ماجدة موريس الطاووس.. هو المسلسل الذي أثار الدنيا، دنيا المشاهدين، ولم يقعدها إلا بعد أن حفظ المجلس الاعلي للإعلام التحقيق معه الذي جاء بناء علي بلاغات ضده، كما أعلن المجلس. والحقيقة انه مسلسل يستحق المشاهدة، والاعجاب حتي الآن، اي بعد وصولنا لنصف عدد حلقاته، وتأزم الأوضاع المتزايدة فيه مع استخدام الجناة في قصته كل نفوذهم الاجتماعي والمالي للهرب من جريمة لم يتصور أحد منهم انها ستلاحقه، أنه إحدى مفاجئات موسم رمضان الدرامي الهامة لأسباب عديدة اولها قصته الصادمة للكل، الأثرياء وغيرهم من شرائح تكون طبقات مجتمعنا، خاصة مع تذكرنا للأحداث الحقيقية المشابهة التي تفاجئنا كل فترة من خلال صفحات الجرائد والسوشيال ميديا إضافة الي انها دراما لا تعتمد علي اسم النجم او النجمة، وانما الموضوع هو الأقوى وتحتاج للأداء الجيد، والخالي من الاستعراض أساسا، وبالتالي فعل هذا المخرج والمصور رؤوف عبدالعزيز في النص الذي كتبه الكاتب الذي اقرأ اسمه للمرة الأولى، كريم الدليل، والذي أشرف عليه كاتب شاب آخر هو عمرو الدالي، فاختار ثلاثة من الممثلين المقتدرين، الشابة سحر الصايغ في دور الفتاة «أمنية» التي تم التحرش بها واغتصابها في حفل زفاف للذوات ذهبت لتعمل فيه خادمة في الساحل الشمالي ذات ليلة، والممثل القدير جمال سليمان او «كمال المسطور» في دور المحامي الذي قرر ان يتولي قضيتها بخبرته الطويلة في قضايا التعويضات، والثالثة هي الممثلة الكبيرة سميحة أيوب، في دور جارة المحامي التي تعيش وحدها بعد هجرة اولادها، لكن قلبها مع الناس، خاصة هؤلاء الذين تخذلهم الحياة مثل أمنية وغيرها، والقضية تتعدي بالطبع هؤلاء الثلاثة الي كل شاب او رجل، فتاة او امرأة رأي الڤيديو الذي صوره واحد من شلة التحرش، واطلقه على المشاع، فأصبحت الفتاة المكافحة عاهرة، خاصة مع صورة اقرب لهذا أرغمت عليها في سيناريو الحادثة الذي بدأ بنظرة لشاب من أفراد الشلة حوله، واكتشافه ملاحة تلك الفتاة التي تخدم علي المدعوين، واقترابه منها وهي تحاول تصوير نفسها في زاوية خالية من القاعة، وخطفه الموبايل منها، ورعبها الشديد وبكائها ما لفت الانظار، وتقدمه باعتذار مصحوب بكأس عصير، وضع فيه مخدرا، وبعدها أحاط بها هو وزملاؤه الثلاثة حتي لا تسقط امام المدعوين، وفي غرفة خالية اعتدوا عليها، ووجدوها عارية في الصباح. فضيحة السوشيال ميديا الحادثة في «الطاووس» تقع في نهاية الحلقة الاولي لتبدأ بعدها محاكمة الفتاة الضحية، محاكمة تطول كل مكان يعرفها، وكل انسان، بداية من أختها«هبة عبدالغني» التي أخبرت الأب العجوز «جميل برسوم» بمحتوي الڤيديو فلم يحتمل قلبه ومات وهو السند لها، ثم صمتت حين طردها زوجها الفظ العاطل، وبعدها جاء دور سائق التوكتوك عبده «خالد عليش» الذي يحبها ويطاردها فيأخذ فرصته في نبذها، وهكذا تتحول الفتاة التي استماتت لتعول نفسها واهلها ولتكمل تعليمها، الي سيرة سوداء في نظر مجتمعها، وحين يذهب المحامي اليها لادراكه حجم أزمتها ترفضه بداية ظنا منها أنه يريد الاسترزاق من قضيتها، وحين يقدم بلاغا بأسمها تطمئن اليه ولكنها تتلقي تهافت الصحافة والاعلام الذي وجدها قضية مثيرة للجدل، ويكتشف الجناة ان القضية أثارت اهتمام عام، فيحاولون استخدام نفوذهم الاجتماعي لوقفها، خاصة والد الشاب المتهم أساسا، والمحامي الشهير «احمد فؤاد سليم» الذي حاول مع وكيل النيابة سحب التحقيق لمسار آخر، وفشل فبدأ يضخ الشائعات حول محامي الضحية، بينما زاد غضب الابن المتهم لمجرد أن صديقا من الشلة اعلن اسفه ذات مرة، ويقتله، لتتوالي الجرائم، ويتوالى اللجوء الي التعالي والمكانة الاجتماعية والتهديد الخفي والعلني لمن يفكر في الاقتراب من الباشا ابن الباشا الذي يعلن وهو ذاهب لاخذ أقواله الآتي«أحنا ما بنتحبسش، وتستمر الأحداث في تصاعد ما بين الشارع والحارة والقصر، وما بين أهل الحق، وأهل النفوذ في عمل مختلف، يطرح قضية من القضايا الكبري اجتماعيا، وان حاول البعض التقليل من شأنها.