أكد الدكتور عبد الحليم منصور - وكيل كلية الشريعة والقانون جامعة الازهر بالدقهلية- ان الخطاب الديني المعتدل هو الذي يخاطب الجماهير بلغة عصرهم ويعرض الاسلام في صورته النقية بلا إفراط أو تفريط بعيدا عن التشدد والتقعر واستخدام ألفاظ ومصطلحات لا تناسب هذا العصر. وطالب بتضافر الجهود المخلصة واختيار أكفأ العناصر في كل المواقع وإعلاء المصلحة العامة وتقديم مصلحة الجموع علي مصلحة الافراد حتي تتقدم بلادنا الي الأمام. أوضح أن حب الوطن والدفاع عن مقدراته فريضة دينية وأن من تجرّد عن هذا الحب فقد تجرّد من مضمون الفطرة الإنسانية ..وفيما يلي نص الحوار: * ما هي رؤيتك للخطاب الديني الآن؟ وكيف تراه؟ وهل يتواءم مع المكان والزمان؟ * * الخطاب الديني تتجاذبه جهات متعددة. فيوجد الأزهر الشريف بخطابه المعتدل الذي هو جوهر الإسلام. وهذا دأبه علي مر العصور والأزمنة. وهناك المتطفلون الذين يطلون علينا من خلال الفضائيات المختلفة إما إفراطا وتحللا من عري الإسلام. وإما تشددا وتكفيرا للمجتمعات. وهناك الجماعات المختلفة التي تطوِّع خطابها الديني ليخدم أغراضها وتطلعاتها. وكل ذلك لا يتواءم مع الزمان. والمكان الذي نعيشه الآن. وعليه. فلابد من إناطة كل ما يتعلق بالدين والخطاب الديني بالأزهر الشريف. وأن ينص علي ذلك في الدستور والقوانين المكملة له. ويجرم بنصوص واضحة وصريحة كل من يرتدي عباءة الأزهر أو زيه. أو يخرج عن سمته الوسطي. خطاب الأزاهرة * وما الكيفية التي يواجه بها الخطاب الديني الديني للفكر التكفيري الحالي؟ ** أري ان مواجهة الفكر التكفيري يكون من خلال العمل علي تقوية الأزهر. وإعلاء دوره. وإفساح المجال له ولعلمائه في شتي القنوات. وتتاح لهم الفرصة كاملة في عرض الإسلام الصحيح. بدلا ممن يطلون علينا بأسلوبهم الممجوج. وتشددهم المنفر. وتكفيرهم للمجتمع. ولا يرون أن أحدا مؤهل للإسلام سواهم. أو لعرض دعوته علي الناس. وهؤلاء أخذوا التشدد عن الجماعات المتشددة التي تجوب العالم شرقا وغربا. تارة باسم السلفية. أو التكفير والهجرة. أو المسميات الأخري المطروحة علي الساحة. من خلال نشر الفكر المعتدل الذي يتبناه الأزهر في مناهجه الدراسية. من خلال نشر التعددية الفكرية والثقافية. وأن أحادية الرأي والفكر ليست من الإسلام في شيء. ولابد من قبول الآخر. واحترام رأيه في الأمور التي تقبل ذلك. فالأحكام في الإسلام نوعان: ثوابت. وهي لا تقبل التبديل. ومتغيرات: وهي جل الشريعة الإسلامية. وهي تقبل التبديل والتغيير. بحسب الأعراف. وبحسب الزمان والمكان. والشخص. والحادثة. وهذا أكثر الشرع. فعندما يفهم الناس ذلك. ويتعلمونه جيدا كما هو الشأن في الأزهر. يقل التشدد. ويعلم كل طرف أن من حق غيره أن يبدي رأيه. وأن يختلف معه. وربما كان الغير علي صواب. متمثلا مقولة الإمام الشافعي: رأييّ صواب يحتمل الخطأ . ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. أما الاعتقاد بأن رأييّ صواب دائما لا يحتمل الخطأ. ورأي غيري خطأ دوما ولا يحتمل أي صواب. كما هو شأن الجماعات المتطرفة. فهذا بداية التشدد. والغلو في الدين الذي لم تأت به شريعة قط. الحنيفية السمحاء * وما هو مفهوم الخطاب الديني المعتدل؟ * * الخطاب الديني المعتدل هو الذي يتسم بمخاطبة الناس بلغة عصرهم بعيدا عن التشدد والتقعّر باستخدام ألفاظ ومصطلحات لا تناسب هذا العصر. أو المخاطبين. وكذا عرض الإسلام في صورته النقية التي جاء بها الرسول عليه الصلاة والسلام. في صورته الوسطية. لا إفراط ولا تفريط. فما خُيّر عليه الصلاة والسلام بين أمرين إلا اختار أيسرهما. وقال: ¢بعثت بالحنيفية السمحاء¢ وقال لمعاذ وأبي موسي الأشعري لما أرسلهما إلي اليمن: ¢يسّرا ولا تُعسّرا. وبشّرا ولا تُنفّرا. وتطاوعا ولا تختلفا¢. هذه الصورة المعتدلة التي تعرض الإسلام علي هذا النحو صورة يقبلها الجميع. وليس في صورة التشدد دائما وحمل الناس علي الأصعب من أقوال الفقهاء. فقد كان عليه الصلاة والسلام يقول لمن يسأله في أمر الحج: افعل ولا حرج. والله يقول: ¢وما جعل عليكم في الدين من حرج¢ ويقول : ¢يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر¢. علي هذا النحو المعتدل يجب أن يكون الخطاب الديني. ويخرج عن حد الاعتدال. الإفراط في عرض الإسلام وذلك بعرضه في صورة التشدد والغلو وحمل الناس علي الأشد في كل شيء خلافا لما دعا إليه النبي عليه الصلاة والسلام. وجعل الدين كله عبارة عن مجموعة من الأحوطيات. وحمل الناس علي الالتزام بذلك. ومن يخرج عن هذا الخط فهو فاسق أو كافر أو نحو ذلك. ويخرج عن حد الاعتدال أيضا التفريط. وذلك بدعوة الناس إلي التحلل من عري الإسلام ومبادئه وثوابته بدعوي الحداثة والتطوير. فهذا وذاك كلاهما طرفا نقيض لا يقبل الإسلام. كما يشذ عن الاعتدال أيضا مخاطبة الناس بلغة لا يفهمونها. وبأسلوب يصعب فهمه. فلكل زمان أدواته. ولكل عصر لغته. اختلاط الأوراق * وما الذي نحتاجه الآن في ظل اختلاط الاوراق في المجتمع الذي نعيشه؟ * * تحتاج مصر الآن إلي تضافر الجهود من كل المخلصين من أبنائها. وإلي اختيار الأكفاء في كل مواقع العمل والمسئولية. وإلي إعلاء المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة. وتقديم مصلحة المجموع علي مصلحة الأفراد. نحتاج إلي البدء في البناء والتنمية. ووضع الخطط التي وضعها العلماء في التخصصات المختلفة موضع التنفيذ. بحيث يري جموع الشعب المصري أن الدولة بكل كياناتها راغبة في التطور والتقدم. وإحداث نقلة نوعية في الحياة العامة بكل مشتملاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها. نحتاج إلي أن تنصهر اللحمة الوطنية في بوتقة واحدة بين جميع الأفراد. مع وضع خطط طموحة نابعة من رغبة وإرادة حقيقة في التغيير. ووضع ذلك موضع التنفيذ من خلال برامج زمنية محددة. في هذه الحالة فقط نستطيع أن نقول: إننا علي أول الطريق الصحيح. ونستشرف آفاق المستقبل المشرق لبلدنا. الوطن حياة * وماذا عن المشككين في الانتماء لهذا الوطن؟ ما قيمة الوطن في الإسلام؟ * * الوطن في الإسلام يعني الحياة. فحياة بلا وطن لا شيء. يعني الأمن والأمان. يعني كل شيء ذا قيمة. والنبي عليه الصلاة والسلام ضرب المثل في حب الوطن عندما غادر مكة مخاطبا إياها قائلا: ¢والله إنك لأحب البلاد إلي الله. وأحب البلاد إليّ. ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت¢ فهذا هو الوطن الذي تربي فيه. وترعرع علي ترابه. ونشأ بين أحضانه. يناجيه ويناديه ويحن إليه. ويخفق به قلبه وتهفو إليه روحه. ويميل إليه بأحاسيسه ومشاعره ليعلم الدنيا كلها حب الأوطان. وحب ترابها والدفاع عن مقدراتها وثرواتها. وأن إيمان المرء لا يكون كاملا إذا تجرد عن هذا الحب. وعن هذه المعاني الإنسانية الفطرية. التي جبلت عليها الطبيعة البشرية. ومن يشذ عنها. وعن مفرداتها فهو وإن كان يحمل بعض صفات البشر شكلا. إلا إنه مجرد عنها مضمونا. ولنا في حال بلال الحبشي رضي الله عنه. والذي جاء من الحبشة تلكم البلاد البعيدة. وأوي إلي مكة وعاش بها حينا من الدهر مؤمنا بالله ونبيه محمد صلي الله عليه وسلم. ثم ينشد هذا الشعر الذي يقطر لوعة وألما. لفراق مكة التي عاش بها وألف وديانها وجبالها وعيونها وآبارها. ويتمني أن يبيت بها ولو ليلة واحدة. ويري شامة وطفيل. الجبلين الأصمين. ويري العيون والآبار التي طالما روي ظمأ عطشه منها فانشد يقول : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل تبدون لي شامة وطفيل فماذا لو عاش بلال بمصر وشرب من نيلها. وشاهد حضارتها. وعراقتها. واشتم شذا عبيرها. وأنست روحه ونفسه وقلبه بزيارة الصالحين من أوليائها. وشاهد فيها قلعة الأزهر العظيمة. وامتص من ريحقها وشذاها ما يمتصه سائر البشر في عالم الناس الآن. غلاظ القلوب * وماذا عن المخرّبين في هذا الوطن والمستحلِّين لدماء أهله؟ * * أقول هذا لمن يخربون في مصر الآن. ويسعون في الأرض فسادا. يقتلون ويسفكون الدماء التي حرم الله قتلها إلا بالحق. معتدين علي البشرية جمعاء: لكأني ببلال رضي الله عنه. يصرخ بأعلي صوته في آذان أولئك العتاة. غلاظ القلوب. الذين ماتت ضمائرهم. وطُمست بصائرهم. وصمّت آذانهم. وعُميت عيونهم. كأني به يقول لهم: اتقوا الله في مصركم. وفي بلدكم. وفي أمنكم وأمانكم. وفي نيلكم. وفي عبق مصر وأريجها الفوَّاح! ألا فلا نامت أعين الجبناء !! ألا فليمت نبض كل قلب متكبر جبار !! ألا فليمت كل إحساس لا يعرف للوطن قيمة. ولا لترابه مقاما ! ألا ليتعلم أولئك الجبناء من بلال الحبشي حب الوطن. وحب الصخور والوديان . التي تربي علي رؤيتها. وعاش إلي جوارها. ألا فليتعلم كل أولئك معني الوفاء للعيون والآبار التي ارتوي منها. وما زال يحلم بالمبيت حولها ولو ليلة واحدة خوفا من مفارقة الحياة قبل رؤيتها. مقاصد الشرائع * وهذا يدعونا للسؤال عن مقاصد الدين العليا للحفاظ علي النفس والعرض كيف تتحقق؟ * * الأديان كلها جاءت لتحقيق مقاصد عالية. وأمور سامية في هذه الحياة الدنيا وأولها: الدين. قال تعالي: ¢وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون¢ فالأنبياء جميعا جاءوا من أجل نشر معني العبودية والألوهية في العالمين. ونبذ الشرك. وكل ما ينافي معني التوحيد لله سبحانه وتعالي. وثانيها: حفظ النفس الإنسانية. فقد حرم الله المساس بالنفس الإنسانية في كل الشرائع والأديان. وجعل قتل النفس بغير حق. بمثابة الاعتداء علي البشرية جمعاء قال تعالي حكاية عما كان في شريعة موسي عليه السلام: ¢مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسي أَوْ فَسَادي فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ¢وهكذا كل الشرائع درجت علي تحريم القتل. والحفاظ علي النفوس الإنسانية. وثالثها: حفظ المال. بحيث لا يتعدي أحد علي مال غيره. بغير طيب نفس منه. قال تعالي: ¢يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضي مِنْكُمْ¢ ومن ثم فلا يجوز المساس بأموال الغير. وكذا الملكية العامة. والخاصة فكل ذلك جاءت الشرائع لحمايته. من عبث العابثين. واعتداء المعتدين. ورابعها: حفظ العرض. وذلك بتحريم الزنا. الذي جاءت به كل الشرائع. فلم يبح في شريعة قط. وحرمة المساس بالأعراض. بالأقوال عن طريق اتهام الغير بارتكاب الفاحشة. أو بالأفعال عن طريق الاعتداء عليها بكل ما من شأنه المساس بها. وخامسها: حفظ العقل. وذلك بتحريم الاعتداء علي العقول بشرب المسكرات. والمخدرات التي تجعل الإنسان خارجا عن الوعي والإدراك. هذه النعمة العظيمة التي ميز الله بها الإنسان عن سائر المخلوقات الأخري. أعظم الحرمات * وهل كرسي الحكم يبيح إهدار وإراقة الدماء كما يحدث من بعض الجماعات الان؟ * * كرسي الحكم ومن يجلس عليه لم يخلق إلا لأجل تحقيق مصالح الناس. والحفاظ علي نفوس الناس. وأموالهم. وأعراضهم. وكل المقاصد التي جاءت بها الشريعة الإسلامية وكذا الأديان الأخري. ومن ثم فإذا لم يعمل الحاكم علي حقن الدماء. وحماية المهج من التلف فلا فائدة منه. ولا من كرسيه. وهل كرسي الحكم أعظم الكعبة التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام وهو واقف أمامها: ما أطيبك. وما أطيب ريحك. وما أعظمك. وما أعظم حرمتك. وإن حرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمتك. ثم ماذا يساوي كرسي الحكم بالنسبة إلي الدنيا كلها. وقد قال عليه الصلاة والسلام: ¢لزوال الدنيا. أفضل عند الله من قتل امري مسلم ¢ وقال أيضا: ¢ لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في قتل امرئ مسلم لأكبهم الله في النار¢ ومن ثم فالقائد الحق هو من يحق دماء شعبه. وليتعلم الجميع من موقف النبي عليه الصلاة والسلام في صلح الحديبية كيف تكون القيادة. وكيف يكون حق الدماء؟!!! تطاول ممقوت * كيف تري التطاول علي منبر الوسطية الأزهر الشريف وعلي شيوخه الأجلاء ا وعلي الوطن ورموزه؟. * * الأزهر الشريف هو حارس الوسطية التي جاء بها الإسلام. وهو يضرب بجذوره في عمق التاريخ. ويرنو بأغصانه ناحية المستقبل. يجوز ثقة المصريين جميعا. فضلا عن العالم بأسره. ومن ثم فعندما انحاز الأزهر الشريف لإرادة المصريين. وأيدها في 30 يونيو. انصاع الناس لهذه الإرادة . ورغم كل الفتاوي التي صدرت من هنا ومن هناك . التي تتحدث علي أن ما حدث خروج علي الحاكم. وأنه انقلاب. وأن علي المصريين جميعا الخروج لنصرة حاكمهم. كل ذلك لم يلتفت إليه أحد لماذا؟ لأن الأزهر قال كلمته. وتابعه الناس في ربوع القطر المصري علي ذلك. وكان هذا أحد أهم أسباب نجاح ثورة 30 يونيو. لذا: تجد أولئك أن الأزهر الشريف هو من وقف في وجه هذه الفتاوي المضللة . ودحضها. وأبطلها. وأبطل عملها وتأثيرها في الناس. فمن الطبيعي إذن أن تجد من يهاجم الأزهر من أصحاب المصالح هنا أو هناك. أو ممن لا يقف مع إرادة مجموع المصريين. وهذا أمر طبيعي جدا. مجابهة التطرف * كيفية مجابهة الفكر المتطرف عن طريق الأزهر؟ ولماذا وصل التطرف الديني لهذا التوحش؟ * * يمكن مجابهة الفكر المتطرف عن طريق الأزهر من خلال إطلاق قناة الأزهر في أسرع وقت ممكن حتي يعرض الأزهر وسطية الدين بكل أريحية من خلال قناته. ومنبره الذي يبث في العالمين. من خلال إتاحة الفرصة لرجال الأزهر وعلمائه من عرض وجهة نظر الإسلام الحق في شتي البرامج. والقنوات. وكذا كافة وسائل الإعلام الأخري. من خلال منع الوجوه القبيحة التي تطل عبر الفضائيات المختلفة. لتعرض آراءها وفكرها الشاذ علي الناس. فتحدث البلبلة والتشويش علي العامة. وتسبب لهم النفرة في الدين وفي كل ما يتصل به. يمكن ذلك أيضا من خلال دعم الأزهر ماديا. ومعنويا. لأنه خط الدفاع الأول في مواجهة كل الأفكار المتطرفة. والتي تعرض الإسلام في شكل قبيح. ومن ثم فكلما قوي الأزهر كلما ضعفت الجماعات الإرهابية المتشددة. وكلما ضعف الأزهر. كلما قويت شوكة هذه الجماعات وظهر تأثيرها في المجتمع. ومن ثم فلابد من دعم الأزهر وشيوخه في مواجهة هذه التيارات. ولابد أن يوقن الجميع أن خط الدفاع الأول عن المصريين جميعا في مواجهة الإرهابيين وفكرهم المعوج والمنحرف هو الأزهر الشريف ورجاله. دور الأزهر * متي يعود الأزهر الشريف إلي دوره الريادي ويكون القبلة التي يؤمها مسلمو الشرق والغرب؟. * * الأزهر الشريف هو بالفعل قبلة المسلمين في الشرق والغرب التي تحظي بثقة كل المسلمين في العالم. هذا واقع وكائن. بل إن بعض المسلمين في العالم لا يعرفون مصر إلا من خلال الأزهر. واسألوا رجال الأزهر في البعثات المختلفة كيف يعاملون في هذه البلاد؟ فهذا أبلغ رد علي أن الأزهر له الدور الريادي في كل دول العالم . ومع كل هذا نحتاج إلي المزيد في كل شيء. ونحتاج إلي تقوية دوره في خارج مصر. وفي داخلها. لأنه رسول السلام بين مصر وشتي دول العالم. مّنْ الشهيد؟ * من هو الشهيد؟.. وهل يمكن أن إطلاق اللقب علي يموت في مواجهات يومية أمام قوات الأمن أو علي من يفجر نفسه لاستهداف قوات الجيش المصري؟. * * الشهداء ثلاثة أنواع شهيد الدنيا والآخرة. وهو من قتل في المعركة لتكون كلمة الله هي العليا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام. وشهيد الدنيا وهو ما قاتل في المعركة لأجل الغنيمة. وشهيد الآخرة وهو المبطون. والغريق. والحريق. والمرأة التي أصابها الطلق. ونحو ذلك. ومن ثم فمن يفجر نفسه في رجال الجيش والشرطة. أو يخرب في الوطن ومنشآته العامة والخاصة. فهو من المفسدين. ومن المخربين. والله لا يحب والفساد. ولا يحب المفسدين. ولا يصلح عمل المفسدين كما ذكر في كثير من آي القرآن الكريم. ومن ثم فمن العبث المطلق إطلاق وصف الشهادة علي أمثال المجرمين من هؤلاء الساعين في الأرض بالفساد والإفساد. هوي الخطيب * اخذت وزارة الاوقاف علي عاتقها خطة لتوحيد خطبة الجمعة فكيف تري هذا الامر من وجهة نظركم؟. * * توحيد الخطبة أمر معمول به في كل دول الخليج وهي تجربة ناجحة ولا غبار عليها. كما أن في توحيد الخطبة وإرسالها من قبل الوزارة إلي جميع الأئمة. عن طريق موقع الوزارة. أو عن طريق مجلة منبر الإسلام. ومساعدة الأئمة في تحضير الخطبة. من شأنه أيضا أن يحدث ويطور الخطاب الديني. ويرفع من مستوي الأئمة علي المدي القصير والبعيد. كما أن من شأن ذلك السيطرة علي المساجد بحيث لا يتكلم فيها أحد بما يثير البلبلة في الناس. أو يشتت فكرهم. أو بما يشدد عليهم ويغالي في الدين. وأيضا منع غير الأزهريين من اعتلاء المنابر. وجعل هذا الأمر قاصرا علي المؤهلين من رجال الأزهر كل هذا من شأنه أن يصب في مصلحة الخطاب الديني. كما أن من شأن ذلك أيضا عدم ترك موضوع الخطبة لهوي الخطيب. وإنما لابد أن تكون هناك استراتيجية لدي الدولة ولدي الوزارة. بحيث يكون هناك مدخلات معينة لمجموع الناس. حتي نصل بعد مدة قصيرة إلي تحقيق المدخلات التي نريدها. مثل تنمية حب الوطن. والالتفاف علي حوله. والتوحد حول ترابه. ومواجهة الأفكار الهدامة التي تريد تقسيم الوطن. وتقسيمه. وضياع الدولة وجعلها في مهب الريح . رفض التشيع * كثر الجدل في أمر الشيعة هل يستحق الأمر هذا الحذر عند التعامل معهم علي مستوي الدولة أو الفرد؟. * * الشيعة ولاؤهم الأول والأخير ليس للوطن الذين يعيشون فوق ترابه. والذي ينعمون فيه بظلاله. وخيره. وإنما ولاؤهم لإيران. فهي وجهتهم وقبلتهم التي يدينون لها بالولاء. وهذا ضد مصلحة أي وطن يكون بعض رعاياه علي هذه الصفة. وبهذه الأخلاق. وهم بهذا يحدثون القلاقل. في الدول التي ينتشرون فيها بسبب كل هذا. ومن ثم فهذا الأمر يحتاج إلي الحذر كل الحذر من نشر الفكر الشيعي في مصر. ولا بد من استنفار كل القوي الوطنية لمنع الفكر الشيعي من التمدد في مصر. وقد قالها فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب بمكتبه في مقابلة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد. إننا لا نحبذ العمل بالمذهب الشيعي في مصر. ومجموع المصريين لا يرضون لأنفسهم تقليد المذهب الشيعي والعمل به. ونرفض كل محاولات نشر الفكر الشيعي في مصر. وهذا الحذر يجب أن يكون حذر الدولة قبل أن يكون حذر مؤسسة كالأزهر الشريف أو غيره. وأقول إن مصر لا تزال بخير طالما لم ينتشر فيها التشيع.