رغم كل ما لاقه من متاعب صاحبة الجلالة و ملاحقة الحكومات المتعاقبة لم يتحول الراحل الكبير حسين عبد الرازق عن الهدف الذى سعى اليه منذ أن قصد القاهرة آتيا من أسوان. كان له هدف لا يحيد عنه : التعبير عن بسطاء الشعب والمطالبة بحقوقهم و أولها الحق فى حياة كريمة يتمتعون فيها بكل حقوق المواطنة. و فى سبيل تحقيق هدفه الأسمى طاف بعدة تنظيمات سياسية تقدمية و ساهم فى عدة جرائد اشتراكية و شارك فى تأسيس منبر اليسار ثم "حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي". وظل يتحمل المسئوليات داخل الحزب و جريدته و خارجهما باذلا أقصى جهده لخدمتهما. على مدى مشواره الصحفى كان حسين عبد الرازق كاتبا "تحت الحصار"، و رغم ذلك ظل ثابتا على مبادئه، نائيا بنفسه عن سلطة يعارضها بشجاعة أدت به الى غياهب السجون أكثر من مرة رغم معارضته القائمة على أسباب موضوعية واضحة. كنت أتابع الجريدة منذ أن كان رئيس تحريرها الكاتب الراحل فيليب جلاب، و أجد صدى لما ينشر بها فى قلبى و عقلى، و استمتع بمتابعة مقالات الراحلين صلاح عيسى و حسين عبد الرازق و الشقيقتين الرائعتين فريدة و أمينة النقاش باعجاب شديد على الرغم من اختلاف انتماءاتنا السياسية. وعندما طلبت الصديقة العزيزة فريدة النقاش مساهمتى فى الجريدة لم أتردد لحظة فى قبول دعوتها، فحين يتوحد الهدف تؤدى كل الطرق اليه. رحم الله فقيد الصحافة و الوطن الذى كرس حياته كلها دفاعا عن حرية الشعب و كرامته وعزائى لزملاء الفقيد و أصدقائه و أهل بيته وللكاتبة الكبيرة فريدة النقاش التى فقدت رفيق الدرب و زميل النضال القرين و الصديق. كانت جريدة الأهالى موطنه و محرروها أهله ومستقبلها أهم هدف فى حياته، وستظل دائما المنبر الحر الذى يعبر عن روح الشعب و أحلامه.