بات فريق النادي الملكي يمثل علامة استفهام واضحة في الوسط الرياضي العالمي بعدما فشل في تجاوز دور الستة عشر في مسابقة دوري الأبطال الأوروبي هذا العام وللمرة السادسة علي التوالي.. ليستعصي عليه ما سميت بالماضي ب «بطولته المفضلة» علي الرغم من الأرقام والمبالغ التي تعدت ال 300 مليون يورو، أنفقتها إدارته بشأن انتزاع اللقب العاشر.. فقد أثار خروجه أمام ليون الفرنسي عدة تساؤلات من بينها هوية المسئول عن عجز الريال وتكرار الإخفاق الأوروبي عاما وراء الآخر وتجدده في عام شهد حشدا مهولا من جانب الإدارة لاقتناص كأس المسابقة في النهائي الذي سيقام بالقلعة المدريدية سنتياجو برنابيه. أعتقد أن صفقات رئيس النادي الملكي فلو نتينو بيريز المدوية غطت علي إخفاقاته الأخري المتمثلة بالتفريط بمجموعة من اللاعبين المميزين أمثال الثنائي الهولندي أدين روين وشنايدر اللذين يتألقان بشكل لافت مع بايرن ميونيخ وإنترناسيونالي.. يبدو أن رئيس المنظومة الملكية لم يتعلم من دروس الماضي فالاستثمار ليس مرادفا للنجاح الرياضي.. فإذا تذكرنا إقالة الإيطالي فابيو كابللو بعد فوزه بالليجا 2007 والإطاحة بعده بالألماني شوستر في ثاني موسم له بعد الاحتفاظ بالدوري أيضا وكذلك ما فعله بيريز عام 2003 حين رفض التجديد للمدرب ديل يوسكي الذي أحرز الريال تحت قيادته آخر لقبين في خزائنه لدوري الأبطال، فالاستقرار أهم عنصر افتقده النادي الملكي علي مدار السنوات الماضية فهو أكثر المعطيات لنجاح الفرق.. ولابد من الإبقاء علي المدرب التشيلي بيليجريني الذي يسعي لخلق التجانس والتناغم في هيكل الفريق المكتظ بالنجوم بشأن حصد البطولات في السنوات المقبلة فلابد أن تكون النظرة مستقبلية.. حتي تجعل مهمة الفوز بدوري الأبطال أقل صعوبة.. فإذا تطرقنا لفوائد الاستقرار الفني علي بعض الفرق الكبيرة المتوجهة أوروبيا.. يتأكد لنا ما تطرقنا إليه فعلي سبيل المثال إدارة الميلان ردت علي منتقديها بالإبقاء علي المدرب السابق كارلو أنشيلوني بإحراز لقبي 2003، 2007 في حين كان من الطبيعي أن يقود السيراليسكي فيرجسون فريقه المان يونايتد إلي لقبين 1999 و2008 لاستقراره لعقدين معه بل إن مورينهو البرتغالي المتحمس قاد بورتو إلي لقب 2004 بعد عامين من تولي المهمة الفنية للفريق.. لكن يبدو أن فوز برشلونة بسداسية تاريخية العام الماضي في أول موسم للمدرب الشاب بيب جوارديولا قد أثار حفيظة مسئولي الريال.. الذين غضوا البصر في حفاظ الفريق الكتالوني علي هيكله وعدم التفريط في نجومه الأساسيين تشابي وأنيستاوتوريه وليونيل ميسي.. ويبقي الاستغناء عن بيليجرين المدرب التشيلي أسوأ قرار من الممكن أن يلجأ إليه بيريز في نهاية الموسم سواء فاز الريال بلقب الليجا أم أخفق!!.