في احيان كثيرة نتساءل لماذا وصلت بنا الاحوال الي كل هذه الازمات وكيف نواجه مشاكلنا وما اسبابها.. ان هناك جوانب كثيرة في الازمة تبدأ بالجوانب الاقتصادية وتنتهي عند منظومة الفكر والثقافة وهذه رسالة تعكس بعض هذه الهموم من قارئ يحاول ان يشخص المرض بدقة وامانة تقول الرسالة.. الاستاذ.... اريد ان اضع امامك بعض اسباب مانعانيه في حياتنا الآن ولكي نصل الي العلاج لابد اولا ان نشخص المرض واسبابه وهذه هي الاسباب. القهر: ان القهر يولد لدي المرء الاحساس بالظلم الذي يدفع اصحابه الي اليأس والاحباط والفوضي والرغبة في التدمير خاصة اذا لم يكن هناك سبيل الي نصرة المظلوم. 1-غياب العدالة الاجتماعية: وهي نتاج طبيعي للقهر والظلم والاستبداد وغياب العدالة الاجتماعية يولد الانانية والاناملية وهذا يؤدي بدوره الي تفكك اواصر القربي والرحم. 2-تغييب القدوة: فلم نكتف بتغييب القدوة؛ بل تطور الامر الي خلق نوع جديد من القدوة الفاسدة المفسدة. وبهذا لم يعد الناس يرون او يسمعون الا الشاذ من القول والفعل لم يعد هناك نموذج طيب يحتذي به لم يعد شبابنا اليوم يعرف شيئا عن صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا عن ابناء امتهم الذين ضحوا من اجلها. 3-غياب الهدف: اذا ضاعت القدوة ضاع الهدف؛ واذا ضاع الهدف ضاعت الهوية عندئذ يصبح الافراد وتصبح الامم مسوخا بلا ملامح واضحة محددة تخبط خبطا عشوائيا تضيع معه كل الجهود سدي وتصبح الامال والطموحات دربا من العبث فلا تجد في مصرنا الحبيبة الان هدفا قوميا واضحا ومحددا نجتمع عليه ونسعي الي تحقيقه واصبح الهدف الوحيد هو جمع المال بأية وسيلة والسعي وراء السلطة والجمع بينهما ذهب المعز وسيفه للهرب من دائرة القهر. 4-عدم القدرة علي مواجهة النفس ونقد الذات: وهذه سمة من سمات الشخصية غير السوية وعلي العكس من ذلك تجد ان الشخصية السوية تطمح دائما للكمال ولهذا تجد صاحبها في حالة نقد دائم للذات ولا يجد في ذلك حرجا او غضاضة. لقد اصبحنا لا نتقبل النقد ولا نستمع للنصح ولا نقدمه بالصورة اللائقة لقد اصبح كل منا يدعي الحق لنفسه ويبرر افعاله سواء كان علي الحق او علي الباطل وهذه ثمرة طبيعية للقهر. ان هذا ياسيدي بعض من الاسباب التي ادت الي الحالة التي نحن عليها والتي وصفتها ياسيدي خير توصيف في مقالكم وهذه الاسباب علي وجه الاجمال لا التفصيل وكلها نتاج للقهر الذي يعيشه المصريون واقعا مؤلما في كل مناحي الحياة وعلي جميع الاصعدة والمستويات ضاعت الرحمة والتراحم والتآلف وضاعت القدوة وضاعت معهما ملامح الزمن الجميل ومع كل هذا يحدوني امل بأن يعود الينا ذلك مثل ذلك الزمن. ايهاب حسن بكير مدرس لغة انجليزية