تحقيق - أسماء أمين: خلال القمة المصرفية العربية الدولية التي عقدت مؤخرا في روما دعا د.رومانو برودي رئيس وزراء ايطاليا المصرفيين العرب والاوروبيين الي تأسيس بنك عربي اوروبي يكون دوره الأساسي تمويل وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومشروعات البنية التحتية وتحديث الاسواق المالية في الدول العربية وتشجيع ودعم التبادل التجاري والاستثمار بين الاتحاد الاوروبي والعربي وفي حين استقبل عدد من قيادات البنوك المصرية هذه الدعوة بالترحيب الشديد علي أساس ان وجود هذا البنك سيساعد علي زيادة التبادل التجاري بين الجانبين العربي والاوروبي كما سيتيح الاستفادة من الخبرات والتكنولوجيات الاوروبية في تمويل المشروعات في المنطقة العربية. علي الجانب الآخر رأي عدد من قيادات البنوك أنه لا توجد حاجة لانشاء مثل هذا البنك وخاصة ان لدينا تجربة مشابهة فاشلة في الثمانينيات واشاروا الي ان البنوك الموجودة حاليا لدي الجانبين تكفي لتمويل تلك المشروعات. أسئلة عديدة يقول الدكتور فؤاد شاكر الأمين العام لاتحاد المصارف العربية ان تأسيس بنك عربي اوروبي يحتاج الي دراسة واسعة من خلال دراسة المجالات التي سوف يعمل فيها هذا البنك والتي يجب الا تخرج عن المشروعات المتوسطة والصغيرة وتمويل مشروعات البنية التحتية واضاف انه من خلال هذه الدراسة يتضح ما هو حجم الاموال المطلوبة لتأسيس هذا البنك؟ وما الطرق التي يمكن ان تأتي منها هذه الاموال؟ هل من بنوك ام عملاء؟ مؤكدا ان هذه الدراسة يجب ان تتم بشكل دقيق حتي لا يمثل البنك عبئا علي مؤسسيه. واشار شاكر الي ان فكرة تأسيس هذا البنك لابد من مناقشتها جيدا حتي لا نتسرع في اتخاذ قرار انشائه ونكتشف عدم جدواه وانه لم يحقق الاهداف التي تم انشاؤه من اجلها الي جانب الخسائر الناتجة عن هذا التسرع. وقال ان الهدف ليس انشاء بنوك فقط ولكن هو ان تعمل علي تحقيق الاهداف المطلوبة والقيام بعمل الاستثمارات المطلوبة. ويري شاكر ان الاستثمار في البنية التحتية يحتاج الي استثمارات طويلة الاجل وبفائدة منخفضة مؤكدا ان العالم العربي يحتاج الي مئات المشروعات في هذا المجال والتي تقدر استثماراتها بالمليارات واوضح شاكر ان نجاح هذا البنك يتطلب ان يكون رأسماله ضخما لا يقل عن (500 مليار جنيه) حتي يستطيع ان يستثمر في مشروعات البنية التحتية الي جانب وجود ادارة محترفة. في النهاية يعتقد شاكر ان فكرة تأسيس بنك عربي اوروبي تعتبر خطوة مهمة لربط السوق الاوروبي بالعربي ولكن بشرط ان يكون للبنك دور في تمويل الاستثمارات طويلة الأجل وتحقيق الاهداف المطلوبة منه. ورأي شاكر انه من الممكن ان يساهم في تأسيس هذا البنك البنوك الكبيرة سواء كانت العربية او الاوروبية ويجب الا تتدخل الدول في تأسيسه حيث يكفيها ما لديها من اعباء. تجربة فرنسا ومن جانبه يري اشرف الغمراوي العضو المنتدب لبنك التمويل المصري السعودي ان تأسيس بنك عربي اوروبي سيلعب دورا قويا في تنشيط التعاون التجاري بين الدول العربية والاوروبية ويؤدي ايضا الي تمويل المشروعات الضخمة ذات الجدوي الاقتصادية كما سيساعد علي دخول رأس المال الاوروبي والتكنولوجيا الاوروبية الي الاسواق العربية. وأشار الغمراوي إلي أن هذا البنك من الممكن أن يساعد علي تمويل المشروعات الحيوية الضخمة مثل مشروعات مترو الانفاق وعندنا تجربة التعاون المصري الفرنسي في هذا المجال ويري الغمراوي انه لابد وان يكون رأس مال هذا البنك ضخم ليساعد علي تنفيذ الأهداف المطلوبة من خلال تمويل المشروعات الضخمة والبنية التحتية وبحيث لا يقل رأسمال البنك المصدر والمدفوع مثلا عن مليار دولار والمرخص به 5 مليارات دولار علي ان يتم زيادته تباعا حتي يساعد علي تأديه الدور المطلوب منه. ويري الغمراوي البنوك العربية والاوروبية هي التي يجب ان تقوم بتأسيس هذا البنك والا تتدخل الدول في إنشائه حتي يستطيع عمل تنمية حقيقية إلي جانب تحقيقه أرباحا. وأشار الغمراوي إلي أنه لابد من ادارته من خلال ادارة محترفة لديها قدرة وكفاءة عالية وتملك الخبرة المصرفية المحترفة وقال انه من الممكن ان يتم الاستفادة من الخبرات المتواجدة في البنوك الاوروبية العالمية إلي جانب الخبرات العربية المتواجدة في البنوك الأوروبية لادارة هذه البنك حتي يستطيع ان يحقق أهدافه. ويوضح الغمراوي ان المستقبل هو التعاون مع التكتلات العالمية بصفة عامة مما يؤدي إلي نمو وتحقيق الاستثمارات. مشيرا إلي ان تعاون التكتلين العربي والأوروبي من الممكن ان يزداد من خلال هذا البنك. وأكد انه سيكون بداية لانشاء مشروعات ناجحة مشيرا إلي أن حجم التبادل التجاري ودخول الأوروبيين في مشروعات استثمارية ضخمة في الدول العربية مازال محدودا. واضاف الغمراوي ان هناك قطاعات واعدة والأوروبيون لديهم خبرة فيها مثل قطاعات السياحة والصناعة مؤكدا أن هذا البنك سباق إلي دخول الخبرات في هذه الم