ألف صرخة وألف آه.. حق العامل ضاع وتاه فين حقوقنا في الحياة؟! ضد مين ولصالح مين.. ياللي بعتوا المصريين؟ أدي عهدك يا نظيف.. مش لاقيين تمن الرغيف قوم من قبرك يا جمال.. رجع هيبة العمال كلمات قد تبدو بسيطة ولكنها عميقة لمن يستوعبها وتبدو موجعة لمن يحسها ويشعر بها، وما هي إلا صيحات تعالت مع صوت عمال مصر، الضائعة حقوقهم وها قد ضاعت أيضا هيبتهم. ومن المثير للاهتمام في الاعتصامات الأخيرة أنها شملت تقريبا كل فئات وطبقات المجتمع فهناك إضراب أساتذة الجامعات والذي استمر لمدة ساعة في أكثر من جامعة في نفس الوقت علي مستوي الجمهورية وكذلك العلميون الذين اعتصموا في محافظات الصعيد مطالبين بتثبيت عقودهم المؤقتة. المطالب.. ألوان وتقسم «فاطمة رمضان» مطالب العمال في مجملها إلي مطالب محصورة في تثبيت العمال مثل عمال مركز تحسين الأراضي ومراكز المعلومات والذين ظلوا في خدمة شركائهم من 15 إلي 20 سنة دون تثبيت يضمن حقوقهم وحقوق أبنائهم بعد ذلك، وهناك مطالب أخري ممثلة في زيادة الأجور والمرتبات والتي لا تتجاوز 90 جنيها في الشهر ويطالبون بأثر رجعي. الخصخصة أما الأخطر من وجهة نظر فاطمة في اتجاه البعض إلي خصخصة الشركات وتشريد عمالها وتصفية المصانع مما يؤدي إلي تخريب الاقتصاد المصري وانهيار الصناعات الوطنية لصالح حفنة من المستثمرين الأجانب ومنها عمال المعدات التليفونية وشركة النوبارية وسالمكو للغزل والذين هتفوا ضد ممارسات الحكومة وقالوا «يا نظيف.. يا نظيف نيمتونا علي الرصيف.. يا حكومة الأزمات خلاص حق العامل مات». وقد طالبوا بصرف مرتباتهم وعمل اتفاقية جماعية تضمن تفعيل حقوقهم مع المستثمر الأجنبي وحاولوا وقف مخطط هذا المستثمر لتصفية الشركة وهدمها وبناء أبراج سكنية بدلا منها. أرقام.. لها دلالات معروف أن لغة الأرقام لا تكذب ولا تتجمل.. وعلينا التأني في النظر لبعض الأرقام التي يمكن أن يكون لها دلالات معينة فمثلا خلال النصف الثاني من مارس 2010 قام 54 احتجاجا وقد وصل عدد المعتصمين إلي 20 ألفا و33 ألفا أحيانا أخري أما عن المهددين بالاعتصام فقد وصل عددهم إلي 5300 عامل أما تفاوض معالي الحكومة وسيادة المسئولين فلم تبدأ إلا بعد 9 أيام من الاعتصامات التي استمرت شهورا وطبعا بلا جدوي خاصة أن هذه المفاوضات أصبحت حبرا علي ورق. استجابة.. فشنك وعن الاستجابات لهذه الاعتصامات فكان من الطبيعي أن تكون حبرا علي ورق فهي جزئية وليست كلية كأن يتم صرف العمال لشهر من رواتبهم المتأخرة لشهور!!. والحكومة عاملة ودن من طين.. وأخري من عجين فهي لا تشعر بأدني مسئولياتها تجاه العمال!!.