكعبات 52 مكعبا. ومنذ عامين بدأت شركة ليجو تواجه المتاعب، فبعد 6 أعوام من تباطؤ المبيعات وهبوط الأرباح وصلت أزمة ليجو إلي ذروتها في عام 2003 حيث خسرت 1.6 مليار كرونة دانماركية "240 مليون دولار" عن مبيعات حجمها 6.8 مليار كرونة دانماركية "1020 مليون دولار" وبلغت ديونها 5 مليارات كرونة "750 مليون دولار". وترددت شائعات عن عزم شركة ماتيل الأمريكية أكبر شركة في العالم لصناعة ألعاب الأطفال علي شراء شركة ليجو. وفرك قادة شركات التخارج أيديهم من الفرح.. فهذه هي ليجو كشركة سيئة الإدارة متوسطة الحجم تكاد تقع في أيديهم بدلا من أسرة "أولي كيرك كريستيانسن" النجار الذي أسسها عام 1932. ولكن خلفاء كريستيانسن صمموا علي حماية ليجو من التحول إلي فريسة لأي طرف وحقنوها بنحو 800 مليون كرونة "120 مليون دولار" من مالهم الخاص واختاروا لها رئيسا جديدا هو يورجين فيج كنودستورب الذي كان استشاريا سابقا في مكنزي لكي يعيدها إلي طريق النجاح مرة أخري. ومن مشاوراته مع التجار المتعاملين في لعب ليجو وضع كنودستورب خطة الإنقاذ علي أساس عدم المساس بشعار الشركة أو منتجاتها الرئيسية وقرر أن يثبت الشركة لا أن يعيد ابتكارها من جديد وأن يكف عن الإسراف في سياسة تنويع الإنتاج التي اعتبرها سبب الأزمة. صحيح أن التنويع قد يكون مفيدا ولكن ليجو مارسته بشكل خاطيء فقد حاولت أن تكون شركة منتجة للملابس والساعات وألعاب الفيديو ولجذب المزيد من الفنيات نسيت زبونها الرئيسي وهم الأطفال الصبيان من سن الخامسة حتي التاسعة. ويقول كنودستورب إن ليجو تحولت إلي شركة متغطرسة لا تستمع إلي زبونها الحقيقي.. وتأثرت ليجو أيضا بما تأثرت به كل شركات ألعاب الأطفال التقليدية وهو المنافسة من جانب شركات الألعاب الالكترونية إلي جانب انخفاض معدلات المواليد في كثير من البلدان المتقدمة. وقد بدأ كنودستورب خطة الإنقاذ المؤلمة عام 2004 حيث استغني عن 3500 عامل من عمال الشركة البالغ عددهم الإجمالي 8 اَلاف عامل مع الاتجاه إلي الاستغناء عن مزيد من العمالة.. ومن المتوقع أن يفقد نصف عمال مصنعها الرئيسي البالغ عددهم 2400 عامل وظائفهم في الأعوام الثلاثة القادمة. كما قام الرجل بإغلاق بعض مصانع ليجو في سويسرا وأمريكا ونقل جزء كبير من الإنتاج إلي شرق أوروبا والمكسيك حيث إن تكاليف العمالة أرخص. وفي العام الماضي باع حصة كبيرة من حدائق ليجو لاند الأربع إلي شركة التخارج بلاكستون جروب.. كما باع أصولا أخري في أمريكا وكوريا الجنوبية واستراليا.. وقام الرجل أيضا بتبسيط هيكل الإدارة وتوعية العمال بأهمية توفير النفقات وتحقيق الأرباح وهي نقطة كانت مفتقدة من قبل في ثقافة الشركة. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن خطة الإنقاذ بدأت تنجح، ففي أغسطس الماضي أعلنت ليجو تحقيق أرباح قدرها 238 مليون كرونة "35.7 مليون دولار" في النصف الأول من 2006 بعد أن كانت قد حققت خسائر قدرها 202 مليون كرونة "30.3 مليون دولار" في نفس الفترة من العام الماضي كما زادت المبيعات بنسبة 19% خلال نفس الفترة المقارنة. وواقع الأمر أن كنودستورب قد قام بترشيد سياسة تنويع الإنتاج ولكنه لم يلغها تماما فلا تزال لديه لعب أطفال مرتبطة بأفلام هاري بوتر وحرب النجوم وغير ذلك والاَن تستعد ليجو لموسم الكريسماس حيث يعتبر موسم المبيعات الرئيسي كما تستعد للاحتفال في العام القادم بالعيد الماسي لتأسيسها مؤكدة قدرتها علي البقاء 75 سنة أخري كشركة دانماركية مستقلة.