أوضحت مصادر مطلعة داخل مشيخة الأزهر أن بيان هيئة كبار العلماء ليس موجها لأحد بعينه وإنما جاء بعد ارتفاع وتيرة الهجمة الإعلامية التي يتعرض لها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إضافة إلي عدد من القيادات الأزهرية من أبرزهم الدكتور عباس شومان وكيل الازهر والدكتور محمد عبدالسلام مستشار شيخ الازهر للشئون الدستورية والقانونية والدكتور محمد السليمان عضو مركز الحوار الذي أنشأه الأزهر مؤخرا ولم يتم تدشينه حتي الآن. وقالت المصادر أن عددا من أعضاء هيئة كبار العلماء في اجتماعهم اول أمس الاحد طالبوا صراحة بأن يقوم الأزهر بمواجهة من يسيء إليه بصورة قانونية وإعلامية حتي تتوقف تلك الحملة التي وصفوها بالمشبوهة ضد الأزهر ولكن الإمام الأكبر فضل أن تكون المواجهة ببيان عام دون تحديد أسماء وعدم الإنجرار وراء الأصوات التي تهاجم الأزهر بعنف دون وعي بدوره التاريخي والحضاري مؤكدا أن الدخول في معركة قانونية واعلامية مع تلك الأصوات النشاذ التي تحاول النيل من مكانة الأزهر العلمية سيشغل الأزهر عن المهمة الموكلة إليه من قبل جماهير المسلمين ألا وهي مواجهة خطر الجماعات الإرهابية التي تقتل وتذبح الناس بلا رحمة. كانت هيئة كبار العلماء بالأزهر قد استنكرت عقب اجتماعها الأحد الحملة الضارية الموجَّهة إلي الأزهر الشريف. ومناهجه العِلميَّة. وقياداته. وقالت الهيئة أن الأزهر يثق أنَّ جماهير المسلمين تستنكرُها - أيضًا - وأنَّ هذه الحملة ليست إلا سحابة صيف لا تلبث أن تنقشع. كما انقشعت سوابقُ لها من قبل علي امتداد تاريخ الأزهر. وأدان الأزهرُ إتاحةَ الفُرص في بعض وسائل الإعلام للتهجُّمِ علي تراث الأمَّةِ وثوابتِها وعلمائها والعبث بالسُّنَّةِ النبويَّةِ. وحقائق الدِّين. والعمل علي زعزعة ثقة الأمَّة في تُراثها وتاريخها منبهاُ علي أنَّ المهاجمين لتراث الأمَّة وعلمائها إنما يخدمون النزعات الطائفيَّة التي تتمدَّد في المجتمعات السُّنيَّة لتفكيك وحدةِ الأمَّة. وأضاف البيان أنَّ الأزهر الشريف لا يتَلقَّي توجيهاتي علويَّة ليَفعَل أو لا يفعَل. وأنَّ ما ذُكِرَ في شأن التجديد الدِّيني لا يمكن أن يَمسَّ: مصادر الأحكام الشرعية المقرَّرة. وأدلتها الكليَّة. ولا يتعلَّق بمناهج الاستنباط الأصوليَّة وقواعدها. ولا بأحكام الحلال والحرام المستنبَطة علي يدِ المجتهدين طِبقًا لأصول الاجتهاد مشيرا إلي أنَّ التجديد الحقَّ الذي يعمل من أجله علماءُ الدين هو في أسلوب الخِطاب الدعوي وطريقة العرض وترسيخ وسطيَّة الإسلام وحقائق الدِّين. وثوابته ومقاصده التي تدفعُ إلي التقدم والتحضُّر والنهوض. وأكد الأزهر أنه يرفض أن يكون أداةً لترويج المذهبيَّة المتشدِّدة والطائفيَّة المغالية وإغراء الناس بشتَّي المغريات علي الانتساب إليها والوقوع في حبائلها مؤكدا أنه يُمثِّل ضمير الأمة ويُرابط علي ثغور الإسلام وحراسة الشريعة وعلومها. والعربية وآدابها. ولم ولن يعمل إلا لنُصرة الأمة ووحدتها وجمع كلمتها ورفعة شأنها.