معرض القاهرة الدولي للكتاب.. عودة الحياة للثقافة المصرية عيد عبد الحليم يجيء معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام في ظل ظروف استثنائية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد وتوابعه, ومع ذلك أصرت الدولة المصرية علي إقامة المعرض في موعده الرئيسي, ايمانا منها بأهمية العمل الثقافي, وأنه أحد الاسباب للخروج من الازمة التي شملت العالم بأسره. جاءت الدورة الثالثة والخمسين لتحمل اسم احد اعلام الثقافة المصرية والعربية وهو الروائي يحيي حقي صاحب قنديل ام هاشم, ومعرض كتاب الطفل يحمل اسم الكاتب "عبدالتواب يوسف" رائد ادب الاطفال الحديث في مصر والعالم العربي. جاء المحور الرئيسي للمعرض تحت عنوان "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل", وحلت دولة "اليونان" كضيف شرف لهذه الدورة. وشهد المعرض عدة مبادرات ثقافية لتطوير صناعة النشر في مصر منها "البرنامج المهني" الذي يقول عنه د.هيثم الحج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ورئيس المعرض "البرنامج المهني يعد الخطوة الاحترافية لصناعة النشر, لكي ندعمها بعنصر جديدة من خلال تدريب الناشرين الموجودين باحترافية علي مشروعات النشر وسرعة مواكبتها للعصر وذلك من خلال توفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين علي صناعة الكتاب, ترتقي بالمنتج الثقافي العربي, وتتطور بها صناعة النشر وآلياتها, وذلك عبر سلسلة من المؤتمرات والبرامج والورش والجلسات, يستضيفها المعرض ضمن البرنامج المهني المنعقد طوال المعرض". وأكد د. مصطفي مدبولي – رئيس الوزراء- ان اقامة المعرض في موعده الرسمي, يعد رسالة ايجابية تعكس اهتمام الدولة بعودة انتظام خريطة الفعاليات المحلية والعالمية, التي تأثرت توقيتاتها نتيجة جائحة كورونا, التي لاتزال تلقي بظلالها علي العالم بأسره. البرنامج المهني وبدأت ندوات المعرض بافتتاح وزيرة الثقافة د. ايناس عبدالدايم ندوة ضمن "البرنامج المهني" تحت عنوان "الترجمة من العربية" اكدت خلالها أن القاهرة لابد ان يكون لها برنامجها المهني لصناعة النشر, تتعلم من تجارب العالم وتعلم العالم, عبر منصة تبادلية للأخذ والعطاء والدراسة والتطبيق والدراسة, ويأتي البرنامج المهني للمعرض هذا العام متضمنا عدة محاور من ضمنها وعلي رأسها مؤتمر "الترجمة عن العربية جسر للحضارة.. كتبنا تنير العالم" بمشاركة وزارتي الثقافة والهجرة ومجمع اللغة العربية بالقاهرة ومركز أبو ظبي للغة العربية ودولة اليونان ضيف الشرف. من جانبها أشادت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة, بتضافر الجهود للمضي قدما في المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" واهتمام القيادة السياسية بها, حيث تعني المبادرة بالحفاظ علي هويتنا وتقاليدنا العربية الراسخة, وحماية أبنائنا من موجات التغريب والافكار غير المستقة مع قيمنا الاصيلة, مؤكدة ان حرب طمس الهوية تأتي في صدارة الحروب, ومن أهم اسلحتها تدمير الارتباط باللغة. وفي ندوة تحدث فيها د. مصطفي الفقي رئيس مكتبة الاسكندرية, أدارها الاعلامي د. احمد عبده بدوي. تحدث "الفقي" عن مذكراته والتي صدرت حديثا تحت عنوان "الرواية رحلة الزمان والمكان" قائلا: "هي