شارك آلاف الأردنيين والعراقيين. الجمعة الماضية. في عمان في تشييع جثمان أمين عام هيئة العلماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري الذي فارق الحياة الخميس بعد صراع مع سرطان الحلق في اسطنبول. ووصل جثمان الضاري "73 عاما" إلي عمان صباح الجمعة. واقيمت صلاة الجنازة في مسجد الحسين بن طلال "غرب عمان" قبل ان ينقل إلي مقبرة سحاب الإسلامية "جنوب -شرق عمان". ولف النعش بعلم العراق القديم المعتمد قبل الاطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003. ويعد الضاري. أحد أبرز الشخصيات التي عارضت الوجود الأميركي في العراق بعد سقوط نظام صدام والحكومات التي قادها سياسيون شيعة بعد ذلك. وكان الضاري كما العديد من مسؤولي الهيئة. أقام في عمان لأعوام بعد خلافات حادة مع حكومة بغداد لا سيما في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي تسلم الحكم عام 2006. واتهم المالكي الذي نحي الصيف الماضي إثر ضغوط داخلية ودولية باتباع سياسة اقصائية همشت السنة في الحكم. واحتكار المسؤولية السياسية والعسكرية. وشهدت سنوات حكمه خلافات عميقة مع السياسيين السنة الذين اعتقل بعضهم. في حين غادر آخرون العراق بعد ان اتهموا ¢بالإرهاب¢. وأعلن الاعلام الرسمي العراقي في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 ان وزارة الداخلية أصدرت مذكرة توقيف بحق الضاري بتهمة ¢التحريض علي العنف الطائفي¢. ما اثار غضب السنة في البلاد. الا ان الحكومة اوضحت ان ما صدر هو ¢مذكرة تحقيق¢ وليس توقيف. واسس حارث الضاري هيئة علماء المسلمين بعد الاجتياح الاميركي للعراق في العام 2003. وجعل من الدفاع عن حقوق السنة هدفا لها. ويتهم سياسيون شيعة الضاري بدعم مجموعات سنية مسلحة ابان موجة العنف الطائفي بين السنة والشيعة التي اجتاحت البلاد بين العامين 2006 و2008 واودت بعشرات الآلاف. وولد الشيخ حارث الضاري في منطقة أبو غريب غرب بغداد عام 1941. ودرس في مدرسة دينية في مدينة الفلوجة غربي بغداد. قبل ان يتابع دراساته العليات في العلوم الدينية في الأزهر خلال الستينات من القرن الماضي. والأزهر ينعي نعي الأزهر الشريف فقيد الامة في بيان جاء فيه ¢ إن الأزهر وإمامه الأكبر أ.د. أحمد الطيب. شيخ الأزهر الشريف. ينعون بمزيدي من الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره. فضيلة العالم الأزهري الجليل الدكتور حارث سليمان الضاري. وأضاف البيان: إن الأزهر الشريف. إذ ينعي أحد أبنائه الذين تخرجوا في جامعته ونالوا منها درجة الدكتوراه ¢العالمية¢ عام 1978م. فإنه يتقدم للشعب العراقي بخالص التعازي والمواساة سائلًا المولي - جلَّت قدرتُه- أنْ يتغمَّد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته. وأنْ يُلهم أهلَه وذويه الصبر والسلوان. والدعوة السلفية وتقدم الدعوة السلفيية بخالص العزاء إلي أسرة الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق في وفاة فضيلته ¢فلله ما أخذ ولله ما أعطي وكل شيء عنده بمقدار فلتصبروا ولتحتسبوا¢. كما تتقدم بخالص العزاء إلي هيئة علماء المسلمين بالعراق في وفاته وترجو من الله أن يعينهم علي المضي قدما علي منهج الشيخ في التعامل مع الواقع العراقي من الرافض للسيطرة الأمريكية الإيرانية المشتركة علي مقاليد الأمور في العراق. والرافض في ذات الوقت لإراقة دماء الأبرياء أو القتل علي الهوية الذي تلبست به كثير من الفصائل علي الساحة العراقية.