وأواصل اللقاء مع إنجى أفلاطون سليلة الأسرة الأرستقراطية * ثم ماذا؟ وكيف أصبحت شيوعية؟ - اصطحبنى أستاذى إلى بيت الفن حيث عشرات من الرسامين والشعراء يتحدثون كثيرا وبلا أفق وهكذا تفوقت التلميذة على أستاذها فعبر وجودى فى مدرسة الليسيه اقتنعت بالاشتراكية العلمية واكتشفت أن التمرد الفردى والرسم الصاخب لا يكفى وإنما العمل المنظم لإقامة الاشتراكية.. فقد سئمت ثرثرة المثقفين وقررت وبوعى الانتقال إلى معسكر الفقراء واتضحت أمامى آفاق جديدة، التحرير من الاستعمار، تحرير المرأة مرتبطا بتحرير المجتمع وبالعدل والمساواة، وفى سن الثامنة عشرة حصلت على الثانوية العامة وحاولت أسرتى إبعادى عن حقل الألغام الاشتراكى وأن أسافر إلى باريس لأكمل تعليمى ورفضت فقد كنت أخوض ضد نفسى معركة أن أتمصر فعلا وأتقنت اللغة العربية وعملت كمدرسة للرسم فى مدرسة الليسيه وفى عام 1944 أصبحت عضوة فى إيسكرا وكنت لم أزل غير قادرة على التحدث بالعربية جيدا فكلفت المنظمة الشاعر فؤاد حداد ليعلمنى القراءة والحديث باللغة العربية ثم انفجرت ضاحكة وهى تحكى كيف كانت تقرأ أمامه وقرأت كلمة «الهوي» وفسرتها بأنها الهواء فقال لها: «هو انتى محبيتيش أبدا بالعربي»، وبدأت أعدل من مظهرى فلبست ثيابا بسيطة ونشطت إلى أقصى مدى فى دار الأبحاث العلمية، ولجنة نشر الثقافة الحديثة وجمعية الشابات المسيحيات ورابطة فتيات الجامعة والمعاهد واللجنة الوطنية للطلبة والعمال.. وبدأت تلمع كيسارية متحمسة، صمتت ثم ضحكت ثانية وقالت كنت مسافرة مع أمى إلى باريس فى يوليو 1946 وأتى إلى وداعنا فى الإسكندرية إسماعيل باشا صدقى رئيس الوزراء وبعدها بأسبوعين صدر أمر باعتقالى وذهب ضابط نشيط للقبض على ولم يجد أحدا بالمنزل فقام بوضع الشمع على الباب.. وغضبت صالحة هانم وغضبت معها هامات عالية واعتذر صدقى باشا، ومن باريس سافرت إلى براغ لأحضر مع جمال غالى مؤتمر اتحاد الطلاب العالمي، وفى 1950 عملت صحفية فى المصرى لأحرر بابا بعنوان «المرأة نصف المجتمع» كرسته للدفاع عن تحرير المرأة ومساواتها بالرجل وفى 1951 شاركت فى تأسيس اللجنة النسائية لدعم الكفاح المسلح وفى تأسيس المجلس المصرى للسلام، ثم قمت بتأسيس «الجمعية النسائية القومية» لكن الأمن أمر بحل الجمعية، وواصل العمل فى الحزب وفى العمل النسائى وفى العمل الجماهيرى بشكل عام، وفى 1956 أسهمت مع سيزا نبراوى ورفيقات الحزب فى تأسيس «اللجنة النسائية للمقاومة الشعبية» وبدأت أصعد فى العمل الحزبى حتى أصبحت عضوة فى اللجنة المركزية. * وماذا عن كتبك؟ - كتبت عدة كتب وقد استفدت من علاقاتى الشخصية والعائلية فى كسب شخصيات مهمة لكتابة مقدمات لكتبي، ومنها «ثمانون مليون امرأة معنا» تقديم طه حسين و»نحن النساء المصريات» تقديم عبدالرحمن الرافعى و»السلام والجلاد» تقديم عزيز فهمي. * وماذا عن السجن؟ فى يناير 1959 قبض على أغلب القادة وهربت تخفيت فى زى فلاحة شرقاوية وعشت بامتنان فى أحضان أسرة فقيرة فى إحدي حوارى شبرا وقبض على وصدر ضدي حكم بالحبس سنتين وبعد السجن واصلت نضالى السياسى وفى حركة السلام وأصبحت فنانة مرموقة.. وسأواصل. وواصلت إنجى مسيرتها حتى رحلت مقدمة نموذجا فريدا لفتاة أرستقراطية غادرت عالم الأغنياء لتضيء قلوب الفقراء.