من يزعم إمكانية حدوث صيانة دورية شاملة للمدارس قبل بداية العام الدراسي اما واهم أو كاذب، ديون هيئة الأبنية مخيفة بل وفي تزايد مستمر ، عجز الوزارة عن السداد للمقاولين أصبح واقعا مؤلما ومريرا، بالقطع سيبقي الحال علي ما هو عليه في جميع مدارس المحافظة. وتصف وضع المدارس بهية سليمان مديرة مدرسة قائلة : أمام حالة العجز الصارخ عن عمل صيانة شاملة بالمدارس ابتدعوا لنا طريقة جديدة للصيانة بإقراض مديري المدارس سلفة لعمل صيانة خفيفة أو بسيطة، تشمل صيانة الحمامات واستبدال التالف من الحنفيات والزجاج وطلاء السبورات والأبواب والمبلغ لا يزيد نهائيا علي ألفي جنيه، وقد يكفي المبلغ مدرسة حديثة البناء والافتتاح، ولكنه لا يكفي نهائيا ولا يفيد مدرسة تحتاج إلي ترميم وصيانة شاملة. أما طايع محفوظ مدير بقسم الأبنية التعليم فيؤكد : أننا الآن في حالة تخبط صارخ لأن مديرية تعليم أكتوبر مازالت قائمة بل وتخاطبنا وتتعامل معنا كما لو كانت محافظة أكتوبر قائمة ولم تلغ بعد، كما أن مديرية الجيزة تخاطبنا ولا ندري نخاطب أي مديرية فيهما، فالعام الدراسي الجديد خلال أيام ولم يتم للآن دمج مديريتي الجيزة وأكتوبر مما أوقف عملية الصيانة والترميمات في أكثر من 300 مدرسة، فإصرار مديريتي أكتوبر والجيزة علي تبعية ادارتي البدرشين وأبو النمرس لها وضرورة مخاطبتها أثار بلبلة لا حل لها. في مدينة وأحياء الجيزة مثل الدقي والعجوزة وبولاق والعمرانية مشكلة الصيانة والترميمات تكاد تكون محلولة حيث يكون للتبرعات الاجبارية والجهود الذاتية دور مؤثر وفعالا في الصيانة والترميمات مع بداية كل عام دراسي حيث لا يقبل الملف الجديد لأي طالب إلا إذا قدم تبرعا عينيا تحدده ادارة المدرسة. ويفجر سعداوي أبو الحسن مهندس بالأبنية مفاجأة من العيار الثقيل مؤكدا أن خطة الصيانة والترميمات للعام الدراسي الماضي 2010-2011 لم تنفذ لعدم وجود سيولة مالية ورفض المقاولون تنفيذ أي شيء إلا إذا تم صرف المستحقات القديمة وأيضا خطة العام الدراسي الحالي 2011-2012 لن تنفذ لعدم وجود سيولة مالية نهائيا فالعجز صارخ ولا توجد أي حلول أخري مطروحة للحوار والمناقشة. وتؤكد سناء العسكري مديرة مدرسة وجود بنود في ميزانية المدارس مثل بند مجلس الآباء وغيره فيقوم مديرالمدرسة بطلاء السبورات التقليدية العادية وتغيير الزجاج المكسور واصلاح المقاعد وطلاء الأبواب واصلاحها في حدود المتاح والمسموح طبقا للوائح، كما أن شركات توريد الأثاث ترفض ايضا توريد الأثاث وترفض أيضا توريد مقاعد أو كراسي أو مكاتب حتي تصرف المستحقات القديمة ويتدخل سعد عيسي وكيل مدرسة في الحوار مؤكدا أن نسبة التالف من المقاعد الدراسية لا تقل نهائيا عن 15% من اجمال مقاعد المدرسة، ولا يتم تعويض أي مدرسة عن أي مقاعد تالفة أو لمبات اضاءة أو مطهر حمامات أو أدوات نظافة ضرورية لأي مدرسة، في مدارس الريف العجز وأضاف : لا توجد مساعدات أو تبرعات وأي مدرسة في الريف عاجزة تماما عن تلبية الاحتياجات الضرورية للاستعداد للعام الدراسي وعادة ما يكون التقرير السنوي عن حالة استعداد المدارس للدراسة يكون مفبركا لإرضاء الرؤساء وعدم إثارة المشكلات وهي عادة موروثة من أيام الحزب الوطني. ويوضح يوسف حنا جرجس أن العجز الصارخ عن سداد مستحقات المقاولين لدي هيئة الأبنية التعليمية أصابها بالشلل التام لأن هناك عشرات المدارس في أشد الاحتياج لعمل صيانة شاملة وترميم منذ زلزال عام 92 حتي الآن مثل «الشيخ خليفة الاعدادية» وقد عجزت هيئة الأبنية تماما عن عمل صيانة لها لرفض المقاولين تنفيذ المقايسة إلا بعد صرف ما لهم من مستحقات متراكمة. وبالأدلة والبراهين الموثقة بالمستندات أكد المهندس محمد التابعي عاشور أن كل مقايسات المدارس التي تحتاج لصيانة وترميم موجودة معنا والاستعداد للتنفيذ والإشراف علي التنفيذ متوافر لكننا عاجزون لأن ديون الهيئة تجاوزت مليارا ونصف المليار جنيه وبالقطع سيبقي الوضع علي ما هو عليه مع بداية العام الدراسي الجديد،