دعا توني بلير مبعوث الرباعية الدولية للشرق الأوسط ، إلي تخفيف الحصار علي غزة. جاء التصريح ضمن الحالة التي تسود دول العالم للانتباه الي أوضاع المحاصرين في القطاع الفلسطيني ومنع اسرائيل من وصول المعونات الانسانية اليهم . اطلاق توني بلير لتصريحاته بفك الحصار أو تخفيفه ، ما كان يحدث لولا هذه الضجة الهائلة التي تحرك الضمير الانساني بعد العدوان علي اسطول الحرية. يشعر أصدقاء اسرائيل في بريطانيا بالحرج الشديد ، لأنهم دافعوا عن كيان يمارس القتل والبلطجة في المناطق البحرية الدولية دون اعتبار لقانون أو شريعة انسانية . وقد وقف جيرمي كوربن عضو البرلمان البريطاني أمام مقر رئيس الحكومة في رقم 10 داوننج ستريت مع آلاف المتظاهرين المنددين بجريمة اقتحام أسطول الحرية والاعتداء علي مدنيين عزل، كل جريمتهم الرغبة في فك الحصار عن مليون ونصف مليون فلسطيني داخل قطاع غزة . الحدث نفسه حرك كلا من رئيس الوزراء دافيد كاميرون ووزير الخارجية البريطاني وليم هيج ، الذي طالب بتحقيق في هذه الواقعة ودعا الي عدم تكرارها مرة أخري . والجريمة نفسها دفعت ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني للحديث عن غضبه بشأن حادث اقتحام السفينة التركية وخرقه لكل القواعد الدولية . وقد خرج رئيس الوزراء البريطاني ووزير خارجيته عن خط الصداقة والتضامن مع اسرائيل بتصريحات تعد هجوماً عليها للمرة الاولي من قبل المحافظين. وترجح بعض المصادر أن موقف الحكومة البريطانية ضد اسرائيل هو من ثمرة وجود الحزب الليبرالي في اطار التحالف المشترك مع المحافظين ، حيث عبّر نك كليج الزعيم الليبرالي دائماً عن استيائه تجاه سياسات اسرائيلية متعنتة ولا تخضع للقانون الدولي ولابد من عقابها وهو ما يدعو اليه الليبراليون واليساريون. ومن المعروف أن الرباعية الدولية طالما ضغطت للابقاء علي الحصار لأسباب سياسية مهما كانت المعاناة الانسانية نتيجة استمراره . صحف مثل الاندبندنت والجارديان تكشف جريمة الحصار واستمرارها وانفردت الأولي بتحقيق مطول ومصور عن أوضاع المعتقل غير الانساني الذي يعيش في ظلاله مليون ونصف شخص ، منازلهم مهدمة بسبب الحرب الاسرائيلية عليهم ومدارسهم دمرتها مدافع الطائرات، ومع افتقاد الأمن والعيش في ظل حرمان وتوتر وحالة بشعة من الحصار القاتل . صحف بريطانية شريفة تتحدث عن بشاعة هذا الحصار ، وأخري تطالب اسرائيل بتكثيف دعايتها لمواجهة خصومها الذين كسبوا المعركة الأخيرة في ظل الهجوم المسلح علي أسطول الحرية وسقوط القتلي والجرحي . بعد أن كانت اسرائيل قد اعتادت الاجرام والإفلات من العقاب نتيجة حماية بعض الدول الكبري لها . في عصر يدافع عن القانون والحرية ويتحدث ببلاغة عن الشرعية ومكافحة الارهاب ، لكنه ينسي ذلك اذا كانت اسرائيل هي التي تمارس الارهاب وتصنعه علناً في الشرق الأوسط . كشفت صحف مثل الجارديان والاندبندنت عن عمق المأساة وغياب ارادة دولية لمعاقبة المجرمين. وقد عبرت تظاهرات بريطانية عن هذا الغضب والاحتجاج وتواري اللوبي الصهيوني القوي خلف المتاريس ، لأن حجم الجريمة لا يمكن الدفاع عنها ، غير أن صحيفة «الديلي تلجراف » لم تستح علي الاطلاق من ترديد مقولات اسرائيلية والكذب بالادعاء عن حق الدفاع عن النفس . اللوبي الصهيوني المتركز في بعض الصحف البريطانية ذات التوجه اليميني ، لم يستطع مقاومة تيارات الغضب التي اجتاحت الساحة وشارك فيها نواب برلمان ومنظمات وأحزاب تري أن اسرائيل تحاصر الفلسطينيين في ظل جريمة الصمت الدولية. لقد اكتشف البريطانيون مع العالم وجود جريمة كاملة الأركان.