[email protected] يشكل التمويل أحد أهم التحديات التي تواجه الكثير من أفكار ومشاريع تطوير البرمجيات والحلول والتطبيقات التكنولوجية الجديدة والمبتكرة لاسيما إذا كان مطوروها من الشباب حديثي التخرج لا تتوافر لديهم الإمكانيات المالية اللازمة ومن ثمة فان مفهوم الحضانات التكنولوجية يعد أحد الحلول الايجابية لاحتضان بعض الأفكار الجديدة والقابلة للتنفيذ ليس من خلال توفير التمويل الميسر فقط وإنما إعداد وتدريب الخريجين في كيفية إدارة المشروعات إداريا - ماليا - فنيا - تسويقيا إذ أن اقتصار مفهوم الحضانة علي مجرد توفير التمويل والمكان يعني أن المشروع سيستمر تحت مظلة الحماية ومجرد خروجه من الحضانة يعني الحكم بموته. وأشرنا أمس في هذا المكان إلي محورين من المحاور الثلاثة الرئيسية لمبادرة برنامج التعاون البحثي مع الجامعات والمراكز البحثية والتي أطلقتها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ايتيدا كإحدي وسائل تشجيع التعاون الوثيق بين العاملين في صناعة تكنولوجيا المعلومات والجامعات والمراكز البحثية من خلال إيجاد حلقة وصل بين البحث العلمي وصناعة التكنولوجيا من ناحية واحتياجات السوق من ناحية أخري. ونستكمل اليوم إلقاء الضوء علي هذه المبادرة حيث يشتمل المشروع الثالث علي المنح للأبحاث ذات الطابع الابتكاري التي تتصل بالتجارة الالكترونية وتطبيقاتها ويختص برنامج المنح باختيار عدد من موضوعات البحث الخلاقة التي تعطي أولوية لتطوير وتنمية التجارة الالكترونية وما يتصل بها وذلك لرعايتها وتوفير الدعم المالي اللازم لخروجها إلي النور. وفي الأغلب تقوم الهيئة باختيار خمسة باحثين من المتقدمين بمشاريع علي المستوي المطلوب وتوفر لهم الدعم المالي المتمثل في مرتب شهري للباحث فضلا عن تكاليف المعدات والأدوات اللازمة لإتمام المشروع. وتبلغ قيمة المنحة المالية المقدمة للمشروع الواحد 150 ألف جنيه بينما تبلغ الميزانية الإجمالية لبرنامج المنح نحو 750 ألف جنيه مصري. وعن كيفية تمويل مشروعات التخرج فان برنامج تمويل مشروعات التخرج يعتبر من أهم برامج المبادرة حيث انه يوفر فرصة للطلبة والباحثين النابهين للحصول علي تمويل لمشروعات تخرجهم التي قد تواجه عوائق مادية في بعض الأحيان مما ينعكس بالسلب علي جودة المشروع وينتقص من قدرة هؤلاء الطلبة والباحثين علي التركيز والإبداع في المشروع. وكبقية برامج المبادرة يركز برنامج تمويل مشروعات التخرج علي ربط القطاع الاكاديمي والبحثي باحتياجات السوق الفعلية. ومن خلال البرنامج، تتقدم شركات تكنولوجيا المعلومات باقتراحات لمشاريع التخرج التي تراها ذات صلة بالصناعة واحتياجات السوق. ومن جانبها، تقوم لجنة المبادرة التابعة للهيئة باختيار المشاريع التي يتقدم بها الطلاب والباحثون في ضوء مقترحات الصناعة وتقييم الهيئة لصلاحية وجدوي المشروع. وشهد العام الدراسي 2005/2006 تمويل 22 مشروع تخرج من أربع جامعات في أول عام لتطبيق برنامج تمويل مشروعات التخرج، وحصل المشروع الواحد علي منحة قدرها عشرة آلاف جنيه مصري. وفيما يتعلق بعملية تقييم المشروعات الخاصة بالبرامج السابقة، تقوم لجنة من الخبراء المكلفين من قبل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات - تضم لفيفا من الأكاديميين ورجال الصناعة- بتقييم أبحاث المشروعات ودرجة جودتها وإمكانية تطبيقها. كما تخضع المشروعات لعملية متابعة دقيقة بهدف التأكد من إتمام المراحل المختلفة بنجاح مع ربط الدعم المالي بالإنجاز الذي يحققه الباحث في مشروعه حسب التقديرات والمعايير الموضوعة.