لم تتحرك مشاعرهم امام الدم الذي يزرف من مناطق متفرقة من أجساد ضحاياهم، لم تتحرك انسانيتهم امام توسلات وبكاء أسراهم كما اطلقت عليهم ميليشات وعصابات جماعة الاخوان المسلمين ومؤيدو الرئيس محمد مرسي، اثناء تعذيبهم للمتظاهرين السلميين او من صادف تواجدهم في محيط قصر الاتحادية بمصر الجديدة الاربعاء الماضي. عندما قامت الجماعة وبمساندة جماعات من الإسلاميين والسلفيين بالهجوم علي الاعتصام السلمي الرافض للإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس وتم تحطيم الخيام وضرب المعتصمين بينهم اطفال ونساء وسرقة بطاطين ومواد إعاشة. بعدها شنّ الإخوان والسلفيون هجوماً ضارياً علي من تبقي من المتظاهرين عند تقاطع شارع الخليفة المأمون مع شارع الأهرام في محيط قصر الاتحادية. وذلك باستخدام الخرطوش والحجارة والمولوتوف والأسلحة البيضاء وقاموا بمطاردة المتظاهرين في شوارع مصر الجديدة حتي حاولوا اقتحام حرمة المنازل بحثاً عن متظاهرين! مشاهد الفيديوهات التي نشرتها القنوات الفضائية والعالمية، والتي تداولها مئات الآلاف علي موقع يوتيوب، تظهر مدي الحقد الدفين لدي جماعات التيار الاسلامي وعلي رأسهم جماعة الاخوان المسلمين، للمعارضين لهم ولأرائهم. وقام مؤيدو الرئيس مرسي بدور “النيابة” في استجواب المواطنين وتعذيبهم بعد ان احتجزوا بعضا من المتظاهرين، ومن كان يمر في هذا التوقيت بالشوارع المحيطة لقصر الاتحادية، ولم ترحم همجية وبطش مؤيدي الرئيس مرسي الأطفال، بل نالت من براءتهم أيضاً. تعذيب واستجواب بالكذب المشهد لطفل لم يتجاوز ال12 من عمره أجلسوه ، عند باب قصر الاتحادية، وبدأوا في استجوابه.. الطفل باكياً: والنبي ياعمو انا عاوز امشي من هنا، مش عاوز اتحبس معاهم مؤيد الرئيس: يرد بشتائم وألفاظ خارجة للطفل الطفل: مش هخللي “أمي” تبيع تاني هنا مؤيد الرئيس: لا يعيره اي اهتمام ويأمر رفاقه مؤيدين الرئيس بربط يدي الطفل واحتجازه مع باقي الأسري! المشهد الثاني لشاب في العقد الثالث تقريباً تم تجريده من ملابسه الداخلية وسحله بعد تعرضه لضرب مبرح أدي إلي فقدانه متعلقاته الشخصية، اتضح انه يدعي مينا فيليب مهندس بشركة اتصالات، وقال عقب الافراج عنه مساء السبت الماضي: انه صادف اثناء عودته من عمله للمنزل، المشهد في محيط قصر الاتحادية واثناء مشاهدته ما يحدث، قام بعض المتظاهرين من جماعة الإخوان بسحبه تجاه قصر الاتحادية، مشيرا الي ان المعتدين ضاعفوا ضربهم له حين استعرضوا بطاقته الشخصية وعلموا أنه قبطي، ثم انهالوا عليه بمجموعة من الاتهامات، ونعتوه بأنه “كافر علماني بلطجي”، ثم طالبوه بالاعتراف بأنه أحد أنصار الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي، وأكدو له أن “لو ماقلتش إنك تبع البرادعي وحمدين هنسيب الناس تموِّتك”.. .” ومؤيد اخر للرئيس قال له “ورحمة ابويا انت معاهم يقصد المتظاهرين؛ وكأن التظاهر السلمي للتعبير عن الرأي في عهد محمد مرسي اصبح جريمة يعاقب عليها جماعة الاخوان المتأسلمين، ونسي مرسي ان التظاهرات هي التي جعلت منه بالصدفة رئيساً للبلاد. مشهد ثالث.. بدون مقدمات السؤال موجه لمواطن في اواخر العقد الرابع من عمره.. مؤيد الرئيس: “مين اللي اداك فلوس”؟! الضحية: “مفيش حد اداني فلوس، أنا شغال حارس في العمارة اللي جنب البنزينة ولسه جاي منها واسألوا الدكتور وجيه”. مؤيد الرئيس : ولا وجيه ولا عمر، هتنطق وتعترف ولا هخليهم يضربوك؟ الضحية: والله العظيم انا الساعة خمسة بسلم شغلي هناك مؤيد الرئيس: انا ماليش دعوة بالكلام ده كله، المهم مين اداك فلوس؟! نصيحة من مؤيدي الرئيس حول الضحية وهو ينزف من أنفه وفمه “قوله مين احسن هيبهدلوك، احمي نفسك وقول مين اللي بعتك”!! الضحية باكياً: والله شغال في النضافة والله شغال في النضافة مؤيد الرئيس: ماتتكلمش تاني خلاص هيموتك ضرب، قول مين اللي وراك الضحية مستغيثاً: أنا بنام في اوضة في العمارة اللي شغال فيها ياجدعان والله ما حد باعتني..”أحد مؤيدي الرئيس يصفعه علي وجه اثناء بكائه!! مؤيد الرئيس مرسي الذي نصب نفسه رئيس نيابة في هذا المشهد؛ حينما قال للضحية انهم قبضوا علي اخرين اعترفوا عليه بالإسم وعليه الاعتراف حتي ينجو من الضرب المبرح الذي ينتظره علي يد مؤيدي مرسي، ثم يأمر بعض مؤيدي الرئيس بتفتيشه، في سيل من السباب والشتائم. اقتحام المنازل لم تقف بربرية مؤيدي الرئيس عند هذا الحد من الإهانة والتعذيب للمواطنين السلميين الذين خرجوا للتعبير عن رأيهم بسلمية او من صادف وجودهم في محيط الاحداث الدامية.. بل وصلت أيادي المؤيدين الملطخة بالدماء البريئة، لمحاولة إقتحام المنازل القريبة من الاحداث بحثاً عن متظاهرين مختبئين داخلها، ولم يحترموا حرمة المنازل وقاموا بمهاجمتها، وعندما فشلوا في اقتحامها كسروا ابواب العمارات الخارجية، ووجهوا الألفاظ والسباب لأصحاب المنازل بعدما رفضوا فتح أبوابهم أمام العصابات المؤيدة للرئيس!