هنا وبالتحديد فى نهايات مركز بلبيس ونهايات مركز منيا القمح، توجد ميلانوالشرقية وهى تجمع قروى من أربع قرى منفصلة متصلة سقطت عن عمد وليس سهوا من حسابات المسئولين بمحافظة الشرقية فقرى السرايات ومراد الكبرى ومحمود والزهرية هى قرى يسكنها حوالى إثنى عشر ألف نسمة وسميت باسم ميلانو لسفر أبنائها بحثا عن العمل فى إيطاليا وقد أدرك الأهالى أن الحكومة قد أخرجتهم من حساباتهم فقاموا بكل مشروعاتهم بالجهود الذاتية ولم يطلبوا سوى المتابعة فقد قاموا ببناء حوالى عشرين مسجدا بالجهود الذاتية نصفها يتبع الأوقاف والباقى مازال تحت سطوة الأفكار الهدامة والفكر المتطرف واقتصر دور الأوقاف ومفتشوها على التوقيع على دفاتر الحضور والبحث عن الغائبين دون أى دور فى توجيه وإرشاد ودون أى متابعة للمساجد الأهلية المنتشرة. أما فى قطاع التعليم فحدث بلا حرج فبعد أن قدم الأهالى الأرض اللازمة لبناء ثلاث مدارس، مدرستان ابتدائى وأخرى للإعدادى قامت الأبنية التعليمية ببناء مدرسة وإحلال وتجديد لأخرى مما أدى لإلحاق الأطفال بمدرسة تبعد أكثر من ثلاثة كيلو مترات يقطعها التلاميذ فى وسط الزراعات وفى الطرق السريعة مما أدى إلى انتشار الحوادث المرورية خصوصا أن المدرسة تعمل فترتين والمسائية تخرج ليلا مما يجعل الأهالى فى حالة رعب وفزع على أبنائهم فى وسط حالة غياب وتخبط أمنى فى حين الأرض المخصصة للمدرسة أصبحت جراجا للسيارات ومقلبا للقمامة وسرادقا للأفراح والعزاء أما الأرض المخصصة للمدرسة الإعدادية والتى تسلمتها الهيئة العامة للأبنية منذ عام 2003 فقد تحولت إلى مقلب كبير للقمامة ومخلفات الهدم فى حين أن أبناء القرية يضطرون للالتحاق بمدارس منيا القمح وبلبيس البعيدة عن قراهم. وفى المجال الصحى هناك ما هو أهم وأخطر فبرغم عدم وجود أى خدمات صحية وتمزيق الأهالى ما بين وحدتى صحة ميت جابر وبنى صالح لكن التلوث والقمامة تحاصر القرى من كل جانب وقد قام الأهالى بإنشاء ثلاثة فلاتر مياه عملاقة عمومية. وقد تبرع أحد أبناء القرية بقطعة أرض لبناء وحدة صحية لم يوضع فيها حجرا حتى الآن. وفى مجال الرى ولكون القرى تقع فى نهايات الترع فقد قام الأهالى بإنشاء مواسير المياه الجوفية لرى زراعاتهم دون أدنى وجود لوزارة الري.