العدو يكسب الرهان تري ما الذي سيفعله العرب والفلسطينيون الآن بعد انتصار غلاة اليمين من الصقور في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي؟ هل سينتظرون نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد عامين، كما اعتادوا أن يفعلوا منذ عام 1948.. وهم ينتظرون في كل مرة رئيسا أمريكيا قد يتعاطف مع قضاياهم لكي يتلقوا الصدمة في كل المرات؟ لقد أدي تدهور الأوضاع الاقتصادية في الولاياتالمتحدة وفشل برنامج ما يسمي ب «الإصلاح المالي» للخروج من ازمة الانهيار الاقتصادي ، الذي انفجر في عام 2008 ، إلي حصول اليمين المتطرف في الولاياتالمتحدة علي اصوات تكفي لإنهاء أغلبية الحزب الديمقراطي الأمريكي في مجلس النواب واهتزاز الطبقة السياسية التقليدية هناك. والمؤكد أن نتائج هذه الانتخابات ستؤدي إلي كبح جماح أي محاولة من جانب الرئيس باراك أوباما للتوصل إلي تسوية للنزاع العربي- الإسرائيلي. ورغم انحياز اوباما الكامل لإسرائيل في الشهور الماضية، فإن ما يطالب به اليمين الإسرائيلي العنصري المتطرف الحاكم الآن هو قطع الطريق علي أي محاولة من جانب الإدارة الأمريكية تستهدف مجرد التوصل إلي تسوية، بحيث توجه الولاياتالمتحدة اهتمامها إلي قضايا أخري - مثل إيران- بعيداً عن القضية الفلسطينية. المطلوب - إسرائيليا- أن يوقف اوباما أي محاولة- حتي لو كانت هزيلة ومنحازة لإسرائيل- لإحياء المسار الفلسطيني. وسيكون مجلس النواب الأمريكي مستعدا- بل في حالة تأهب- للتصدي لأي بادرة من الرئاسة الأمريكية لممارسة ضغوط علي بنيامين نتنياهو. وهذا هو سبب حالة الفرح التي سادت في أوساط قادة اليمين العنصري الحاكم في إسرائيل بعد ظهور نتائج انتخابات الكونجرس. ولابد من الاعتراف بأن نتنياهو كسب الرهان علي الوقت، فقد ظل يناور ويخادع ويراوغ ويتهرب من الدخول في مفاوضات جدية منذ تولي الحكم في مارس 2006 في الوقت الذي يشجع فيه الملياردير اليهودي الأمريكي شلدون ادلسون- وهو من أقرب اصدقائه- علي تقديم تبرعات سخية للحزب الجمهوري وللمؤسسات التي تخوض حملة ضد اوباما. وهناك توقعات في واشنطن بتغيير المبعوث الأمريكي الخاص للمفاوضات في الشرق الأوسط جورج ميتشيل ، لأنه لايزال يتحدث عن أهمية وقف الاستيطان. المشكلة التي تواجه العرب- سواء مع إسرائيل أو الولاياتالمتحدة- هي أن عليهم التعامل.. إما مع أكثر المتطرفين اليمينيين شراسة وعدوانية وإما الأكثر تشددا في التطرف والكراهية والعداء لهم (أي للعرب)! الزمور تتطلب البحث عن طرق أخري لاستعادة الأرض المغتصبة والحقوق المسلوبة.