” الخوف والقلق بيتعبوا أكتر من الإصابة بالفيروس” .. الحالة النفسية السيئة توثر بصورة كبيرة وفعالة على حياة مصابي كورونا، حيث إنها تعد من أهم المحطات خلال الرحلة العلاجية. فعقب تجاوز الإصابات بفيروس كورونا المستجد ” كوفيد-19 “، حاجز ال3000 إصابة في مصر، ازداد خوف المصريين من انتقال العدوى بصورة سريعة، مثلما تشهد بلدان العالم المختلفة هذه الأيام، حيث إن للعامل النفسي مهمة كبيرة على حياة الشعوب خصوصا حاملي الفيروس. وإلى جانب الأدوية العلاجية والأنشطة الوقائية، التي يتبعها المواطنون للحماية من الإصابة ب”كورونا ” المستجد، وبالتالي يجب عليهم الاهتمام بالجانب النفسي، وعدم الانسياق خلف شائعات مواقع التواصل الاجتماعي، خلف التهويل من خطر كورونا . وكشفت دراسة طبية عن إمكانية تداخل فيروس كورونا المستجد، مع وظيفة العقاقير المعالجة لحالات ضغط الدم المرتفع وأمراض القلب، مما يشكل تحديا للأطباء الذين يشرفون على علاج المرضى المعرضين للإصابة بأمراض خطيرة بجانب الفيروس المستجد، كما أكدت دراسة حديثة أخرى، أن فيروس “كورونا ” قد يزيد من تعقيد الحالات المرضية، مثل عدم انتظام ضربات القلب وضغط الدم المرتفع والسكتات القلبية . وأظهرت مراجعة لهذه الدراسات، دليلا على أن العقاقير المستخدمة لعلاج هذه الحالات “إنزيم تحويل هرمون الأنجيوتنسين، أو مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، ومثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين، أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين”، قد تؤدي إلى تفاقم تأثيرات فيروس “كورونا” في بعض الأشخاص، وتكمن المشكلة في كيفية تأثير هذه العقاقير على الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2، وهو بروتين وصف بأنه ” نقطة دخول ” الفيروس المستجد إلى البشر . الرحلة العلاجية ومن جانبه أكد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، أن الحالة النفسية السيئة، توثر بصورة كبيرة وفعالة على حياة مصابي كورونا، حيث إنها تعد من أهم المحطات خلال الرحلة العلاجية، مبينا أن الدراسات التي أجريت على فيروس كورونا المستجد، أثبتت أن له القدرة على إصابة مريض القلب أكثر من غيره، وتزيد من مضاعفات الإصابة لديه ، نتيجة ما يمر به المريض من شعور سيئ، فور علمه بالإصابة بفيروس كورونا المستجد. وأشار إلى أن الدعم النفسي جزء مهم من الرحلة العلاجية لمصابي كورونا، فالعامل النفسي هو السلاح لمواجهة كل الأمراض، فقد يزيد مناعة الجسم أو يضعفها، وفي حالة التمتع بحالة نفسية جيدة تكون بقية أجهزة الجسم جميعها تعمل بكفاءة، ويتم التعامل مع المرض في أحسن صورة، لذلك ينصح الأطباء بضرورة البعد عن التوتر والقلق وخصوصا لمرضى القلب، حتى يتم مواجهة أي أمراض بشكل قوي . المناعة كما قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الخوف والاكتئاب، يؤديا بالضرورة إلى انخفاض الجهاز المناعي لجسم الإنسان، وبالتالي ارتفاع الإصابة بالأمراض، مؤكدا أن “كورونا” ليس مرضا معيبا أو مخزيا، مستنكرا حالة التنمر على المرضى بالفيروس أو المخالطين لهم، وكذلك البعد عنهم، فكورونا مرض عالمي وليس وصمة عار على جبين المصاب، الذي لا ذنب له . وأشار إلى أنه من المهم عدم الخوف، لأنه يسبب القلق النفسي الشديد والذي بدوره، يؤدي إلى أعراض جسمانية نتيجة هذا القلق، والذي يتسبب في الصداع والتهاب الحلق وآلام الرقبة والعنق والقولون والإجهاد العام . وأضاف، أنه يجب التعامل مع المرض بهدوء، سواء المصابين أو غيرهم، مشددا على ضرورة الالتزام بمبادئ المجتمع والإجراءات الوقائية للتخفيف من حدة ظاهرة الفيروس على المستويين النفسي