elbasser@yahoo في الوقت الذي رفع فيه وزير التربية والتعليم د.يسري الجمل شعار "جودة التعليم" وعدّد في أحاديث طويلة وتصريحات متعاقبة مزايا تلك الجودة وعبقرية ذلك الشعار.. جاء العام الدراسي الجديد، والذي دخل أسبوعه الثاني ليكشف هذا الشعار ويفرغه من مضمونه، لأن جودة التعليم انصبت من الناحية النظرية علي المواد الدراسية وتأهيل المعلمين والارتقاء بالمستوي التعليمي، وغيرها من "العناوين" الكبيرة والكلمات المعسولة "الفارغة" المضمون والتي لا تستند إلي آليات تنفيذ فعالة أو ضوابط تحكمها أو حتي هيكل إداري لتنفيذ عملية "الجودة" ومتابعتها ونسي الأبنية التعليمية من فصول وأماكن نشاط. فبعد حوالي عشرة أيام من بدء الدراسة وبعد جولة ميدانية في بعض المدارس بالقاهرة خاصة في الأحياء المتوسطة والفقيرة أو "العشوائية" وبناء علي ما سمعته من أولياء أمور -أقارب وأصدقاء- استطيع القول ان ما يقوله وزير التعليم وبعض المسئولين شيء والواقع شيء آخر، فقد نسيت الوزارة "جودة" المدارس والفصول التعليمية والمرافق الأساسية وأماكن الأنشطة عندما تحدثت عن "جودة التعليم" فالعام الدراسي الحالي سجل وللمرة الأولي تقريبا تدنيا واضحا في صيانة بعض مدارس القاهرة حتي التجريبية منها وقد اعتمدت مديرية التربية والتعليم بالقاهرة -علي سبيل المثال- علي أولياء الأمور لا في تزيين الفصول وتركيب الزجاج المحطم فقط بل في المساهمة في إصلاحات "حيوية" في بعض المدارس خاصة دورات المياه، وذلك عن طريق القبول "غير المباشر" للتبرعات بل ان عمليات البناء والإصلاح والترميم والطلاء لبعض الابنية التعليمية خاصة أسوار المدارس مازالت تجري في بعض المدارس حتي الآن وبعد بدء العام الدراسي. كما أن بعض مديري المدارس طلبوا بشكل غير مباشر من المدرسين ان "يدبروا" أنفسهم في الحصول علي "الطباشير" وبعض مستلزمات الدراسة وذلك من أولياء الأمور، الذين لا يجدون مفرا في الاستجابة لطلب أولادهم حتي لا يحدث له مكروها من مدرسيهم أو يصف التلاميذ "بالفقراء" الذين لا يساهمون في "تعمير" و"تزيين" المدرسة والفصول مما يسبب لهم احراجا أمام زملائهم!! أما تأخير الكتب الدراسية فقد زاد هذا العام وبشكل كبير فالمدارس التجريبية علي سبيل المثال تطلب ثمنا للكتب بشكل مبالغ فيه وبالطبع يلجأ أولياء الأمور إلي إدارة الكتب بالوزارة وإلي بعض المكتبات الكبري بالفجالة لشراء تلك الكتب بنصف الثمن، وبالتالي يحصل التلميذ علي الكتب بسعر معقول في الوقت الذي تتأخر المدارس في تسليمها رغم أنها حصلت علي أضعاف الثمن والخاسر هنا هي المدرسة بل والوزارة فقد كان يمكنها أن توفر للتلاميذ الكتب بأسعار معقولة كي تحصل علي موارد مناسبة.. تذهب إلي جيوب أصحاب المكتبات وفي نفس الوقت تحقق الاستقرار للتلاميذ عندما يحصلون علي الكتب في أول يوم دراسة. ربما يكون شعار "جودة التعليم" هو الحل السحري لكل مشاكل التعليم في مصر والطريق لاحداث ثورة أو نهضة تعليمية ولكن لابد أن يشمل ذلك الشعار بجانب مناهج الدراسة وتأهيل المعلمين.. اهتماما بالأبنية التعليمية كي يستطيع الطالب أن يستوعب تلك النهضة في فصل "جميل" ومجهز ومدرس "فاهم" بدلا من أن يجلس في فصل بلا زجاج وعلي "ديسكات" أو "دكك" غير مريحة ويقوم بالتدريس له مدرس.. من ضمن اهتماماته أن يشرك الطالب في مجموعة تقوية أو دروس خصوصية سواء بالرضا أو بالغصب.