رجح ماهر فرغلي، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، استمرار العمليات العسكرية فى سيناء الى مابعد إنتهاء الإنتخابات الرئاسية، وضمان القضاء على جميع البؤر الإرهابية الموجودة هناك، مضيفا أن العملية الشاملة بدأت بصورة مختلفة عن غيرها من العمليات العسكرية السابقة فى سيناء، موضحا أن العملية أعتمدت منذ البداية على معلومات مؤكدة وإحداثيات محددة، حول أماكن التجمعات الإرهابية هناك، ولذلك نجحت فى تحقيق أغلب أهدافها ومستمرة حتى الانتهاء من كل الأهداف. وأشار "فرغلي" إلى أن هناك العديد من الأهداف التأمينية والضربات الاستباقية التي شملتها العملية، حيث أكد أن توقيتها جاء بالتزامن مع هروب بعض الجماعات الإرهابية من مدينة درنة الليبية، وجاءت العملية لقطع الطريق على هذه الجماعات، وكذلك على الدواعش الفارين من سوريا والعراق، والعناصر الإخوانية التي ترى فى سيناء حاضنة لها حيث الملاذ الآمن للعناصر الإرهابية. وأكد الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أن هناك رسائل عدة ترسلها العملية "سيناء 2018" الى بعض الدول التي تستهدف مصر وأمنها وأيضا مواردها، موضحا أن هناك العديد من الأبعاد التي فرضت أن تكون العملية بهذا الحجم لفرض الحصار على الجماعات الإرهابية برا وبحرا وجوا، وإحكام السيطرة على المناطق الوعرة فى سيناء، والتعامل مع كافة التهديدات. وطالب "فرغلي" بإعداد منظومة متكاملة للقضاء على الإرهاب، يتوافر لها كافة الخطط على جميع المستويات سواء الدينية التنويرية وتجديد الخطاب الديني، أو الإجتماعية والثقافية ومواجهة الحواضن الفكرية المتطرفة لمثل هذه الجماعات، مشيرا الى عدم وجود خطة حقيقية ترقى الى منظومة متكاملة لمواجهة الإرهاب منذ زمن بعيد، وهو ماتسبب فى مانعيشه اليوم من تطرف وإرهاب. وحول انضمام العديد من العناصر الإخوانية للجماعات الإرهابية فى سيناءوسوريا وغيرها من الدول التي تغلغل فيها الإرهاب، قال "فرغلي"؛ إن الجماعات الإسلامية كلها بلا استثناء واحدة، موضحا أن القواعد الأساسية التي ترتكز عليها الجماعات الإسلامية سواء السياسية أو الإرهابية واحدة، لكن الاختلاف فى التطبيق فقط، وهو مايدفع بعض العناصر الإخوانية للإنضمام للجماعات الإرهابية دون أي مشكلة، وكذلك الجماعة نفسها التي تدعي الوسطية تشجع بصورة غير مباشرة عناصرها للإنضمام للدواعش ومختلف التنظيمات الإرهابية، وفى حالة ارتكاب هذه العناصر لجرائم إرهاب تخرج الجماعة وتتبرأ من هذه الأفعال. وفى نفس السياق، أكد نبيل نعيم، القيادى السابق بتنظيم الجهاد، أن التعاون بين تنظيم داعش وجماعة الإخوان المسلمين بات واضحًا للجميع، مشيرًا الى الكشف عن مشاركة أكثر من عنصر إخواني بين صفوف التنظيم، وكذلك وحدة الأهداف التي أعلنتها الجماعة من خلال منصاتها فى رابعة العدوية والنهضة وأيضا منابرها الإعلامية، وهو ما يتفق مع ماتعلنه داعش طوال الوقت، مؤكدا أن هناك اتصالات تجري بين الجماعة والتنظيمات الإرهابية وهناك تنسيق بينهم على أعلى مستوى. وحول مايجب على الدولة النظر إليه فيما بعد العملية الشاملة فى سيناء، طالبت الدكتورة إيمان رجب، بإضافة فئة الخبراء والأكاديميين المتخصصين إلى عضوية المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف والأمانة العامة له عند تشكيلها. وكذلك بالإسراع فى تبني القانون الخاص برعاية ضحايا الإرهاب وإدخاله حيز التنفيذ بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني. وتشجيع مراكز الأبحاث على تنفيذ مشروعات بحثية متخصصة فى موضوع الإرهاب والتطرف، حيث ترى أن مستوى إسهام مراكز الأبحاث فى دراسة وتحليل هذه القضية محدود. وأكدت فى متابعة تحليلية لها بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ضرورة الاهتمام ببناء قدرات المواطن الفرد باعتباره شريكًا رئيسيًا فى جهود مكافحة الإرهاب، وذلك من خلال رفع وعيه بكيفية التصرف فى أثناء وجوده فى موقع الحدث الإرهابي، وكيفية تقديمه المساعدة الأولية للمصابين فى مكان الحادث، فضلا عن كيفية تصرفه فى الفترة السابقة والفترة التالية على وقوع الحادث الإرهابي. وكذلك الاهتمام بتمكين جهات أخرى فى الدولة لبذل جهود حقيقية فى التعامل مع الأفكار المتطرفة بأنواعها المختلفة، مثل الجامعة ومؤسسات المجتمع المدني.