صفقة مشروع الخط الثالث لمترو الأنفاق تمثل إحدي فرص البيزنس الواعدة في السوق المصري التي يتنافس للفوز بمناقصتها العديد من الشركات العالمية من أكثر من دولة، بخلاف المناقصات المفتوحة للشركات المحلية. وفي الوقت الذي أعلنت وزيرة التجارة الخارجية الفرنسية خلال زيارتها الأخيرة إلي القاهرة أن هذه الصفقة كانت أحد المحاور الأساسية لمباحثاتها في القاهرة، التقت "العالم اليوم الأسبوعي" اللواء مهندس سعد شحاتة رئيس الهيئة القومية لمترو الأنفاق، وطرحت عليه جميع القضايا المثارة حول هذه الصفقة. أكد اللواء شحاتة أنه لا تدخل فرنسي مطلقاً في مناقصة المشروع، وقال إن ما سمح للمسئولة الفرنسية بالحديث حوله هو اتباع نظام جديد في تنفيذ ذلك الخط، حيث سيتم تأجيل العروض التمويلية لحين ظهور نتيجة المناقصة للحصول علي أفضل تمويل ميسر، وقال إن هناك أنباء عن تقديم الأسبان واليابانيين والصينيين لعروض ميسرة من حكومات بلادهم. وقبل أن نبدأ في طرح تساؤلاتنا يهمنا توضيح أن الخط الثالث لمترو الأنفاق يمتد بطول 5.34 كيلو من إمبابة إلي مطار القاهرة الدولي وتم تقسيمه إلي 4 مراحل المرحلة الأولي الممتدة من العتبة إلي العباسية والثانية من العباسية لمصر الجديدة وهما المرحلتان اللتان تم الانتهاء من دراستهما وتصميماتهما بالكامل وتم الإعلان عن مناقصة لتنفيذ المرحلة الأولي وهي بالكامل تحت الأرض بطول 3.4 كيلو تكلفتها التقديرية 6.3 مليار جنيه والمرحلة الثانية تكلفتها التقديرية 8.2 مليار جنيه، ومن هذه الخلفية نبدأ حوارنا.. وكان سؤالنا الأول. القطاع الخاص المصري * ماذا عن العروض المقدمة لمشروع الخط الثالث لمترو الأنفاق حتي الآن؟ ** قبل نشر الإعلان عن مناقصة تنفيذ المرحلة الأولي قمنا بإجراء تأهيل للشركات التي أبلغتنا باهتمامها بتنفيذ المشروع، وأعني بالتأجيل هنا، هو جمع البيانات الموثقة عن خبرتها وحساباتها في البنوك لاختيار الشركات القادرة علي تنفيذ المشروع، وبلغ إجمالي هذه الشركات المؤهلة 40 شركة، واشترطنا أن يكون مع كل شركة أجنبية شريك مصري، علي أن يتم تسلم العروض في مجال الإنشاءات المدنية والميكانيا والكهرباء في أول مارس، و12 مارس للعروض الخاصة بالإشارات والسكة الحديد وسيتم النشر عن مواعيد استلام عروض القطارات في نفس الشهر. * وهل سيكون القطاع الخاص الأجنبي هو المستفيد الأكبر وسيقتصر التواجد المصري في المشروعات المدنية التي لا تحتاج إلي خبرة في التقنيات الإلكترونية والكهربية؟ ** بالطبع لا.. فالخبرة المصرية موجودة في جميع تخصصات مترو الأنفاق، وما يمنع وجود عرض مصري بالكامل لإنشاء المترو، هو الاحتياج للخبرة الأجنبية في بعض التخصصات الدقيقة، وكذلك الحاجة إلي بعض الماكينات ولا يمكن أن نغفل أن التمويل المطلوب لهذا المشروع ضخم باعتباره استثماراً طويل الأجل والشركة المنشئة له تحتاج علي الأقل لرأسمال 500 مليون جنيه، ولا يعني ذلك علي أي حال أنه لا يوجد تواجد مصري إلا في الأعمال المدنية فقط، فعلي سبيل المثال هناك بعض الشركات المؤهلة التي قامت بعمل بروتوكولات مع مصنع سيماف التابع للهيئة العربية للتصنيع لتصنيع نسبة معينة من القطارات وأود الإشارة هنا أيضاً إلي أننا نشترط علي الشركات المتقدمة عدم استيراد أية ماكينة أو مواد خام لها بديل محلي لتحقيق الاستفادة القصوي من المشروع للاقتصاد القومي. المدن "المنسية" * فكرة التخطيط للخط الثالث لمترو الأنفاق محل انتقاد حيث يري البعض أن الأولي بها هي المدن الجديدة التي تعاني من انفصالها عن العاصمة مما تسبب في حالة ركود في استثماراتها العقارية وتحمل أصحاب المصانع لتكلفة باصات لنقل العمال يومياً إلي مواقعهم.. هل القضاء علي العشوائية في القاهرة له أولوية أكبر من الخسائر الاقتصادية للمدن الجديدة؟ ** دراسة هيئة "الجاياكا" اليابانية عن النقل في القاهرة الكبري والمعدة من ثلاث سنوات أوصت بإنشاء 40 مشروعاً للنقل بعضها مشروعات تنفيذية والآخر لإعادة هيكلة لمشروعات موجودة، أو للتدريب وأكدت علي ضرورة ربط المدن الجديدة بالعاصمة، ولكن أود أن ننظر هنا لتكلفة ال 40 مشروعاً، وهي 60 مليار جنيه مصري، وهذا المبلغ الضخم يجعل الأولوية للخط الثالث الذي سيقوم طبقاً لقدرته التصميمية بتنفيذ 2 مليون رحلة يومياً، وستنقل المرحلة الأولي فيه 250 ألف راكب في اليوم، وهو ما يجعله أكثر أولوية من المدن الجديدة التي لا تحتاج إلي هذا الكم الضخم من الرحلات اليومية، ونجد علي سبيل المثال أن الطلب علي النقل إلي مدينة 6 أكتوبر لا يتجاوز 70 ألف راكب فقط.