هو قطع شئ من شئ بآلة مخصوصة والمراد هنا قطع الشعر النابت عن الشفة العليا من غير استئصال وهو سنة بالاتفاق وقد بينت الاحاديث النبوية ان حف الشارب من الفطرة التي فطر الله تعالي الانسان عليها. فمن فعله كان سائرا علي السنن القويم الذي خلق الله تعالي الانسان عليه.. والقاص مخير بين ان يتولي ذلك بنفسه او يوليه غيره لحصول المقصود بخلاف الابط والعانة. واما مقدار القص فقال الامام النووي المختار انه يقص حتي يبدو طرف الشفة ولايحفه من أصله. الاحاديث الواردة في قص الشارب: عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم انه قال: "حفوا الشوارب وأعفوا اللحي" وفي رواية اخري للبخاري: "أنهكوا الشوارب واعفوا اللحي". وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "جزوا الشوارب وارخوا اللحي. خالفوا المجوس". وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال "كان النبي صلي الله عليه وسلام يقص او يأخذ من شاربه. وكان ابراهيم خليل الرحمن يفعله". بل ورد التهديد الشديد في ذلك وان الذي لايفعله ليس من الامة ولايسلك سبيلها وليس علي طريقتها فعن زيد بن ارقم رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "من لم يأخذ من شاربه فليس منا والنسائي والترمذي" وهناك احاديث كثيرة ولكن حسبي الاشارة السريعة حتي لايطول بنا المقام. الحكمة النبوية من قص الشارب : ترجع الحكمة في قص الشارب الي أمور تتعلق بالخلقة والخلق وهناك أشياء تتعلق بصحة المسلم. الامر الاول من ناحية الخلقة : ويتمثل في ان طول الشارب وعدم الاخذ منه يشوه خلقه الانسان وينفر الناس من النظر اليه لقبح شكله ورداءة منظره عندما يتحرك إلي الاعلي والي الاسفل وقت مضغ الطعام وعلي ايقاع لفظ الحروف الشفوية اثناء التكلم وعند الغضب عندما ينفخ ذو الشارب بزفير وشهيق فهذا يذهب سيمات الايمان من وجهه. ثانيا : الامر الثاني من ناحية الخلق اي السلوك: فطول الشارب يربي نزعة الكبر والتعالي علي الناس والغرور كما ان صحبة الشيطان تكون غالبا قريبة منه فيفتخر به الامر الذي يجعل الناس ينفرون منه ويكرهونه ويجب ان ننوه هنا ان ما يعتقده بعض الناس من ان الشارب يدل علي شرف صاحبه او رجولته وانه رمز كرامته وشخصيته فهذا هراء واضح وعادة جاهلية متوارثة ما أنزل الله بها من سلطان. ثالثا : الامر الذي يتعلق بصحة الانسان: فهناك اضرار للشارب الطويل نذكر منها: 1- عندما يطول الشارب فإنه لاشك يحمل بعض الاتربة وتعلق به بعض الجراثيم من غبار الطريق وبقايا الطعام التي تتراكم تحت الشعر ولايتمكن صاحب الشارب من ازالتها لكثافته.. فمثلا اذا شرب رجل له شارب طويل لبنا او شرابا او غيره فنري الخط الابيض والذي يرتسم اسفل شاربه ونلاحظ بشاعة المنظر.. ثم يعلق بلسانه ما علق بشاربه مثل الهرة.. وهنا تحدث كل العوامل المسببة للامراض لوجود بيئة جاهزة لنمو الجراثيم والميكروبات. 2- ان وجود الشارب في اسفل الانف يعرضه لمفرزات المنخرين ونخامهما فيصعب تنظيف ذلك. 3- ان صاحب الشارب الطويل يحجم عن غسل الوجه وتنظيفه خشية ان يسبب ذلك تغييرا في شكل الشارب او اضطرابا في تنظيمه مما يسبب تراكم الجراثيم وتنوعها ويكون الشارب مرتعا للعوامل المرضية المتنوعة وكذلك منبعا للروائح الكريهة والتي تدخل من خلال فتحتي الانف والفم فيصاب الانسان بامراض خطيرة ثم ينقلها الي الناس في أثناء المحادثة او السعال او العطاس! 4- صاحب الشارب الطويل يضيع وقتا كبيرا في تربيته وتنظيمه وكيه كل يوم وهناك من يربط شاربه بأذنيه في أثناء النوم ليأخذ الشارب شكله الذي يريده في اثناء النهار وبذلك تذهب الساعات الطوال من عمره هباء منثورا. ومن ثم شرع الاسلام قص الشارب او جره صيانة للمسلم من سوء خلقته وخلقه وصحته وامره بإبقاء شيء من شاربه اظهار لرجولته فرقا بين المرأة والرجل. فعلي المسلم العاقل ان يتبع سنة المصطفي صلي الله عليه وسلم فيقص شاربه حتي لايكون احد العوامل المؤذية له في جسده ولغيره في نقل العدوي.