مائدة لبنان مع التبولة والفتوش وسط أجواء القلق والاستفزازات الإسرائيلية، انطلقت الأربعاء الماضي مواكب "مرحباً يا رمضان" حاملة لأهالي بيروت وسائر المناطق اللبنانية بشائر شهر الصوم. وحملت مجسمات بعض الكتب المرجعية العربية في المواكب، وارتدي الأطفال ملابس معبرة عن عدد من العصور. وتجول الموكب في شوارع بيروت الرئيسية، ثم انطلق الموكب المصايف في اليوم التالي في عموم قري وبلدات جبل لبنان. ويعيش لبنان شهر رمضان وسط مجموعة من العادات والتقاليد المتمثلة بالمسحراتي والمدفع والزينة والانوار التي تحول ليل البلد الي نهار. وثوب رمضان الذي يرتديه لبنان في هذا الشهر يغير نفحة الحياة فيه تماماً حيث أن التقاليد واحدة وفي معظم المدن الاسلامية في لبنان.ويخرق سكون الليل صوت المسحراتي العالي ومن اشهر معالم الشهر مدفع رمضان. فالكبار ينتظرون سماعه من علي شرفات منازلهم، وبعض الأطفال يصرون علي ان يذهبوا شخصياً الي مكان وجوده للتمتع بمنظر تلقيمه بالخرق والورق والبارود قبل اطلاقه مع اشارة المآذن معلناً موعد الافطار.. أما المطبخ اللبناني الشهير فتجتمع فيه، علي غرار الثقافة اللبنانية، فسيفساء ملونة من الأصناف المستوحاة من المطبخ الأوروبي، فالمازة اللبنانية المؤلفة من جملة مقبلات شهية لاتعد ولاتحصي أشهرها التبولة والفتوش، باتت أسطورة في الذوق تتردد أصداؤها في العالم كله. ولاتكاد تفرغ أطباقها حتي تمتلئ من جديد.. ومائدة رمضان معروفة بثرائها في النشويات، والفواكه، والخضروات وثمار البحر. وبينما يتم تفضيل الدجاج، فإن لحم الغنم هو الأكثر استعمالاً ضمن اللحوم الحمراء. أما أسلوب الطهي فهو في الغالب الشوي أو التحمير أو بطريقة السوتيه في زيت الزيتون، وإلي جانب ذلك حلويات رمضان المتنوعة التي لا تغيب عن وجبات الافطار او السحور، ومنها القطايف والكلاج والبقلاوة، ومع الحلويات لا ننسي مشروبات رمضان من السوس والجلاب والتمر هندي.