لندن - وكالات: حذرت شركات طيران بريطانية الحكومة من أن قطاع السفر سيصاب بالشلل جراء القيود الأمنية الصارمة التي فرضت مؤخراً. وذهبت إحدي تلك الشركات إلي مطالبة الحكومة، للاستعانة باحتياط الشرطة والجيش في عمليات التفتيش الشخصية بالمطارات. وألقت "بريتيش إيرويز" الناقل الوطني في إنجلترا، و"ريان إير Ryanair" علي "سلطة المطارات البريطانية" BAA، بلائمة إجبارهما علي إلغاء عدد كبير من الرحلات المقررة إلي أوروبا والولاياتالمتحدة. وأتهم الناقلان الجويان BAA بالتقاعس عن توفير أنظمة أمنية وأجهزة كافية لفحص الأمتعة، لتطبيق القيود الصارمة الجديدة التي فرضت في ضوء التهديدات الأخيرة. وفرضت السلطات البريطانية قيوداً أمنية مشددة إثر الإعلان عن إحباط مخطط إرهابي لتفجير عدد من الطائرات المتجهة من بريطانيا إلي الولاياتالمتحدة الخميس. وطالبت "سلطة المطارات البريطانية" - التي تملك مطاري هيثرو وستانستيد - من الناقلين الجويين إلغاء عدد من الرحلات، بالإشارة إلي أن المتطلبات الأمنية الإضافية لإجراء فحص دقيق علي المسافرين والأمتعة، يفوق طاقة الأنظمة الأمنية وأجهزة فحص الأمتعة المتوفرة حالياً. و- مع تراجع حالة التأهب الأمني القصوي التي أعلنتها بريطانيا عقب اكتشاف مخطط إرهابي لتفجير طائرات مؤخراً، بدأ قطاع الطيران يتدارك حجم الخسائر الضخمة التي تكبدها، والتساؤل علي من سيقع عاتق تحملها. الناقل الوطني البريطاني، بريتيش أيرويز، بدأت بشن حملة انتقادات لاذعة ضد "سلطة المطارات البريطانية" BAA، واتهامها، بجانب العديد من شركات الطيران الأخري، بافتقاد الاستعدادات اللازمة لمواجهة الأوضاع الطارئة، والتي أدت لإلغاء أو تأخير المئات من الرحلات الجوية. ويقدر المحللون أن مطالب تعويضات مشتركة ضد "سلطة المطارات البريطانية" التي تدير سبعة مطارات في بريطانيا منها هيثرو وغاتويك وستانستيد، قد تصل إلي 300 مليون جنيه إسترليني. كما يقدر المحللون الاقتصاديون خسائر شركات الطيران البريطانية مجتمعة جراء الإرباك بحوالي 50 مليون جنيه استرليني (95 مليون دولار) في اليوم، ليصل إجمالي الخسائر إلي 300 مليون جنيه إسترليني (570 مليون دولار)، حتي الثلاثاء، 15 أغسطس . وتذمرت شركات الطيران من تباطؤ تجاوب "سلطة المطارات البريطانية" مع القيود الصارمة الجديدة التي فرضتها الحكومة عقب اكتشاف مخطط يعتقد أنه يهدف إلي تفجير عدد من الرحلات العابرة للأطلسي الأسبوع الماضي. وأدت القيود الجديدة إلي إصابة مطارات بريطانية بالشلل التام الخميس الماضي، في الوقت الذي تعثرت فيه سلطة المطارات، وحتي اللحظة، في تنظيم جداول الرحلات الجوية، وأعادته العمل إلي سابق عهده. وفي المقابل، دحضت "سلطة المطارات البريطانية التي اشتراها مؤخراً عملاق المقاولات الإسباني، شركة Ferrovial SA، في صفقة بلغت قيمتها 10 مليار إسترليني (19 مليار دولار) - الاتهامات الموجهة إليها بوصفها بأنها "غير عادلة أو دقيقة". واستندت في دفاعها بالإشارة إلي أن إمكانيات الشركة تعمل بأقصي طاقتها في مطار هيثرو، المصمم لاستقبال 55 مليون مسافر في العام، إلا أنه يستقبل في الوقت الراهن أكثر من 68 مليون مسافر. وقالت في بيان لها: "في الحقيقة إن الإمكانيات المتاحة في هيثرو، أكثر مطارات العالم حركة وازدحاماً، تعمل بما يفوق طاقتها، وذلك من جراء الصعاب التي نواجهها منذ أعوام للحصول علي تصريح بتوسيع طاقات المطار". ومضي البيان قائلاً عامل المفاجأة وحجم التدابير التي فرضت هذا الأسبوع لم يكن في المقدور تطبيقها دون إرباك كبير. هذا وتتمسك سلطة المطارات البريطانية بالقيود التي فرضت بشأن حمل حقائب إلي داخل الطائرة، رغم خفض الحكومة البريطانية لمعدل حالة التأهب الأمني. وفي محاولة لتخفيف حدة الازدحام في المطارات، طالبت الهيئة، في وقت سابق، شركات الطيران بخفض رحلاتها الجوية ما بين 20 و30% في المائة يومياً. ورغم رفض BAA لمطلب خفض الرحلات، فإن بريتيش أيرويز ألغت 20 % من رحلاتها الثلاثاء متوقعة إلغاء المزيد الأربعاء، ملقية باللائمة علي سلطة المطارات البريطانية واتهامها بالفشل في مواجهة الأزمة الطارئة. وتنظر بريتيش أيرويز في إمكانية رفع دعوي تعويض ضد سلطة المطارات البريطانية. اما خطوط ريان أير الاقتصادية، التي اضطرت لإلغاء المزيد من رحلاتها الجوية الثلاثاء من مطار ستانستيد، قالت إنها تنظر ايضا في رفع دعوي قضائية ضد الحكومة ، لمطالبتها بخفض القيود الأمنية الصارمة. وبدورها قالت "فيرجين أتلانتيك" إنها تنظر في جميع الخيارات المطروحة، وأعربت عن استعدادها لمناقشة التعويضات المناسبة مع سلطة المطارات البريطانية. ويشار إلي أن المطارات التي تمتلكها وتديرها سلطة المطارات البريطانية" تستقبل 63% من حجم المسافرين من وإلي بريطانيا، ويرتفع المعدل إلي 86% في أسكوتلندا، وإلي 92% في العاصمة البريطا