أعلن بنك "واتشوفيا" رابع أكبر بنك أمريكي من حيث حجم الأصول يوم 7 مايو الحالي شراء بنك جولدن ويست مقابل 25.5 مليار دولار سوف يدفعها نقداً وبالأسهم. وبهذا تصل قيمة أصول واتشوفيا إلي 669 مليار دولار ويصبح له فروع وأصول في أكثر من 20 ولاية أمريكية. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان سعر سهم واتشوفيا قد هبط بنسبة 7% فور الإعلان عن هذا النبأ ولكن كثيرين يعتبرونه مجرد هبوط مؤقت وأن سهم واتشوفيا سوف يسترد عافيته قريباً. والحقيقة أن هذه الصفقة تجعل من واتشوفيا احد البنوك القليلة التي تنتشر فروعها من شرق الولاياتالمتحدة إلي غربها أو من الشاطئ إلي الشاطئ كما يقولون.. كما أن حجم واتشوفيا سيصبح من الضخامة بحيث يمكنه من الصمود في صناعة تتميز بسيطرة البنوك الكبري مثل سيتي جروب وإن كان حجمه لايزال رغم الصفقة أقل كثيراً من البنوك المنافسة علي القمة المصرفية في الولاياتالمتحدة. وتجدر الاشارة إلي أن بنك واتشوفيا قد اعتاد منذ سنين عمليات الاكتساب وشراء الأصول. وفي عهد رئيسه التنفيذي السابق ادوارد كروتشفيلد نما واتشوفيا بسرعة وبدون ترتيب عن طريق شراء العديد من البنوك الأخري، أما رئيسه التنفيذي الحالي كيندي طومبسون فهو أكثر حرصاً علي النظام وإن لم يكن أقل طموحاً. فقد رأس بنك فيرست يونيون عندما اندمج مع بنك واتشوفيا وتسمي باسمه مقابل 14 مليار دولار في عام 2001 وقام مؤخراً بشراء بنك ساوث تروست في ولاية ألباما مقابل 13.7 مليار دولار وإن كان هناك من يري بعض المبالغة في هذا السعر. وتقول الارقام أيضاً إن شراء بنك جولدن ويست سيضيف إلي شبكة واتشوفيا 285 فرعاً في عشر ولايات، وهذا يعطيه وجود ملموسا في الأسواق الكبيرة سريعة النمو بما فيها سوق تكساس وكاليفورنيا علي وجه الخصوص. ويقول المحللون ان منتجات واتشوفيا المصرفية المتعددة مثل بوالص التأمين وبطاقات الائتمان سيتم توزيعها عبر فروع جولدن ويست التي لا تقدم حالياً في هذه الولايات سوي خدمات غير متطورة للمدخرين. لقد كان بنك جولدن ويست تحت قيادة ماريون وهيرب ساندلر شركة رهونات عقارية ناجحة وكان يتبع استراتيجية بسيطة للغاية حيث يحصل علي الودائع الكبيرة ويعيد اقراضها لمشتري المنازل مقابل سعر تهن عقاري مناسب، وكان يحصل علي فوائده عن طريق اقساط شهرية يحددها المقترضون انفسهم علي أن يدفعوا باقي مستحقات البنك علي آجال أكبر. وخلال الخمسة والعشرين سنة الاخيرة كانت ارباح بنك جولدن ويست عن كل سهم تنمو بنسبة 17% سنوياً ،بغض النظر عن دورات الصعود والهبوط في سوق الرهونات العقارية ولم يتأثر البنك حتي بأزمة المدخرات والقروض التي اجتاحت البنوك الامريكية في عقد الثمانيات من القرن الماضي. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان المستثمرين في واتشوفيا يتخوفون من انغماس بنكهم في سوق الرهونات العقارية بعد شرائه جولدن ويست في وقت يتجه فيه هذا السوق إلي الهبوط، فقد أعلنت الرابطة الوطنية للسماسرة العقاريين NAR ان مبيعات المنازل غير تامة التشطيب قد هبطت بنسبة 6% في مارس الماضي بالمقارنة مع مارس 2005، كما أعلنت وزارة التجارة الأمريكية ان المنازل غير المبيعة في مارس الماضي أيضاً زاد بنسبة 24% علي عدد المنازل غير المبيعة في مارس 2005. ومن المتوقع ان يجتاح التباطؤ سوق العقارات في كاليفورنيا وغيره من الاسواق المهمة التي يعمل فيها جولدن ويست بكثافة أكبر من غيره من بنوك الرهونات العقارية. اضف إلي ذلك ان عملاء جولدن ويست في مجال الرهونات العقارية لن يتحولوا بالضرورة للحصول علي خدماتهم المصرفية الأخري من واتشوفيا بعد الاندماج لأن لهم مصارفهم التي اعتادوا التعامل معها من قبل في صرف الشيكات ورفع الفواتير وغير ذلك. ومعروفأنه من الصعب اقناع الناس بتغيير بنوكهم مالم تكن هناك حاجة ملحة تدعو إلي هذا التغيير. وفوق ما تقدم فإن عدد فروع بنك جولدن ويست في الاسواق المهمة مثل كاليفورنيا أقل كثيراً من عدد فروع البنوك المنافسة ومن بينها بنك أوف أمريكا الذي يبلغ عدد فروعه 988 فرعا إلي ثمانية اضعاف فروع جولدن ويست في الولاية. بقي ان نقول ان اللمسة الذهبية للأخوين ساندلر سوف تختفي لأنهما قررا الاعتذار عن قبول أي منصب في جولدن ويست بعد بيعه واكتفي كل منهما بالحصول علي نصيبه من الصفقة البالغ ملياري دولار لكل واحد سيحصل عليها في صورة أسهم.