طالبت الاحزاب السودانية نظيرتها المصرية بالتدخل لدعم قضية وحدة السودان، وأكد الوفد السوداني خلال زيارته حزب التجمع ولقائه قياداته في الأسبوع الماضي أن الرحلة الراهنة تتطلب عملا مشتركا تقوده الاحزاب السياسية بتعميق العلاقات بين البلدين. طالب وفد الأحزاب السودانية الذي زار حزب التجمع ورأسه محمد بشارة عبد الرحمن رئيس مجلس شئون الأحزاب بضرورة تبادل الخبرات بين الأحزاب المصرية والسودانية وأضاف أن المجلس الذي يرأسه مستقل تماما عن الحكومة السودانية.. وأضاف بشارة أن القانون كفل للمجلس الحق في اتخاذ جميع القرارات بشأن الأحزاب منذ قرار تأسيسها، ولكن هذه القرارات ليست نهائية لأن للحزب حق اللجوء إلي القضاء لإبطال قرار المجلس برفضه.. وأشار منير شيخ الدين جلاب رئيس الحزب القومي الديمقراطي الجديد، ومرشحة لرئاسة الجمهورية، إلي أن مجلس شئون الأحزاب السياسية السوداني، قد تشكل بضغط من كل الأحزاب السياسية بالسودان، وكان لها دور كبير في ظهور القانون المنظم لأعماله إلي النور.. وتساءل محمد خليل عضو المجلس الرئاسي بالتجمع عن الآلية المعنية بشئون الأحزاب وهل جاءت بمبادرة من كل الأحزاب السياسية بالسودان أو من قبل الحزب الحاكم؟، وهل هناك أحزاب مستبعدة؟، وعلق نبيل زكي عضو المكتب السياسي للحزب، بأن الحاكم وهو في السلطة غالبا ما يؤسس حزبا، وهو ما أدي إلي الاندماج بين الأجهزة التنفيذية للدولة والأحزاب السياسية، مما يجعل الحزب الحاكم مهيمنا علي كل مقاليد الأمور، وبالتالي يستمر في الحكم إلي الأبد.. وتساءل عادل الضوي أمين الشئون النيابية بالتجمع عما إذا كان المجلس سجل أي تقارير إيجابية أو سلبية عن أنشطة الأحزاب؟، وهل كان لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان نصيب فيها؟.. وتساءل نبيل عتريس عضو المكتب السياسي إذا ما كان هذا المجلس هو الذي يتخذ القرار بإنشاء الأحزاب؟. وسألت أمينة النقاش نائب رئيس حزب التجمع عن ما إذا كان السودانيون استمدوا وحي لجنتهم من التجربة المصرية، خاصة إنها كانت رائدة فيما هو سلبي وما هو إيجابي من هذه التجارب ومنها إنشاء الاتحاد الاشتراكي والحزب الواحد، ولجنة شئون الأحزاب بعد ذلك، وقالت إن الاخيرة كانت من أسوأ المقترحات التي قدمت للحياة السياسية في مصر، والتجمع يطالب منذ زمن بإلغائها. مقاومة الأحزاب من جانبه أوضح إبراهام كوت رياك سكرتير الإعلام والناطق الرسمي لحزب ساتو القومي بجنوب السودان أن الحزب قد نشأ من أجل مقاومة الحكومة السودانية، وهو ممثل عن الجنوب في تشكيل الحكومة الوطنية الآن، وأن حزبه شأنه شأن الأحزاب الأخري بالسودان، شارك بالانتخابات تأكيدا لمبدأ التحول الديمقراطي، وسعيا لتنفيذ اتفاقية السلام بكل بنودها، والتي وقعت في عام 2005، وأضاف رياك أنه في حالة انفراد المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان وسيطرتهما علي مقاليد الأمور فإن ذلك سوف يكون يوما حزينا في تاريخ السودان.. وانتقدت عزيزة عوض سالم - عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان - محاولة بعض السودانيين تأكيد الانفصال، وأن الاستفتاء علي حق تقرير المصير يهدد الأمن القومي السوداني، وأضافت أن الحركة تعمل علي وحدة السودان كدولة، وأن التقسيم يهدد مستقبل السودان، فانفصال الشمال عن الجنوب لا ينهي الصراعات بل يزيدها، ويشجع في الوقت نفسه علي زيادة الانقسامات وتحويل السودان كدولة إلي عدة دويلات أخري، وأكدت عزيزة أن المرحلة القادمة خطيرة جدا، لذلك فإن السودان يحتاج إلي تضافر جهود جميع الدول العربية، وخاصة مصر باعتبارها الشقيق الأكبر للسودان. تضافر الجهود وطالب الوفد السوداني بضرورة تضافر جهود الأحزاب المصرية والتدخل من أجل الأزمة السودانية، فالقضية حساسة للغاية دينيا وأمنيا. من جهته اعتبر الدكتور سمير فياض - نائب رئيس حزب التجمع اللقاء مقدمة للحوار الدائم.. وأضاف أن السودان في ظل الأوضاع الحالية يسير إلي التجزئة، ولن تستطيع الحكومة المصرية إنقاذه.