علي مر التاريخ، وعقب الحروب والثورات، نجد المرأة تشارك بقوة في صنع الأحداث، وتلعب دورا محوريا في النهوض بالمجتمع والارتقاء به، أو تساهم في انحطاطه وتخلفه وعودته للوراء. وما يحدث في مصر الآن يؤكد ذلك، وهناك العشرات من الأمثلة من بينها: الأستاذة صباح السقاري أمينة المرأة بحزب الحرية والعدالة التي قالت: لماذا نحرم البنت وهي في سن 9 سنوات و12 سنة من أن يكون لها زوج وأسرة ؟! وهي كانت قد رشحت نفسها لرئاسة الحزب ثم اختفي هذا الترشيح دون أن يعرف أحد سببا. أما النائبة عزة الجرف الشهيرة بأم أيمن فقد طالبت بضرورة ختان البنات لضمان العفة والستر..ونادت بإلغاء قانون التحرش الجنسي، كما ألقت المسئولية علي النساء!! وفي مدينة الأقصر قامت المعلمة المنتقبة إيمان أحمد كيلاني بقص شعر تلميذتين لم ترتديا الحجاب مثولا لأوامرها!! تلك السلوكيات والأفعال الشاذة ليست بعيدة بحال من الأحوال عن الأقوال المأثورة للشيخ المجاهد حسن البنا في مجلة الإخوان المسلمون العدد 13 لسنة 1944: “إن خيرا للمرأة أن تستمتع بربع رجل أو ثلثه أو نصفه من أن تستمتع زوجة واحدة برجل كامل، وإلي جانبها واحدة أو اثنتان أو ثلاث لا يجدن شيئا”!! ومن ثم ينحصر دور هؤلاء النسوة أصحاب النظرة الضيقة والعقول المغلقة في النظر للمرأة نظرة دونية تقف عند حدود جسدها وعفتها، وحجاب عقلها وشعرها، باعتبارها جرثومة تثير الشهوات وتحرك الغرائز، فضلا عن أنها ناقصة عقل ودين، ما يؤكد ثقافة التخلف والانحطاط الفكري. وبعيدا عن هؤلاء، هناك نساء لعبن دورا بارعا سياسيا واجتماعيا علي مدي التاريخ، منهن: صوفيا ماغدولينا شول (1921- 1943) وهي واحدة من أشهر رموز المعارضة للحكم النازي في ألمانيا، وتعد من الرموز البارزة لمقاومة الطغيان، وضحت بحياتها وهي في ريعان الشباب من أجل قضايا الإنسانية، والعدل والمساواة والحرية، من خلال نشاطها ضد النظام النازي المستبد، قامت بتوزيع المنشورات علي الطلاب لمناهضة الحرب مع روسيا، وشاركت في تأسيس حركة المقاومة السلمية “الوردة البيضاء”، قبل اعتقالها وإعدامها هي وشقيقها. وفي فرنسا استطاعت فتاة أن تقاوم الاحتلال الانجليزي إبان حرب المائة عام بين بريطانيا وفرنسا، وهي جان دارك التي استطاعت أن تلتقي الملك شارل السابع وأقنعته بأن تقوم بمهمة عسكرية، وبالفعل خاضت الحروب والمعارك من أجل تحرير بلادها، وتحولت إلي أسطورة، واتهمت بأنها مرتدة وملحدة وتم إعدامها حرقا وهي حية عام1431 ، وبعد ذلك التاريخ ب450 عاما منحت جان دارك لقب قديسة!! وفي مصر تعرضت الدكتورة نوال السعداوي للسجن، وطالبوا بحرق مؤلفاتها ومصادرتها وإسقاط الجنسية عنها، لأنها تمردت علي كل الموروثات الثقافية الجامدة والمتخلفة، ولأنها تؤمن بالعقل والحرية، ووضع اسمها علي قوائم الموتي، واتهمت بالكفر والإلحاد. ومع مرور الزمن .. خلدت ألمانيا صوفي شول ووضعت صورتها علي طابع بريدي..وتحولت جان دارك إلي أسطورة تناولها صناع السينما في العديد من الأفلام لعل أبرزها فيلم “آلام جان دارك” ويعد من أهم مائة فيلم في تاريخ السينما العالمية، ورشحت الدكتورة نوال السعداوي لجائزة نوبل.. والسؤال أين سيضع التاريخ أم أيمن، وإيمان الكيلاني، وصباح السقاري؟