تونس – دينا القليبى: افتتح مهرجان قرطاج للأيام السينيمائية التونسية أبوابه فى دورته ال 28 يوم 4 نوفمبر و احتضن المهرجان أفلاما من كامل أنحاء العالم و بالخصوص السينما العربية و الأفريقية فى تلاحم للثقافات وتبادل للخبرات، رغم مرور أكثر من نصف قرن على نشأته مازال هذا المهرجان قبلة العالم والفنانين يعطي لمحبي السينما وهواتها أروع الأعمال. نجيب بن عياد مدير دورة أيام قرطاج السينمائية 2017 من رواد حركة نوادي السينيما فى تونس وسينما الهواة فى قليبيا الذي كانوا وراء ميلاد وتطور السينما التونسية تقدم بنبذة عن المهرجان الذي لا يعتبر فقط ذات صبغة رسمية بل أيضا ذات صبغة نضالية ساهم فى تأسيسها مناضلون، مثقفون وحركات نوادي السينما ورغم تراجع هذه الصبغة تبقى مكسبا محوريا فى هذا النضال كما كانت لعقود. أكد أيضا أن هذه الدورة ستقوم باستعادة المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية و تسليط الضوء على التجارب السينيمائية المبتكرة و أضاف أن هذه الدورة المميزة ستكون عابرة لثلاث قارات بمنح فرصة هامة للسينما الآسياوية، سينما أمريكا اللاتينية و التي تعتبر من الاكتشافات المميزة و النادرة التي يجب الانفتاح و الاستفادة من خبراتها و تطورها. أخيرا أكد نجيب عياد أن دورة أيام قرطاج السينمائية ستعمل على التركيز فى جودة ومجال الأفلام و فيما يتعلق بالفضاءات التي تبث فيها الأفلام. يضم المهرجان 180 فيلما من العالم بين أفلام وثائقية، و روائية وللأفلام الأفريقية حضور دائم و متواصل لعرض كل جديد و مميز و يتنافس على المسابقة الكبرى 14 فيلما وثائقيا طويلا و 8 أفلام وثائقية قصيرة فى حين 14 فيلما روائيا طويلا و 15 فيلما رورائيا قصيرا كلها تستعرض أحلى ما عندها من مميزات من أجل نيل التانيت الذهبي، البرونزي أو الفضي. تتميز هذه الدورة بعدد كبير من الأفلام التي ستعرض لأول مرة سواء كان ذلك على المستوى الأفريقي، أو العربي و حتى العالمي و أيضا بغزارة الإنتاج التونسي الذي سجل رقما قياسيا ب75 فيلما ما بين الأفلام الطويلة و الأفلام القصيرة، والروائية و الوثائقية، وقد تناولت هذه الدورة فكرا جديدا فى السينما فالتكريم سيكون حاضرا و بقوة للجزائر، أفريقا الجنوبية و كجديد مميز كوريا الجنوبية والأرجنتين، وقد تم إنجاز وأخراج 15 فيلما من قبل نساء لتكون السينما النسائية ذات صوت قوي يعبر عن الصمود والثبات و الأسماء. كان الافتتاح بفيلم فلسطيني بعنوان "الكتابة على الثلج" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي تذكيرا بالقضية التي مازالت تحاصر الفلسطينيين و تسلبهم حقهم فى الحياة باعتبارها قضية العجز العربي تجاه القيم الإنسانية والأخلاقية، ورغم بساطة قصة الفيلم لكنها تناولت حسب قول المخرج الطور الذي لم تعد فيه تستقطب القضية الأهتمام بما حدث فى الصف الفلسطيني من انقسامات جديدة محورها هو الدين و مكانته فى السياسة و بما حدث فى العالم العربي بظهور تنظيمات جديدة ليس من همها تحرير الأرض بقدر اهتمامها بتقسيم المجتمع إلى رجال و نساء متدينين و علمانيين. وتتواصل فعاليات المهرجان إلى يوم 11 نوفمبر بعرض أفلام على مدار الأيام بكامل دور السينما بشارع الحبيب بورقيبة بأسعار خاصة للطلبة و الأشخاص العاديين و هي فى متناول الجميع تشجيعا على الاكتشاف و ترسيخ فكرة ثقافة السينما فى الأجيال القادمة.