رحلة مصري تعرض لموجات من الحياة, ولم يستسلم لكل ما جاء فيها, واضاف ان نشأته الاولي في محافظة البحيرة كان لها اثر في حياته, قائلا : "ان السنوات الاولي في حياة اي انسان حاكمة, وان والده كان يصحبه معه في كل مكان يذهب اليه. ودعا الفقي الشباب للاحتكاك والاهتمام بقضايا الوطن, وعن مكتبة الاسكندرية قال "الفقي" : انها تعد منارة ويجب ان تظل هكذا, وبها اشياء كثيرة يجب أن نفخر بها كالقبة السماوية والمتاحف, مثل متحف الاثار ومتحف المخطوطات وغيرها. وأحيا الصالون الثقافي بالمعرض الذكري المئوية لميلاد الاذاعية الرائدة "صفية المهندس", من خلال ندوة تحدث فيها الاذاعي عبدالرحمن رشاد – رئيس الاذاعة الاسبق- قائلا: ان الراحلة تعد رائدة العمل الاذاعي منذ دخولها الي مبني الاذاعة حيث بدأت عملها في"البرنامج العام" كقارئة للاخبار, بعد ان انهت تدريبها لستة اشهر, وبعد فترة انتقلت الي "ركن المرأة" والذي تحول بعد ذلك الي برنامج "الي ربات البيوت" ليكون فيما بعد هو الاهم في برامج المرأة في الدول العربية. وأضاف رشاد ان جميع المذيعات العربيات اللاتي قدمن برامج المرأة تتلمذن علي يد صفية المهندس, ومن هنا اكتسبت الريادة, بل انها وصل برنامجها الي برنامج لحل المشاكل, خصوصا وان الجمهور كان يعتني برأيها. كما اقيمت ندوة ضمن برنامج ضيف الشرف تحت عنوان "دور اليونانيين في صناعة مصر الحديثة" بحضور السفير اليوناني نيكولاس جاريليدس, والكسندر كتيرويف – استاذ التاريخ بجامعة اليونان, ونيكولاكوكير. نائب رئيس المؤسسة اليونانية للثقافة. أكد السفير اليوناني ان الجالية اليونانية في كل انحاء العالم تجمعها قواسم مشتركة مع الجاليات المصرية الموجودة بالخارج, واهمها القدرة علي التعايش المشترك تحت اي ظروف او ضغوط. واضاف: ان اليونانيين حين جاءوا الي مصر شعروا بأن مصر بلدهم الثاني, وجاءوا اليها سعيا وراء رزقهم, وبحثا عن فرص عمل, وذلك في عهد مؤسس مصر الحديثة محمد علي. وأشار سفير اليونان الي ان العلاقات الثقافية بين مصر واليونان علاقات مهمة للغاية, فالشعبان متشابهان – كثيرا- فهما اصحاب اهم حضارتين في التاريخ الانساني. ادب الطفل ويهتم المعرض هذا العام بأدب وفنون الطفل من خلال مجموعة من الفعاليات المستقلة, واقامة ورش فنية لتعليم الرسم, وكذلك عروض للاراجوز, وعروض مسرح الطفل بالتعاون مع المركز القومي لثقافة الطفل. وقد شهد اول ايام برنامج الطفل اقامة ورشة حكي للاطفال قدمتها الكاتبة هجرة الصاوي, وروت خلالها مجموعة من القصص من كتاب "من حكايات هانز اندرسون" للكاتب الراحل عبدالتواب يوسف. وقد شهدت الورشة بعد ذلك اقبالا ملحوظا من الاطفال ومن جميع رواد المعرض. وضمن الندوات الفنية اقيمت ندوة حول تجربة الفنان صبري فواز تحت عنوان "طرح السنين والكتابة" ادارها الناقد احمد شوقي. تحدث فواز قائلا انه بعد المرحلة الثانوية انضم لفريق المسرح بجامعة الاسكندرية, و تكونت لديه علاقة وثيقة باتيليه الاسكندرية, ثم التحق – بعد ذلك بمعهد الفنون المسرحية, وقدم عدة عروض ابرزها "اللعبة" عام 1990 , ومن بعدها اتجه الي الشاشة مباشرة. وعن عالم الشعر والكتابة اشار انه كان يكتب الخواطر والتي تطورت الي لغة شعرية ثم نصحه اصدقاؤه فطبع حتي الآن ديوانين له.