شاءت إرادة الله تعالي أن يوضع لإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي القبول في الارض بسبب ما انعم عليه من بساطة أسلوبه العذب الذي يؤثر في النفوس ويريح النفس المتعبة ويقربها من خالقها في طمأنينة حانية مبشرا إياها بجنة عالية قطوفها دانية. من أجل ذلك نري الشيخ الشعراوي كان محط أنظار جميع الناس اينما ذهب حيث كانت تندفع نحوه الجموع في كل زمان ومكان يذهب إليه. وكثيرا ما كان يفاجأ الشيخ بمحاولة رفعه علي الأعناق أو حمله حتي يستقل السيارة بالإضافة إلي ما كان يقوم به البعض من محاولة مجازية بقيامهم بهز السيارة بعدما يستقلها ليؤكدوا له اننا نريد حملك انت وسيارتك اعترافا منا بحبنا لك يا فضيلة الشيخ.. حدثت هذه المشاهد مع الشيخ الشعراوي كثيرا وكان في كل مرة يسارع الي مسجد القرية او في اي مكان يتواجد فيه لينظف دورات المياه ومراحيضها حتي يخضع النفس ويعصمها من الغرور والتكبر. وحينما كان يعاتبه اولاده في هذا الامر كان يقول: إنني اخضع النفس خشية ان يدخلها خيط من خيوط الكبر والغرور. يقول الدكتور أحمد هاشم: حضرت ذات مرة مؤتمرا كبيرا مع فضيلة الإمام الشعراوي ولما أعجب الحاضرون حملوه الي السيارة. فخشي الشيخ الشعراوي علي نفسه من ان يدخلها خيط من خيوط الاعجاب فعاد إلي منزله بسيدنا الحسين وانتظر حتي جاء وقت الفجر وراح ينظف في حمامات مسجد الحسين وتصادف وقتها ان دخل الشيخ محمد عبدالحليم الحديدي - أحد تلاميذ الشيخ - ليتوضأ وحين توجه الي المكان المعد للوضوء - المنفصل عن المسجد - وعند دخول الشيخ الحديدي وجد رجلا كبيرا من ظهره ينظف في الحمامات ممسكا بمساحة في يده ولم يعرف انه الشيخ الشعراوي . وبينما والشعراوي منهمك في عمله فاذا به يوجه المياه ناحية الشيخ الحديدي دون قصد منه ويحكي الشيخ الحديدي هذه الواقعة فيقول: هنا استشطت غضبا فاخذت اعاتب هذا الرجل علي ما صدر منه بتوجيه المياه ناحيتي فعنفته بشدة وبينما وانا في ثورتي اذ فوجئت بالرجل وقد استدار بوجهه ناحيتي معتذرا بلطف فتأملته جيدا فلم اصدق مارأيت وتساءلت في نفسي: أحقاً هو؟ هل يعقل ان الذي ينظف حمامات الحسين هو استاذي وشيخي ومعلمي في معهد الزقازيق الديني الشيخ محمد متولي الشعراوي؟ وحين تأكدت انه هو قمت علي الفور بالتقاف يد استاذي المبللة بالماء لأقبلها وحاولت اخذ المساحة منه فسمح لي وهو يؤكد ان هذا العمل -تنظيف بيوت الله - ان اخلصنا فيه وواظبنا عليه يؤدي بنا الي حسن الخاتمة وربما يكون معبرا لنا الي الجنة واختتم الحديدي حين اخذت المساحة من الشيخ الشعراوي لأقوم بعمله الذي كان يقوم به - تنظيف المراحيض- ظننت انه قد انتهي لمجرد انني سأقوم بعمله وينصرف هو ولكنني أثناء التنظيف التفت خلفي لأطمئن علي الشيخ الشعراوي اذا بي أفاجأ به وقد انشغل بتنظيف مكان اخر. رحم الله الشيخ المتواضع الشعراوي رحمة واسعة والي اللقاء مع سر جديد من اسراره في العدد القادم ان شاء الله.