اقتربت تصفيات يورو 2012 من الأمتار الأخيرة حيث تأهل بشكل مباشر حامل اللقب المنتخب الأسباني بجانب منتخبات هولندا وإيطاليا وألمانيا وانجلترا بالإضافة لمنتخبي أوكرانيا وبولندا اللذين يشاركان في النهائيات مباشرة بصفتهما ممثلي الدولتين المنظمتين للبطولة.. وبات علي أعتابها خمسة عشر منتخبا «فرنسا، روسيا، اليونان، كرواتيا، التشيك، البرتغال الدانمارك، السويد، المجر، بلجيكا، تركيا، البوسنة، أيرلندا والجبل الأسود سيصعد منها تلعب أصحاب الصدارة في مجموعاتهم ثم يلتحق بها أفضل خمسة منتخبات احتلت المركز الثاني والبقية تلعب ملحق فيما بينها ويتأهل منهما أربعة ليصبح المجموع ستة عشر منتخبا.. وسوف تسحب قرعة البطولة بعد اكتمال عقد الفرق الصاعدة للنهائيات في العاصمة الأوكرانية كييف في ديسمبر 2011. ومن خلال رؤية فنية تلقي «الأهالي» الضوء علي مستويات الفرق المتأهلة ليورو 2012 بأوكرانيا وبولندا ويأتي في المقدمة منتخبا ألمانياوهولندا حيث قدما مستوي وأداء رائعا ونتائج متميزة يبرهن عزمهما المنافسة بقوة علي لقب البطولة الأوروبية فالمنتخب الألماني تميز بثبات المستوي الدولي منذ كأس العالم 2010 واستمر التألق في التصفيات بفضل فكر وتطور مدربه يواكيم لوف والتوليفة المتميزة من عناصره كلوزة وتوماس مولر وأوزيل وخضيرة ونفس الحال لمنتخب الطاحونة الهولندية ووصيف المونديال الأخير وتمكن مدربه بيرت فان مارفيك ونجومه شنايدر وبوميل وفان بيرس وروبن وهونتلار في عودة الهيبة الكروية العالمية للمنتخب البرتقالي من خلال روعة الأداء وغزارة الأهداف.. ونفس الحدوتة تنطبق علي حامل اللقب الأوروبي والمونديالي المنتخب الأسباني رغم فقدانه لبعض النقاط نتيجة بعض التعادلات فهو مازال يحتفظ ببريقه علي المستوي الدولي من خلال ثبات المستوي لمعظم نجومه تشافي وأنيستا وفيا وبيدرو وتشاني ألونسو وباقي المنظومة الأسباني التي يقودها المخضرم ديل يوسكي الذي مازال يحتل قمة التصنيف العالمي. أما المنتخب الإنجليزي الذي لم يذق طعم الخسارة في جميع مبارياته بالتصفيات ووصل بالفعل للنهائيات بعد غيابه عن النسخة الماضية.. حيث قدم الفريق الإنجليزي مستوي جيدا إلا أنه لم يرتق للتألق وفرض السيطرة علي الساحة الدولية فمازال فابيو كابللو يحاول تحقيق المعادلة الصعبة فالديه دوري عنيف وقوي ومثير إلا أن العناصر الخارجية من النجوم العالمية تتفوق علي العناصر المحلية مما يظهر بعض الخلل الفني في المنتخب الإنجليزي علي عكس ما يحدث في الدوري الأسباني، حقيقة هناك نجوم عالمية تزيد في قوة وإثارة الليجا إلا أن العناصر المحلية تفرض نفسها بقوة علي الساحتين المحلية والدولية بفضل ارتفاع الموهبة والمهارة والفكر التكتيكي لنجوم الماتادور.. إذن فالمشكلة التي يبحث عن حلها المدرب الإيطالي للإنجليز مازالت قائمة رغم جهده وإصراره لتحقيق النجاح في يورو 2012.. وأخيرا المنتخب اليوناني بطل يورو 2004 بالبرتغال لم يخسر أي لقاء في التصفيات ويسعي لاستعادة بريقه مجددا في البطولة القادمة.. كما أن هناك منتخبات قدمت مستويات فنية جيدة بالتصفيات كالمنتخب الفرنسي وصيف مونديال 2006 والمنتخب الدانماركي والإيطالي الذي وصل بالفعل من البوابة الأمامية للبطولة الأوروبية بعد التوليفة الجديدة التي وضعها مدربهم كلاوديو شيرازي حيث يأمل في تحقيق نتائج جيدة في يورو 2012.. بعد إخفاقهم وخروجهم المهين في مونديال جنوب أفريقيا 2010.. إذن فتصفيات يورو 2012 وصلت لمفترق الطريق من خلال وصول كثير من المنتخبات إلي النهائيات ومحاولة آخرين للحاق بركبهم بعد خوض الملحق الفاصل مما يعطي التصفيات متعة وإثارة وتشويقا حتي يتحقق حلم الجميع بالتأهل إلي يورو 2012.