تساءل البعض في لقاء جمعنا علي غير موعد سابق لأداء واجب عزاء كان يستوجب تواجدنا. لماذا سافر العامري فاروق وزير الدولة للرياضة والوفد المرافق له إلي قطاع غزة في هذا التوقيت؟ قلت كنت أتمني ألا يدخل العامري نفسه في «زمرة» من يطيعون الأوامر وينفذون التوجيهات خاصة بعد أن كثر الكلام في الفترة الأخيرة قبل التغيير الوزاري وما سبق ذلك من احتمال إجراء تغيير كامل لوزارة الدكتور هشام قنديل، أن الرجل بات يخشي خسارة منصبه، وأنه بدأ في التقرب إلي جماعة الإخوان وأجري العديد من الاتصالات الهاتفية ببعض القيادات البارزة في حزب الحرية والعدالة واللجنة المسئولة عن الرياضة في الحزب بالمقطم. تمنيت ذلك لسابق معرفتي بالعامري فاروق وما يتمتع به كشخص من حب وثقة من يعرفونه وتعاملوا معه عن قرب. وكذلك من خلال ما قدمه من جهد ملموس في تطوير وتنظيم الأجهزة الإدارية واستخدام أحدث النظم لتوفير خدمات الأعضاء بالنادي الأهلي، الأمر الذي اكسبه هذه الثقة التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة رغم خوضه هذه الانتخابات خارج القائمة الموحدة التي كانت تفضل عليه تواجد الدكتور بجنيد الذي لم يلق التوفيق الذي حظي به العامري. اعتقد أننا جميعا نذكر أن الرئيس محمد مرسي هو أول من أبدي ترحيبه وتأييده لعودة النشاط الرياضي وذلك في بداية عهده خلال لقائه وبعثة مصر الرياضية المشاركة في أوليمبياد لندن (صيف العام الماضي) وأن العامري فاروق الذي كان اختياره لتولي وزارة الرياضة مفاجأة لعدد غير قليل من الزملاء النقاد الرياضيين، جاء ليرفع شعار عودة النشاط وإصلاح مسار الرياضة المصرية ومحاربة الفساد والانتهاء من إعداد القانون الجديد المنظم للهيئات الرياضية في مقدمة مهامه، والحق يقال إنه ابدي نشاطا ملحوظا منذ توليه المنصب وسعي إلي أن يضع ما لديه من أفكار مصحوبة برؤية موضوعية لإمكان تنفيذها مرحبا بكل من يمد له يد العون، وهذا ما فرض بشكل تلقائي المقارنة بينه وبين أسامة ياسين وزير الشباب، وهي مقارنة لم تكن لصالح العامري خصوصا أن من تجري المقارنة بينهما هو رئيس لجنة الشباب الممثل لحزب الحرية والعدالة في مجلس الشعب المنحل وأحد كوادره البارزين. وما سبق لا يمكن فصله عن هذه الزيارة التي تأتي كما صرح به الوزير قبل السفر في إطار دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني في غزة وتفقد آثار الدمار التي لحقت بالمنشآت والمباني التي خلفها الكيان الصهيوني المحتل، ودراسة ما يمكن أن تقدمه مصر للرياضة الفلسطينية، وأن تفقد هذه المنشآت سوف يصحبها دعوة لإعادة إعمارها، تأتي هذه الزيارة، وتصريحات العامري ومصر تعيش هذه الأيام مرحلة من أهم وأخطر المراحل في ظل هذا الانقسام السياسي وهذه الأجواء المشتعلة والملبدة بالغيوم وما يثار عن عودة الاستقرار والأمن وربط ذلك بذكري «ثورة الخامس والعشرين من يناير» وصدور الحكم في قضية مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 72 شهيدا من زهرة شباب مصر.. وما يمكن أن يترتب علي ذلك من ردود فعل وأحداث لا يمكن التنبؤ بها، وياريت تسمع ما يقوله الناس في الشارع المصري يا سيادة الوزير.