قال الزعيم الكوبي «فيديل كاسترو» في أول ظهور له بعد اعتزاله الرئاسة واجراء عملية جراحية كبيرة في معدته قبل أربع سنوات أن حربا ستنشب بعد عدوان أمريكي علي إيران مما يهدد بحرب نووية. وقام «فيديل» بافتتاح عدة منشآت علمية، حيث حقق الكوبيون في ظل الثورة تقدما علميا ضخما في مجالات الطب، وخاصة في علاج العمي وفي البحث العلمي، وكان فيديل هو القائل إن «الثوريين لا يتقاعدون». وكانت السلطات الكوبية قد أفرجت في الاسبوع الماضي عن اثنين وخمسين من المعتقلين السياسيين بعد أن كان أحد المضربين عن الطعام قد مات في السجن في فبراير الماضي. ويواجه الاقتصاد الكوبي صعوبات متزايدة في ظل الحصار الأمريكي المتواصل علي الجزيرة منذ أكثر من أربعين عاما في حاولة لارغام الجزيرة الصغيرة علي تغيير نهجها الاشتراكي. ويقول خبراء ورسميون أن مليون مواطن أي ما يساوي خمس قوة العمل في البلاد هم غير منتجين بما يكفي ، ويبحثون عن فرص أخري لأن تدهور انتاجيتهم يؤثر علي النمو الاقتصادي للبلاد حتي ان «راؤول كاسترو» الرئيس الكوبي الحالي قال في معرض سرده للصعوبات التي تواجه النظام الاشتراكي وتأكيد اصراره علي أن البلاد لن تعود ابدا إلي الرأسمالية- ، قال: « ان كوبا هو البلد الوحيد في العالم الذي ليس من الضروري فيه أن يعمل المواطنون» ووعد «راؤول» الكوبيين باجراءات لتسهيل البزنس الخاص والمشروعات الصغيرة التي تمكن اصحاب الاعمال من تشغيل عدد محدود من العمال وافتتاح مشروعات خاصة بهم. وكان هذا الاتجاه في الاقتصاد قد بدأ منذ سقوط الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات والذي كان يقدم دعما شاملا للتجربة الكوبية في ظل الحصار الامريكي. في ذلك الحين فتح «فيديل كاسترو» الباب للاستثمارات الاجنبية والمشروعات الخاصة الصغيرة، وواصل راؤول كاسترو هذا الاتجاه بتخفيف قبضة المركزية علي الاقتصاد... بينما بقي الشعار الذي طرحه كاسترو عقب سقوط النظم الاشتراكية قائما وهو الاشتراكية أو الموت.