أكد وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف دعم بلاده الكامل لمصر فى الحرب ضد الإرهاب، جاء ذلك خلال جلسة المشاورات الموسعة، التي عقدت، بالقاهرة بين وزير الخارجية سامح شكري، ونظيره الروسي سيرجى لافروف، وذلك فى إطار اجتماعات 2+2 بين وزراء الخارجية والدفاع فى كلا البلدين، والتي تأتى فى إطار العلاقات الإستراتيجية بين مصر وروسيا والحرص على دفعها للأمام خلال الفترة المقبلة. وأضاف لافروف أن اتفاق عام 2009 للتعاون الإستراتيجي مع مصر هو أساس للعلاقات الثنائية، مشيرا إلى أهمية تحديث هذا الاتفاق وتعزيزه خلال المرحلة المقبلة، ليعكس عمق وإستراتيجية العلاقات بين البلدين. وصرح المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن وزير الخارجية سامح شكري أكد خلال المشاورات على الطبيعة الخاصة لصيغة 2+2 التي تفعلها روسيا مع ست دول فقط ومن بينها مصر، والتي تعتبر الدولة العربية الوحيدة التي فعلت روسيا معها هذه الصيغة، وهو ما يعكس خصوصية العلاقات بين مصر وروسيا وعمق الشراكة بينهما فى شتى المجالات. كما استعرض سامح شكري، وزير الخارجية، ملامح برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبناه الحكومة المصرية، وما تم إنجازه حتى الآن من إجراءات اقتصادية غير مسبوقة،لافتا إلى ما يحظي به هذا البرنامج من ظهير شعبي على الرغم من صعوبة الإجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن، كما أكد اهتمام مصر بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع روسيا بشقيها التجاري والاستثماري. وتناول الوزيران ملف أمن الطيران، حيث استعرض شكري الإجراءات والجهود التي قامت بها السلطات المصرية من أجل تعزيز أمن المطارات لتوفير الحماية الكاملة لمواطنيها ولكل ضيوف مصر، وفى مقدمتهم السائحون الروس، مؤكدين حرص البلدين على استئناف الطيران المباشر بين مصر وروسيا فى أقرب فرصة ممكنة. وحول مواقف البلدين تجاه القضايا الإقليمية استعرض وزير الخارجية سامح شكري جهود مصر المتواصلة مع كل الفرقاء فى ليبيا بهدف تقريب وجهات النظر بينهم، وإحلال الأمن والاستقرار فى الدولة الشقيقة، مشيرا إلى مركزية اتفاق الصخيرات ووجود توافق ليبي حالي على أهمية إدخال بعض التعديلات على الاتفاق لتحقيق التوافق الوطني الكامل حوله. أما فيما يخص تطورات الأزمة السورية،أعرب شكري عن تقدير مصر للدور الروسي فى إنجاح مسار الأستانة، وتطلع مصر لأن يؤدي هذا المسار إلى وقف شامل لإطلاق النار وتعزيز مسار المحادثات السياسية. وفيما يتعلق باليمن،اتفق الجانبان على أهمية الحل السياسي، وضرورة تعزيز الجهود الإقليمية والدولية فى هذا الاتجاه،كما تطرق الوزيران إلى القضية الفلسطينية والانخراط الأمريكي الإيجابي لإحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث لفت الوزير الروسي إلى أهمية تنشيط دور الرباعية الدولية مرة أخري لدعم تلك الجهود. وأضاف أن مشاورات الوزيرين تطرقت أيضا إلى التنسيق فى المحافل متعددة الأطراف .وجدد لافروف دعم بلاده الكامل لمصر فى مواجهة هذه الهجمة الإرهابية الشرسة، مشيدا بالدور المصري فى التصدي لظاهرة الإرهاب الدولي من خلال عضويتها بمجلس الأمن، خاصة بعد اعتماد الإطار الدولي الشامل لمكافحة الفكر المتطرف، والذي قدمته مصر لمجلس الأمن مؤخرا. ومن جانبه، قدم شكري شرحا للرؤية المصرية الشاملة لمحاربة الإرهاب وفقا للخطاب الأخير للرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية،أمام قمة الرياض» الإسلامية العربية الأمريكية»، مشددا على ضرورة عدم الانسياق وراء مصطلحات مضللة وغير دقيقة، مثل التطرف العنيف، باعتبار أن التطرف بكل روافده يمثل أساسا فكريا لجميع الأعمال الإرهابية التي شهدتها أنحاء متفرقة من العالم مؤخرا.