مساء الاحد الماضى احتفلت شبه جزيرة القرم التى كانت تتمتع بحكم ذاتى تحت العلم الاوكرانى باعلانها الانضمام رسميا الى روسيا الاتحادية بعد الانقلاب الذى وقع فى اوكرانيا وطبقا للمؤشرات الاولية التى اعقبت انتهاء عملية الاستفتاء فقد بلغت نسبة الاقبال الى اكثر من 85% اكثر من 93% وافقوا على عملية الانضمام الى الاتحاد الروسى فى حين رفض اقل من 7% من سكان شبه الجزيرة عملية الانضمام الى روسيا . لكن رغم تلك المؤشرات لكن الحكومة الروسية لم تعد مشغولة بنتيجة هذا الاستفتاء التى كانت تعلمها مسبقا خاصة ان الغالبية العظمى من السكان هم من اصل روسى وان 70% من سكان الجزيرة يتحدثون باللغة الروسية ,ولكن السيناريوهات الأوروربية والامريكية التى حاولت لعب نفس السيناريو الذى شهدته دول الربيع العربى من خلال إثارة جماعات الفوضى الخلاقة وتقديم الدعم المالى للمنظمات والقوميات المعارضة للروس . بل وصل الامر الى حد قيام بعض المحللين السياسيين البريطانيين بالقول فى وسائل الاعلام الروسية أن الولاياتالمتحدةالامريكية تدفع اموالا طائلة لاثارة المشاكل فى المنطقة وان العديد من دول الاتحاد الاوروبى والولاياتالمتحدةالامريكية تعلم تماما متى تؤيد « الاستفتاءات الانفصالية فى العالم ومتى تقف ضدها « وان خير دليل ان هذه الدول هى التى وقفت من قبل لتؤيد الاستفتاء على تقرير حق المصير بالنسبة للبوسنة والهرسك وجنوب السودان ووقفت ضد الاستفتاء على جزر فوكلاند فى الارجنتين التابعة للسيادة البريطانية . ورغم الحرب الدائرة بين الادارة الروسية من جانب والدول الاوروبية والولاياتالمتحدةالامريكية من جانب اخر خاصة بعد التهديدات بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على روسيا الاتحادية لكن وزارة الخارجية الروسية فى المقابل اعتبرت ان تلك التهديدات لن تجدى فى ظل التخوفات الاوروبية من العقوبات الروسية على اوروبا جميعها فيما يتعلق بامدادات الغاز الروسية الى جميع الدول الاورربية بل والاخطر من ذلك ان على تلك الدول العمل على استقرار اوكرانيا فى ظل وجود جماعات الآن من القوميين المتشددين الذين يهددون بضرب خطوط الغاز الروسية التى تمر عبر الاراضى الاوكرانية . كما ان اوكرانيا على شفا حرب اهلية فى ظل الاشتباكات وعمليات العنف المتبادل بين المؤيدين للروس فى الاقاليم الاوكرانية والمعارضين لها. إرادة السكان وقبيل الاعلان عن نتيجة الاستفتاء فقد شهدت العاصمة البريطانية مواجهة حادة بين جون كيرى وزير الخارجية الامريكية وسيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى , اعلن كيرى ان الرئيس فلاديمير بوتين غير مستعد على الاطلاق لاتخاذ قرار فيما يتعلق باوكرانيا الا ان لافروف رد بالقول إن روسيا ستحترم ارادة سكان القرم وليس هناك حتى الان اى توافق فيما يتعلق بحل الازمة فى اوكرانيا .وهو مادفع سيرجى اسكينوف رئيس وزراء القرم الى القول فى العاصمة سيمفيروبول ان الاندماج الكامل فى الاتحاد الروسى ربما يستغرق عاما لكن ربما تظل التهديدات قائمة خاصة ان حدة الاضطرابات السياسية قد زادت بعد الانقلاب على فيكتور يانكوفيتش الرئيس الاوكرانى المنتخب. ضمان الأمن فى حين قالت رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي فالينتينا ماتفيينكو إن جمهورية القرم، ستصبح وحدة إدارية كاملة الحقوق، تتمتع بكل الصلاحيات. من جانبه أكد رئيس مجلس الدوما (البرلمان) الروسي سيرجي ناريشكين أن البرلمان الروسي سيدعم الخيار الحر والديمقراطي لسكان جمهورية القرم ذات الحكم الذاتى وسعيهم إلى ضمان أمنهم. حذرت وزارة الخارجية الروسية من محاولات إدخال «عامل الناتو» في الوضع المعقد بأوكرانيا. هذا في الوقت الذي أكد فيه المتحدث الصحفي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف أن ما يحدث في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم لا علاقة له بروسيا. ويتبقى فى النهاية ان الاعلام الروسى بدا التركيز على تعامل السياسة الخارجية الامريكية فى العديد من المناطق من منطلق المصالح الامريكية وليس مصالح الشعوب التى تدعى الوقوف بجانبها وقد وضح ذلك من خلال فشلها فى التعامل مع دول الشرق الاوسط فمرة تقف مع الحكومات ضد الثورة ومرة تؤيد ثورة ضد حكومة ولعل ذلك يبين تصاعد وجود مجموعات قومية متطرفة (موالين لحكومة أوكرانيا الجديدة) وعناصر من شركة «بلاك ووتر» الأمريكية بالقرب من حدود جمهورية القرم.