والمرضي، مبينا أن بعض القرارات تسببت في إثارة بعض القلق مثل حظر التجوال وتحديد مستوى معين للسحب من البنوك، وهكذا، لكن توافر السلع واستمرار الأوضاع بصورة طبيعية اشعر المواطن ببعض الاطمئنان في فترة هي الأصعب. وتابع، أن فترات الحظر والحديث عن وباء أمر يسبب القلق والتوتر والاكتئاب، لافتا إلى أن العامل النفسي مهم جدا في التعامل مع تلك النوعية من القضايا، خاصة وأن مرضى الوسواس القهري والاكتئاب، قد يمثلون عبئا على الفرق الطبية، ولذلك فإن تحسن الحالة النفسية للمواطنين وثقتهم في الدولة وإدارتها يلعب دورا كبيرا في تخفيف الأعباء على مقدمي الخدمة الطبية من ناحية، وزيادة الثقة في جميع قرارات الدولة سواء التعليمية أو الطبية أو السياسية، من ناحية أخرى، وهذا هو النتاج الطبيعي للقيادة المميزة للأزمة . الإجراءات الوقائية ومن جانبها طالبت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع، بالاهتمام بالإجراءات الوقائية والاحتزارية لحماية أنفسنا من العدوى وخاصة كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، موضحة أن الوقاية خير من العلاج. وقالت: إن كورونا لا يعني انتهاء الحياة بل من المهم التكيف مع الأوضاع مع الحفاظ على كل ما يحمي الإنسان من الإصابة بالعدوى، مشددة على أن التزام المنازل أهم للجميع سواء كبار السن أو الشباب أو الأطفال، مبينة أنه في حالة الاضطرار إلى التعاملات المباشرة مع الناس، فمن المهم اتخاذ جميع وسائل الحماية والأمان من العدوى، مع الاعتماد على الطرق التي تساعد على تجنب ذلك وتخطي هذه الأزمة بسلام، لذلك يجب عدم استغلال هذه الأزمة بكل إيجابية، من خلال تحلي المواطنين بالهدوء والثبات الانفعالي حتى تكون الصحة النفسية في حالة جيدة، وبالتالي يعود ذلك بالنفع على الجهاز المناعي للجسم ويزيد من قدرته على مواجهة الأمراض. وأشارت، إلى أن الهدوء يجعل الشخص أكثر صلابة وقوة ويستطيع تخطي أي صعاب تواجهه، لذلك يجب البعد عن الأخبار السلبية قدر الإمكان، ومحاولة النظر للجزء الإيجابي فقط، وسماع الأخبار من المصادر الموثوقة العلمية فقط، مؤكدة أنه يجب أن يكون لدى الجميع رضا ويقين واستغلال هذه الأزمة للقرب من الله عز وجل، وإعادة ترتيب الأولويات، وزرع الأمان بين كل أفراد الأسرة . توعية وثقافة وقالت الدكتورة منال عاشور، أستاذة علم النفس بجامعة حلوان، إن العامل النفسي يؤثر بشكل كبير على قدرة مواجهة الجسم لإى فيروسات جديدة، وأيضا على له علاقة بالمناعة، حيث إنه يوجد علاقة طردية بينهم، فكلما شعر الإنسان بالأمل والتفاؤل والرغبة بالحياة والمقاومة، كلما ارتفعت المناعة بالجسم، والعكس كلما شعر الجسم باليأس والخوف والقلق والاضطراب، كلما ضعف جهاز المناعة وبشكل كبير . وأضافت، أن جهاز المناعة القوى، ينتج كرات الدم البيضاء بكميات كبيره، وبالتالي تساعد الجسم في مواجهة إي فيروس جديد، بينما المناعة الضعيفة، لا تستطيع مواجهة إي فيروس جديدة عليها، قائلة : “العامل النفسي مهم جدا جدا، فمثلا مرض الكانسر، بعضهم يوصل لمرحلة الشفاء، ولكن ذلك بسبب التفاؤل والرغبة في الشفاء، مما يعزز جهاز المناعة”. وأشارت، إلى أن الخوف والقلق لدى المواطنين حاليا، بسبب عاملين، الأول هو الخوف من العدوى، لذلك يبالغ الإنسان في ردود أفعاله، مع المحاطين، والعامل الثاني، هو الوعي والثقافة ودور وسائل الإعلام، فيجب شرح التفاصيل كاملة وتوضيحها للمواطنين، قائلة : ” فيه حاجات لازم ياخدوا بالهم منها مش أي حد في الشارع، يبقي عنده فيرس يبقي هيجيلنا، ولكن لوأحنا بعيدين عنهم بمترين تلاته، ولو بعيد عن الرزاز بتاعه، سواء اللي بيطلع من الفم او العطس، وعدم استخدم الأدوات الشخصية”.