يعتزل كوفي عنان السكرتير العام للأمم المتحدة منصبه في نهاية هذا العام، والأرجح أن يشغل هذا المنصب مسئول أسيوي بعد أن مضي زمن طويل علي تولي اوثانث هذا المنصب. ومن المؤكد أن الولاياتالمتحدة ستتدخل بشدة لفرض أحد رجالها الأسيويين أو أسيوي يؤيد أمريكا في كل ما تطلب من المنظمة الدولية. وقد رأينا كيف أن بطرس غالي كان السكرتير العام الوحيد في تاريخ المنظمة الدولية منذ قامت قبل نصف قرن الذي لم تجدد له دورة ثانية في المنصب فقد وقفت ضده وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت، ولم تعبأ بما يقال عن الصداقة المصرية الأمريكية لأن بطرس غالي كان مستقلاً عن واشنطن وسمح للأمم المتحدة أن تذيع تقريراً دولياً يسيء لإسرائيل أو بعبارة أدق يفضح أعمالها. المهم أن أول مرشح أسيوي لمنصب السكرتير العام هونيرج ويفا. لم ترشحه أمريكا أو دولته سريلانكا بعد أعلن ترشيح نفسه للمنصب ونشر كتاباً يعتبر إعلاناً انتخابياً ذكر فيه مقالاته عن وسيلة إصلاح الأممالمتحدة وطرق تشكيل ومهام قوات حفظ السلام الدولية والعالم الإسلامي وأشار إلي فكرة منظمة يحكمها أو يديرها رجال من أصل هندي. ونيرج ويفا ولد في سريلانكا. وكان في وقت من الأوقات عضواً في مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين. وقد زكته صحيفة "أسيان تريبيون". قالت: "امكانية أن يتقدم ويبرز رجل من الخارج للشعب حقيبته وربما كان هذا الرجل هو نيرج ويفا". ولكن أن يرشح سياسي نفسه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة ويفوز بالمنصب عملية مستحيلة. الدولة هي التي ترشح مسئولاً منها للمنصب. وهناك مساومات ضخمة بين الدول. ولكن رأي واشنطن هو الذي يغلب كفة أي مرشح لأن الولاياتالمتحدة مهما كان كوفي عنان مشايعاً أو ليس معارضاً لها فإن المنظمة الدولية لم تقف مع أمريكا في حربها ضد العراق، ومن هنا اضطر الرئيس الأمريكي جورج بوش لأن يعلن أنه ليس في حاجة إلي قرار دولي يسمح له بغزو بغداد!