اكد خبراء اقتصاديون، أهمية إنشاء حاضنات لرعاية الأفكار والمشروعات الصغيرة، والتى بذاتها تمثل مصدر دخل رئيسي تعتمد عليه ميزانيات الدول، وتعتبر دولة كندا من الدول التى لها باع طويل فى تجربة إنشاء حاضنات لتقديم الدعم الكافى للمشروعات الصغيرة من خلال توفير الدعم المادي والإرادة لبدء المشاريع، بالإضافة الى التدريب والتعليم لمديرى النشاط والمساعدة التقنية، وهناك العديد من الدول منها فرنسا والصين وماليزيا والجزائر ودول أخرى اثبتت تجربة الحاضنات للمشروعات الصغيرة نجاحاً باهراً لرعاية الأفكار. لذا جاءت الندوة التى نظمها المركز المصري لدراسات السياسات العامة، تحت عنوان " دور الحاضنات فى دعم المشروعات الصغيرة"، لمناقشة الدور الرئيس لبرامج الحاضنات لتمكين المشروعات ودعمها لتحقيق النمو والاستمرار، ومن ثم تخريج رواد أعمال أو منشآت قادرة على مواجهة السوق، وذلك من خلال حزم مساعدات تقدمها الحاضنات للمنتسبين سواءً كانت خدمات مالية أو غير مالية. تطوير وقال أحمد عبد الوهاب "باحث اقتصادي بالمركز المصري لدراسات السياسات العامة" إن هناك 7 آلاف حاضنة على مستوى العالم للمشروعات الصغيرة، وفى مصر يوجد تقريباً 10 حاضنات فقط، ويكمن دور حاضنات الأعمال فى تطوير الشركات الريادية ومساعدتهم على البقاء خلال فترة البدء والنمو عندما يكونون أكثر عرضة للخطر، وتوفر هذه الحاضنات فرص عمل وتعزيز مناخ ريادة الاعمال فى المجتمع المحلي. مضيفاً أن هناك تصنيفات وأنواع مختلفة من الحاضنات منها حاضنات ذات خدمات كاملة توفر حزمة متكاملة من الخدمات والتسهيلات المالية وغير المالية، ويتم اختيار المشروع حسب دراسة الجدوي، وهناك حاضنات مرتبطة بمؤسسات كبيرة ترتكز بالأساس على إنجاز مشاريع بحثية وانتاجية حديثة، وهناك حاضنات ذات هدف خاص تعتمد بالأساس على خدمة فئة بعينها فى المجتمع مثل المرأة أو المعاقين، وأخيراً حاضنات الأعمال الدولية من شأنها تذليل الحواجز الدولية بين الاسواق.لافتاً الى أن هناك عوامل عدة تساعد على نمو الحاضنات، من ضمنها تحديد اهداف الحاضنة بدقة سواء كان الهدف تحقيق الربح أو خدمة المجتمع، وتحديد نوع الحاضنة، بالاضافة الى تحديد الشروط الواجب توافرها فى النشاط المنتسب، وتحديد نوعية الخدمات التى ستعمل الحاضنة على توفيرها. مؤكداً أهمية الاستفادة من التجارب الدولية مثل التجربة الماليزية والجزائرية، واستحداث تشريع ينظم عمل الحاضنة فى مصر، وتحديد جهة تراقب عمل الحاضنات وتقييمها، بالإضافة الى رفع وعي صانعى السياسات والاعلام بأهمية دور الحاضنات فى تنمية قطاع المشروعات الصغيرة والقضاء على البطالة. كيان اقتصادي وأوضح أحمد الخولي "المدير التنفيذي لبرينور مصر لريادة الأعمال ودعم المشاريع الصغيرة" أن المعنى المبسط للحاضنة يكمن فى أنها كيان اقتصادي خدمى، هدفه تحويل الافكار الجديدة لمشروعات، وتنمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر ونقلها لمستوي أعلى. مطالباً بوجود قانون لتقنين الحاضنات ككيانات غير هادفة للربح، وتشكيل جهاز لتنظيم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ودعم الشراكة بين القطاع الخاص والعام لتصنيف الأفكار وترشيدها. برنامج قومي وقال د. محمد أبو سريع "مسئول أول ريادة الأعمال مركز بداية لريادة الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة" إن الهدف من الحاضنة يكمن فى الربط بين من يمتلك الفكرة ومجتمع الاعمال وتحويل الفكرة لمنتج وتسويقها ودعمها ماليًا وفنيا.مضيفاً أن مركز بداية يعد جهة حكومية تابعه لهيئة الاستثمار، وتم توقيع بروتوكول تعاون بين اكاديمية البحث العلمي وهيئة الاستثمار ممثلة فى مركز بداية عام 2014 فى إطار البرنامج القومي لحاضنات رواد الأعمال لرعاية الافكار، ومن ضمن الخدمات التي يقدمها المركز، دعم مالي يصل ل 150 ألف جنيه، واسشارة فنية ومكان مجهز بالإنترنت وكل الخدمات. لافتاً إلى وجود معايير لقبول الفكرة واحتضانها وتقديم الدعم اللازم لها، من بينها ان تكون الفكرة مبتكرة وقابلة للتطبيق والتنفيذ، ويتم تحديد ذلك من خلال فريق علمي متخصص، ومن ضمن الافكار التى تم احتضانها ولها جدوي، جهاز متطور تكنولوجياً لمعرفة التغير الذي يحدث فى المزارع السمكية والذى يؤدى لنفوق الأسماك، مشيراً الى أن المركز يستهدف رواد الاعمال وطلاب الجامعات والخريجين والكليات العملية التى تعد نواة للأفكار التى يمكن احتضانها.