تعيش أغلبية الشعب المصرى اليوم بين نارين إزاء اختيار صعب . البعض يفكر بعقله ويفضل المشير السيسى رئيسا لمصر و البعض الآخر توجهه عاطفته نحو المناضل حمدين صباحى . و أنا شخصيا يسعدنى تواجد مرشحين للرئاسة لكل منهما أنصاره و مؤيدوه . و لابد أن نشكر حمدين على جسارته فبدونه كانت انتخابات الرئاسة ستصبح بلا طعم و لا لون و لا رائحة . وجود حمدين مؤيدا بزخم الشباب و بتاريخه النضالى المعروف يدحض ادعاءات أعداء مصر بأن نتيجة انتخابات الرئاسة محسومة مسبقا . فحمدين مقاتل لا يستسلم و لا ييأس ، و يمتلك رؤية شاملة لما يجب أن تكون مصر عليه من قبل ثورة 25 يناير بسنوات طويلة . هو صاحب موقف قوى واضح منذ نعومة أظفاره فى بلطيم ثم فى كلية الإعلام ومجلس الشعب ثم تأسيسه حزب الكرامة و حتى تأسيسه التيار الشعبى . وهل يمكن أن ننسى مناظرته الشهيرة مع الرئيس الراحل أنور السادات و شجاعته فى انتقاد سياساته الاقتصادية وموقفه من التطبيع مع العدو الصهيونى ، و مواقفه العديدة من نظام مبارك ! أما المشير السيسى فما فعله يوم 3 يوليو ينم عن عبقرية سياسية غير عادية و فكر منظم ووعى ثقافى هزم أعتى القوى السياسية التى مازالت فى حالة ارتباك ورفض هيستيرى لإنجازه التاريخى . لم ينفرد السيسى بقرار الإطاحة بحكم الإخوان بل أشرك معه الشعب كله ، و ذلك ما يعكس رؤية ديمقراطية حقيقية تجعلنا نطمئن لذلك الرجل الذى حمل كفنه فى يده و تقدم لجماعة لا عقل لها و لا ضمير مطالبا بحق مصر ، و حقق سبقا تاريخيا عندما قدم التحذيرات للحاكم الإخوانى قبل أن يشرك معه قادة الأطياف المختلفة مثل شيخ الأزهر و البابا تواضروس و كل القوى السياسية ذات الشأن . و قد منحته الطبقة الشعبية تأييدها غير المحدود رغم خبل و ضراوة الوحش الإخوانى الذى صنعه أعداء مصر ليستكملوا بمخالبه خطتهم فى الهيمنة على روح و عقل شعب مصر العريق .