ثلاثية التقدم بقلم د. عادل وديع فلسطين الاتحاد.. النظام والعمل- كان هذا هو شعار ثورة يوليو 1952 والذي كان جيلنا يردده ويتغني به بسعادة، وكنا آنذاك في العقد الثاني من العمر, لم نتأمل معاني هذه الكلمات الثلاث في وقتها ولم نعلق عليها ربما لأننا كنا نعيش هذا الشعار, وبعد أكثر من نصف قرن من الزمن, وبرؤية معاصرة.. نستطيع أن نقول إن هذا الشعار لم يكن جديدا علي المصريين في ذلك الوقت. فقبل الثورة, كان الفلاح يقوم بعمله علي خير وجه, يستيقظ مع شروق الشمس, يؤدي صلاة الفجر ثم يتوجه إلي حقله ليعمل حتي غروبها, وعندها تجد مواكب الفلاحين عائدة الي مساكنها المتواضعة مع مواشيها- لتتناول القليل من الطعام- وكان هذا الفلاح المعدم يربي الدجاجة ولا يأكلها ويجمع البيض أيضا ولا يأكله بل يبيعه, ولكنه رغم الكفاف كانت حياته تتسم بالعمل الجاد الذي كان يفرضه علي نفسه بأخلاقياته ودون أحلام أو أمل في حياة أفضل, أما عن النظام- فقد كان النظام كونيا وموسميا حافظ عليه من الآف السنين. اما العالم فكان انتاجه فائض المتانة والجودة وبتقنية فريدة رغم افتقاده للمعدات الحديثة والآلات المتقدمة المستخدمة اليوم, وكلنا نعتز بما قد نملك من التراث القديم من الأثاث والنجف وخلافه. ورغم مهارة هذا العالم لم نجده يهاجر وراء رزق أكبر أو يضيع هذا الرزق في (الكيف) وخلافه. أما الموظف فكانت مواعيده في دقة ساعتة (بج بن) يعمل من الثامنة تماما ويعود مع الثانية ظهرا.. لا تجده مزوغا ولا معطلا ولا متراخيا- ولم تكن عبارة (فوت علينا بكرة) قد ابتكرت, أما الطلبة فنادرا ما كان التغيب عن المدرسة.. ولذلك لم تكن هناك ما يسمي بالدروس الخصوصية. اما الاتحاد فقد كان في قمته ما لشعب كله يتوجه نحو مبادئ قومية يسعي لتحقيقها- بكفاحه ضد الانجليز والقصر- وثورة 19 خير دليل علي وحدة الوطن .. والآن هل نستطيع ان نقول ان هذا الشعار يطبقه المصريون هذه الأيام؟؟