"هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا". مجرم الحرب "بنيامين نتنياهو" رئيس وزراء الدولة العبرية، يطلبها حربًا دينية، ب"سفر إشعياء" الإصحاح التاسع عشر، ويغازل الحاخامات المتطرفين، ويغذي الثأرات التاريخية بحديث الأسفار، ومفردها «سِفْر» ومن معانيها الكتاب الكبير.. نتنياهو بعد لطمة السابع من أكتوبر، يصرخ فى الإسرائيليين الحانقين عليه، الغاضبين من فشله، وينادون باستقالته ومحاكمته وقادة جيش الاحتلال: "سنحقق نبوءة إشعياء، لن تسمع بعد، خرابًا في أرضك، سنمنح المجد لشعبك، سنقاتل معًا وسننتصر". نتانياهو الظلامي الذى أحال نور غزة ظلامًا دامسًا يكذب ويتجمل فى محاولة رخيصة لنيل رضا رأس التطرف والإرهاب الديني، إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي بقوله : "نحن أبناء النور وهم أبناء الظلام، وسيهزم النورُ الظلام"، بحسب تعبيره العنصرى البغيض. فى وصفه يقولون، إنه يحلم، أحلام يقظة، تدقيقًا، أضغاث أحلام، والمراد بأضغاث الأحلام؛ الأحلام المختلطة، أو أباطيل الأحلام، أو أهاويل الأحلام، كوابيس تكاد تخنقه، وقد جاء ذكر أضغاث الأحلام في سورة يوسف في قوله -سبحانه وتعالى: "قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ".. تراه (نتانياهو) في ظهوراته العلنية مخنوقًا محتقنًا، وجهه ممتقعًا، وصدره ضيقًا حرجًا كأنما يصعد في السماء .. ويلجأ إلى سفر أشعياء لعل وعسى يقنع شعبه الذين أخذتهم الصاعقة وهم يشاهدون على التلفاز طوفان الأقصى يضرب بيوتهم. ** لفتني الكاتب الكبير "عاطف النمر" إلى تصدي مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية نيح الله نفسه، الملقب "بابا العرب" لنبوءة حكام إسرائيل، وأخرهم وليس بأخر، نتانياهو، النبوءة التى تشكل الأسطورة المؤسسة للدولة العبرية، البنية الدينية، المستقاة من نبوءة أشعياء . البابا العظيم عمد إلى تفنيدها، دحضها بحرفها، وتحريفها، وإسقاطاتها من زمنها الماضوي على واقع معاش لا موضع فيه ولا مجال لمثل هذه النبوءات التي تشكل محفزات حروب دينية لا قبل للبشرية بها. البابا شنودة الثالث نيح الله روحه، في حياته فند هذه الأكذوبة واستشهد بالعهد الجديد على ما يأفكون .. وآخرهم نتانياهو الذي يغسل يديه الغارقة في الدماء في الأسفار الطاهرة . في العام 2002 عقد البابا مؤتمرًا شعبيًّا في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإعلان دعمه للرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" بعد تحديد إقامته في "رام الله"، وهاتفه تليفونيًّا وسط جمع غفير من المصريين مؤازرًا لصمود الشعب الفلسطيني . وفاجأ البابا شنودة القائلين بنبوءة أشعياء، وقال بعلم المتمكن من حفظ الكتاب، والأمين على أسفار العهد الجديد: "إن إسرائيل ليست شعب الله المختار، وفكرة شعب الله المختار كانت لفترة معينة أو لغرض معين وانتهت، وأن إسرائيل الحالية ليست شعب الله المختار، وأن اليهود جاءوا إلى فلسطين بوعد من بلفور، وليس بوعد من الله". وقبلها كشف البابا شنودة الثالث في ندوة معرض الكتاب منتصف التسعينيات عن أكذوبة عودة اليهود، وقال قاطعًا: "إن قلنا إنه لا يوجد آيات عن عودتهم.. سيرصدون عشرات الآيات عن عودتهم، ولكن الحقيقة أنهم عادوا بالفعل أيام سبي بابل وأشور، وهناك ترنموا وبكوا قائلين: على أنهار بابل هناك جلسنا ولكن عودتهم المزعومة الآن غير حقيقية" . وخلال احتفالية اليوبيل الذهبي لجامعة الدول العربية في عام 1995، وفي كلمته العميقة عن القضية الفلسطينيةوالقدس، قال في الحضور العربي: "أما عن القدس، فاليهود يسمونها أرض الميعاد، ويقولون إنهم عاشوا فيها بوعد من الله، وأنا أقول لكم إنهم جاءوا إليها ليس بوعد من الله، وإنما بوعد من بلفور". وعن الوعد أوضح قداسته، "الوعد الذي أعطاه الله أولًا للآباء كانت له ظروفه، وكان له شروط خاصة ومدى زمني معين انتهى فيه، فالعالم قديمًا كانت تسوده الوثنية وعبادة الأصنام، وأراد الله أن يحفظ مجموعة من الناس بعيدًا عن التأثير الوثني في أرض الآباء والأنبياء، فكان نسل أبينا إبراهيم، ونسل حفيده يعقوب إسرائيل، وأعطاهم الله وعدًا أن يعيشوا لكي يحفظوا الإيمان إلى أن يأتي الوقت لينتشر فيه الإيمان في الأرض كلها وتذوب الوثنية وعبادة الأصنام ولكنه كان وعدًا مشروطًا" . وذكر طيب الذكر بابا العرب العظيم "أن الذي حدث أن هؤلاء الناس عبدوا الأصنام حتى في أيام موسى النبي، وعندما تأخر موسى النبي أيامًا على الجبل مع الله، نحتوا عجلًا ذهبيًّا وسجدوا له، وقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي أخرجتك من أرض مصر، وغضب الله عليهم غضبًا شديدًا، وبعد ذلك بدأ داود النبي يتخذها عاصمة، له حتى القرن التاسع أو العاشر قبل الميلاد" . البابا شنودة قطع بأن فكرة شعب الله المختار، قد انتهت، فهل من المعقول أن الله يترك آلاف الملايين الذين يعبدونه الآن، ويختار 3 ملايين يحتلون أرض فلسطين.. لا يمكن !! واختتم البابا العظيم مبحثه فى أصل وفصل شعب الله المختار، وأرض الميعاد، وسفر أشعياء، بقول صادم جلب عليه غضبة اليهود جميعًا إلا المنصفين، ألقاها البابا الشجاع كقنبلة حارقة فى وجه الصلف الصهيوني الذى تحركه اللوبيات اليهودية حول العالم قائلًا:" لم يحدث أن هناك شعبًا غضب منه الله مثلما غضب من اليهود"..