حسمت شركة "أديداس" للأدوات الرياضية الصراع مبكرا مع غريمتها "بوما" حيث تربعت علي قمة مبيعات الادوات الرياضية ولم تكتف شركة اديداس بالمكاسب المالية فقط بل توجد منافسة اكثر شراسة عندما يلتقي منتخب الماكينات الألمانية والذي ترعاه شركة اديداس أمام نظيره الازوري الايطالي الذي ترعاه شركة بوما في اطار مباريات دور الأربعة لمنافسات كأس العالم. وذكرت صحيفة "دير تاجز شبيجل" الالمانية ان شركة اديداس هي الفائزة باكبر دخل من كأس العالم من بيع الادوات الرياضية وبلغت مبيعاتها من كرة القدم 15 مليون كرة بالاضافة الي 1.5 مليون زي لاعبي كرة القدم للمنتخب الألماني مع أن عام 2002 لم يزد بيع ذلك عن 250 الف زي. وحتي بالنسبة لارتداء منتخبات دور الثمانية والتي اقيمت يومي الجمعة والسبت في كأس العالم لم يرتد ملابس شركة نايك سوي فريقي البرازيل والبرتغال وخروج ستة فرق اخري كانت ترتدي ملابس شركة نايك فيما يرتدي ملابس شركة اديداس ستة فرق وظل منها في دور الثمانية فرق المانيا وفرنسا والارجنتين. أما شركة بوما فكان يرتدي ملابس ماركتها 12 فريقا من فرق كأس العالم عند بدايتها ولم يعد يرتدي ملابسها سوي فريق المنتخب الايطالي الذي يلتقي مع صاحب الارض المنتخب الالماني اما المنتخب الانجليزي فهو يرتدي ملابس شركة اومبرو فيما يرتدي فريق اوكرانيا ملابس شركة لوتو. وقد عبرت شركة اديداس عن امتنانها لكأس العالم في المانيا الذي حقق لها هذه المكاسب المادية متفوقة علي كبري الشركات الرياضية المنافسة وحقق حوالي 1.2 مليار يورو دخلا اضافيا. ويأتي الخلاف بين اكبر شركتين للادوات الرياضية اديداس وبوما وهما خصمان عنيدان كان قد أسسهما شقيقان الا انهما اختلفا في العمل وانفصلا منذ نحو 60 عاما ولم يلتئم شملهما منذ ذلك الوقت وتقع الشركتان في عمق اقليم بافاريا ولا توجد محطة للقطار او طريق للسيارات بين موقعي الشركتين وتعرف البلدة باسم "بلدة الناظرين الي اسفل" حيث يحدد طراز الحذاء الذي تنتعله اسم الشركة التي تنتمي اليها ولعشرات السنين ظلت مجريات الحياة في هذه البلدة تتحدد وفقا لماركة الحذاء الرياضي مما جعل بعض المناطق محظورة علي أناس يستخدمون الاحذية "الخاطئة" للشركة المنافسة وكانت الحدود الفاصلة بين الجانبين صارمة الي حد كبير حتي ان السكان المحليين يزعمون ان الزيجات بين معسكري اديداس وبوما كانت نادرة في حتي سبعينيات القرن الماضي. وتسعي اديداس لنشر صورة بوصفها الرائدة في أسواق الأدوات رياضة كرة القدم كما قامت برعاية فرق عالمية فازت ببطولات سابقا هي الارجنتين والمانيا وفرنسا وتنحو بوما منحي آخر بوصفها رائدة التقليعات الرياضية وقامت برعاية خمس بطولات افريقية كما تعاقدت بوما التي يحمل شعارها قطا يتأهب للوثوب مع 12 دولة في كأس العالم كما حلت محل منافستها اديداس بوصفها الشركة الراعية الرئيسية في كأس العام اهم حدث رياضي بعد الدورات الأولمبية وتعتبر شركة بوما الاكثر تمثيلا من حيث الرعاية المخصصة للمنتخبات اذ تزود 12 من اصل 32 منتخبا في النهائيات. يذكر ان كرة اديداس تجسد العولمة الاقتصادية في اجلي صورها، اذ تم تصميمها بمقر الشركة في المانيا وتصنيع صمامها واجزائها المطاطية في الهند اما بطانتها فيتم استيرادها من فيتنام وغلافها الجلدي من كوريا وفي تايلاند يتم طباعة شعار المونديال علي الكرة وتجميع اجزائها من قبل شركة يابانية ليقوم العاملون في اديداس بعد ذلك بتوزيع الكرة وبيعها في شتي انحاء العالم. من ناحية اخري اشار استطلاع للهيئة الاتحادية الالمانية الي ان زيادة استهلاك الطاقة وزيادة استخدام الفنادق والكافيتريات اثناء فترة كأس العام ادي الي زيادة الاعباء علي مستوي حياة المواطن الألماني في شهر يونية فبالمقارنة بالشهر السابق تزايد التضخم بنسية 0.2% وبالمقارنة بالعام الماضي ازدادت من 1.9 الي 2.0% الآن كما زادت اخطار معدلات التضخم في كل الحدود الاوروبية وهو ما حذر منه نووت فيلنك عضو المجلس الأوروبي للبك المركزي ولم يستبعد نظيره عضو ايف ميرش بنك زيادة الفائدة مشيرا الي انهم لم يذكروا ابدا بأنها لن تزيد كل ثلاثة اشهر ولكن مجلس البنك حدد يوم 3 اغسطس موعدا لجلسته ولن يستبعد فيها اقرار زيادة الفائدة. في حين كشفت احدث استطلاع اجرته صحيفة دير تاجز شبيجل ان كأس العالم سيحدث حالة من الانتعاش والازدهار الاقتصادي لألمانيا وبخاصة في مجال العمل والسياحة والمطاعم والفنادق كما حدثت زيادة معدلات ركاب القطار الالماني اليومي بمعدل 600 الف راكب يوميا واوضح الاستطلاع ان شركات الدعاية والتمويل العاملة في مجال كرة القدم اعربت عن رضائها الكامل عن حصيلة العمل في كأس العالم حتي الآن وقد دفع كل منها ما بين 25 و40 مليون يورو وقد توقع الاقتصاديون من امثال اكسيل نيتشكا من هيئة الصناعة الالمانية وغرفة التجارة اليومية زيادة في معدل الانتعاش بسبب كأس العالم بنسبة 0.3 وهو ما يعني ايجاد 60 الف فرصة عمل وان كانت مؤقتة فيما يعتقد تجار الجملة وحتي 9 يوليو وهو موعد نهائي كأس العالم في تحقيق حصيلة اضافية تصل الي حوالي 2 مليار يورو.